وهم التوافق الجنسي الكامل.. هذا ما يفعله بحياتك العاطفية!

وهم التوافق الجنسي الكامل.. هذا ما يفعله بحياتك العاطفية!

آدم وحواء

الثلاثاء، ٣٠ مايو ٢٠١٧

هل أنت غير راضية عن حياتك الجنسية؟ هل فكرت يوماً أن المشكلة ربما تكمن فيما تحملينه من أفكار حول العلاقة؟ فقد نشرت دراسة مؤخراً في مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي"، أشارت إلى أن السبب في المشاكل العاطفية يرجع أحياناً إلى المعتقدات والأفكار التي تحملينها حول العلاقة الجنسية.

ووجدت أبحاث سابقة حول العلاقة بين الزوجين أن بعض المعتقدات تحمل نتائج مدمرة للعلاقة مع الشريك، مثل الوهم بأن أي مشكلة مع زوجك تعني أنه ليس الشخص المناسب لك. كذلك، فإن المرأة التي تعتقد أن العلاقة تتطور وتنمو تنظر إلى المشاكل على أنها تحديات يمكن حلها ومواجهتها، ولا تتعامل مع عيوب زوجها باعتبارها تهديداً للعلاقة، بل تدرك جيداً أن الاحترام وحل النزاعات بهدوء يعزز الترابط.

الفرق بين النضج والقدرة

وأبدى فريق من الباحثين من جامعة تورونتو وجامعة دالهوسي، اهتماماً لمعرفة ما إذا كانت هذه المعتقدات تنسحب أيضاً على الجنس، أو الرضا الجنسي الذي يعتقد أنه يحدد مصير العلاقة. واهتموا بشكل خاص بمعرفة مدى تأثير المعتقدات الناضجة على الرضا في العلاقة الجنسية بين الزوجين، وفرقوا بين أمرين "النضج الجنسي" والقدرة الجنسية".

فالإيمان "بالنضج الجنسي" يعني أن الاكتفاء الجنسي يتطلب جهداً ويقوي العلاقة بمرور الوقت، في حين أن الإيمان "بالقدرة الجنسية" يعني أن التوافق الطبيعي بين الشركاء هو العامل الرئيسي الذي يسمح للأزواج بالحفاظ على العلاقة، وأن أي مشكلة قد تؤدي بالعلاقة إلى الفشل.

تواصل أفضل

في العديد من الدراسات، قام الباحثون بالعمل مع عدد من الأشخاص المتزوجين منذ 3 أشهر على الأقل ومن أعمار مختلفة. فبعضهم تزوج حديثاً والبعض الآخر رزقوا بطفلهم الأول، وطلب من الجميع أن يقيموا مدى توافقهم أو عدم توافقهم جنسياً.

وبشكل عام، وجد الباحثون أن من يؤيدون معتقدات "النمو الجنسي" كان لديهم تواصل أفضل ورضا أكثر أثناء ممارسة الجنس، وكانت نوعية علاقتهم أفضل بشكل عام.

ويبدو أن الاقتناع بضرورة "النضج الجنسي" كان له تأثير يحمي علاقة الأزواج في الأوقات الصعبة. وهذا التأثير كان يتعزز إذا كان الأزواج يحملون نفس المعتقدات. وخلصت الدراسة إلى أن "ارتفاع معتقدات النضج الجنسي لدى الشريكين معاً مرتبط بصورة وثيقة مع الزيادة في الرضا عن العلاقة بشكل عام ومن ضمنها الجنس، حتى في الفترات الزمنية التي يكون فيها حصول علاقة حياة جنسية مرضية أمراً صعباً كما بعد ولادة طفل مثلا".

استعداد للتغيير

وكان "المؤمنون بالنضج الجنسي" على استعداد لإجراء تغييرات جنسية إكراماً لشريكهم حتى لو كانت لا توافقهم، فهؤلاء الأفراد يعتقدون أنه من المهم العمل على نجاح العلاقة الجنسية لأنهم يعتبرون الجنس أمراً هاماً، وإيمانهم بضرورة بذل الجهد يجعلهم ملتزمين بالعمل على تحسين هذه العلاقة.

وفي المقابل، فإن المشاركين الذين تبنوا معتقدات "القدرة الجنسية" لم يكونوا مستعدين لأي تغيير للتكيف مع شريكهم مهما كان بسيطاً، مثل طلب الشريك أن يتم لمسه أو التحدث إليه بطريقة غير مألوفة.

مزيد من الجهد

مالذي يعنيه ذلك بالنسبة لعلاقتك بزوجك؟ حسناً، قد يكون من المفيد أن تراجعي معتقداتك الخاصة حول التوافق الجنسي، والنظر لجوانب أكثر رومانسية ومحاولة التعلم، وهذا لا يعني أن عليك فعل أشياء لا تشعرك بالراحة، بل هي تذكير أن الزواج ليس فقط الاهتمام والثقة المتبادلة لكنه أيضاً علاقة تحتاج للعمل بصبر وتعقل، والوصول لحياة جنسية سعيدة يتطلب التعلم المتبادل والعمل معاً لتحقيق النضج والتمتع بمزيد من السعادة والارتياح.