كيف يؤثر الشكل الخارجي على نجاحكم في العمل؟

كيف يؤثر الشكل الخارجي على نجاحكم في العمل؟

آدم وحواء

الأربعاء، ١٠ مايو ٢٠١٧

ها هما غنوة وزينة يتقدّمان لنيل وظيفة في مجال العلاقات العامة. غنوة تملك خبرة 3 سنوات، أمّا زينة فكانت تعمل في مجال آخر مختلف، ولكنّ المدير أقصى غنوة ووظّف زينة لأنها الأجمل. لم تمرّ 3 أسابيع حتّى عاودت الشركة الاتصال بغنوة طالبةً منها القدوم لاستلام الوظيفة، لأنّ زينة لم تفلح في العمل لخبرتها القليلة.
هذا النموذج لا ينطبق على الجميع، فأحياناً يصرّ المدير على توظيف الجميلة ويمنحها الوقت الكافي لترتكب كلّ الأخطاء التي تسمح لها بالتعلّم والإمساك بزمام الوظيفة، فيقضي إعجابه بها على أحلام أيّ فتاة أقل جاذبية بنيل الوظيفة مهما بلغت خبرتها.

صحيح أنّ الخبرة تلعب دوراً في مجال التوظيف، إلّا أنّ عيشنا في عصر الصورة جعل للشكل الخارجي حصة الأسد. فالمحظوظة بشكل خارجي جميل تزيد حظوظها في إعجاب المدير فيوظّفها.

تؤكد دراسة حديثة أنّ شكل الإنسان الخارجي يحاكي طريقة تعامل الزملاء معه في العمل. فكلما كان الشخص جذاباً كلما عامله الآخرون بشكل أفضل بفعل، سحر جماله عليهم، وبذلك ترتفع فرص جنيه للمال والاهتمام. في هذا السياق يوضح المتخصّص في علم النفس الدكتور جوان هارفي أنّ الناس تقيّم الآخرين بحسب الإشارات اللاكلامية التي يرسلونها ويشمل ذلك شكلهم الخارجي.

الكبيرة

استطلاع رأي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام Ifop يُظهر أنّ أحد أبرز أسباب إبعاد عدد كبير من طلّاب الوظائف عن المنافسة على وظيفة ما، هو الشكل الخارحي والذي يشمل بنية الجسد، واختيار الثياب. ويُبرز الاستطلاع أنّ البدانة من المعايير القاتلة بالإضافة إلى التقدّم في السن، فالشباب والجمال يترافقان بحسب المعتقدات العامة.

مادلين (55 عاماً) تحاول عبثاً إيجاد عمل في مجال بيع الثياب. وكلما ذهبت إلى مقابلة عمل عادت خائبة. وتؤكد لـ»الجمهورية»: «على رغم امتلاكي الخبرة يُفضّل القيّمون على الأعمال استقدام صبية وهناك مَن يقول لي ذلك صراحة. يبدو أنّ شكلي الناضج لا يناسبهم علماً أنني منضبطة ومسؤولة ولا مشكلة لديّ في بقاء ساعات إضافية كما أنني لست من الجيل الجديد الذي يمضي وقته متحدّثاً على الهاتف، إلّا أنّ أحداً لم ينظر إلى أيّ من هذه المواصفات، ، وقد سئمت من البحث».

تبدو أصغر من عمرها

يشكّل الشباب الدائم هاجس ملايين النساء مع تقدّمهن في السن، وتحفّز مواقع الجمال على الشبكة العنكبوتية روادها من النساء على المحافظة على شبابهنّ من خلال وصفات تتيح لهنّ ذلك، إلّا أنّ الفتاة الثلاثينية التي تبدو في أول العشرينات تعاني وتتحمّل تداعيات وجهها الطفولي.

«أنت المتدربة الجديدة؟»، سؤال تتعرّض له فتاة على مشارف الثلاثين في الأيام الأولى لدخولها مؤسسة كموظفة جديدة، لأنها تبدو صغيرة. نتيجة ذلك يكلّمها الزملاء بفوقية إذ يعتقدون أنها لا تملك الخبرة، وهذا يغيظها ويحدّ من فرص تقدّمها ونجاحها. فالعمر يعني الخبرة، وأن نبدو أصغر من عمرنا له سيئاته، فشكلكِ «الولد» في مكان العمل يدفع الآخرين إلى السيطرة عليكِ بدل احترامك، إذ لا توحين لهم بالثقة. فثقافات عدة تعطي أهمية للعمر وترى أنه كلما أصبح الإنسان أكبر، كلما استحق احترام الآخرين.

تطوير الذات

ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ الحضور الجيد لا يقتصر فقط على الجمال لحسن الحظ، فعلى رغم عدم نكران دور المظهر الجذاب في فتح الأبواب للكثيرين إلّا أنّ مهارات التواصل ولغة الجسد والترتيب والخبرة عوامل لها ثقلها أيضاً.

وبهدف فرض الاحترام ومنح الآخرين شعوراً بامتلاككم الخبرة والثقة بالنفس الكافية، اعملوا على الإشارات اللاكلامية الصادرة عنكم وأبرزها وقفتكم ووضعية جسدكم. حافظوا على ظهر جالس وأكتاف مرتاحة نحو الأسفل ورأس مستقيم.

وتذكّروا أنّ الهضامة ضمن حدود، والتحضير الجيد لمقابلات العمل من خلال استقصاء معلومات عن الشركة، والتفاني، وعدم الخجل المفرط، والطموح، وامتلاك الطاقة عوامل لابدّ أن توصلكم إذ إنّ الشكل الخارجي ليس وحده شرطاً كافياً للنجاح، فالجميلون والجميلات يمتلكون سلطة جذب الآخرين ولكنّ سلطتهم هذه لا تضمن لهم النجاح الصلب والدائم.