علميًا.. كيف تتجاوزين وجع تجربة حب مريرة؟

علميًا.. كيف تتجاوزين وجع تجربة حب مريرة؟

آدم وحواء

الأربعاء، ٢٦ أبريل ٢٠١٧

“تحمّلي فأنت شجاعة وقوية”، هذه هي النصيحة الأزلية التي يقدمها الوالدان أو الأصدقاء عند حصول انفصال بعد الزواج أو حتى قصة حب عاصفة. وبينما تظن صاحبة القلب المجروح أنه كلام فارغ لا يرتقي إلى مستوى الآلام التي تعيشها، يؤكد علماء النفس أن خداع عقلك بأنك بخير قد يكون أفضل وسيلة للشفاء من تبعات الانفصال.

تماماً مثلما أثبت تناول الدواء الوهمي قدرته على علاج الألم، فإن التظاهر الوهمي بالشجاعة قد يساعد صاحبته على التحسن، وفقا لمجموعة باحثين من جامعة كولورادو الأمريكية.

ودرس البحث، الذي نشر في دورية “علم الأعصاب”، 40 متطوعاً مروا بتجربة “انفصال رومانسي غير مرغوب فيه” في الأشهر الستة الماضية.

وطُلب من المشاركين تقديم صورة لشريكهم السابق وصورة لصديق جيد من نفس الجنس لمختبر تصوير الدماغ. وباستخدام آلة تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي (FMRI)، تم عرض صور الأحباء السابقين وطلبوا منهم تذكر لحظة الانفصال. كما تم عرض صور لأصدقائهم لحظة تعريضهم لآلام جسدية عبر وخزهم بشيء ساخن على منطقة الساعد.

وقارن العلماء بعد ذلك المناطق التي أضاءت في الدماغ خلال الألم الجسدي والعاطفي، وتبين أنها متشابهة ولكن ليست متطابقة، ما يعد دليلاً علمياً على أن الألم العاطفي هو “عصبي كيميائي حقيقي”.

ثم أُعطي المشاركون محلول رذاذ الأنف، وأبلغ العلماء نصف المجموعة بأنه “مسكن قوي وفعال للحد من الألم العاطفي”، في حين قيل للنصف الآخر إنه مجرد محلول ملحي.

مرة أخرى تم تصوير المتطوعين مع تطبيق المحفزات الساخنة من جديد، فكان رد المجموعة التي ظنت أنها تناولت مسكناً بأن حدة الألم الجسدي والعاطفي كانت أقل من المرة السابقة واستجابت بشكل مختلف عند رؤية صورة الحبيب السابق.

وقالت كاتبة البحث ليوني كوبان: “إن تجربة الانفصال هي إحدى أكثر التجارب السلبية عاطفياً، ويمكن أن تكون سبباً هاماً في ظهور مشاكل نفسية. ووجدنا في دراستنا أن العلاج الوهمي قد يحد من شدة الألم الاجتماعي “.

وتأمل كوبان أن تساعد الدراسة في توضيح تأثير الألم العاطفي على عمل الدماغ، واقتراح سبل يستخدم من خلالها الناس “قوة التوقعات الإيجابية” لصحتهم النفسية.