من أين تستقي الفتاة ثقافتها الجنسية؟

من أين تستقي الفتاة ثقافتها الجنسية؟

آدم وحواء

الاثنين، ١٨ سبتمبر ٢٠١٧

ينصح موقع “الإرشاد التربوي” الأهالي بعدم صرف اهتمامات وأسئلة الطفلة عن الجنس، حتى ولو كانت صغيرة السن، وضرورة الإجابة على أسئلتها بشكل مبسّط، على أن تتطور الإجابات كلما كبرت وازداد فضولها.

ويجد الكثير من الآباء والأمهات حرجاً في شرح وتقديم التوعية حول الأمور الجنسية لبناتهم، التي يُفضل أن تتلقاها من أسرتها بدلاً من وسائل أخرى، كما في الانترنت، والواتس آب، وهي في معظم الأحيان ثقافة ومعلومات مشوهة بالإثارة والأغلاط.

ومع الاعتقاد السائد بأن التساؤلات الجنسية من المحرّمات والتابوهات عند بعض الأُسر، إذاً، من أين تستقي الفتاة ثقافتها الجنسية؟

الدكتورة في علم النفس الإعلامي سهير السوداني قالت لـ “فوشيا” إن أية معلومات تسألها الفتاة كانت في الماضي تستقيها من أهلها، وأقلّها كانت المعلومات الجنسية التي تعد من التابوهات عندهم، معتمدين على زواجها في سنّ مبكرة، وتركها تفهم التفاصيل كلها من حياتها الزوجية.

أما الآن، فقد بدأ اعتماد الفتاة على أهلها وأصدقائها للتزود بالمعلومات يخفّ تدريجياً لوجود التكنولوجيا التي أصبحت سهلة التناول ورخيصة أيضاً، دون أن ينتابها أي شعور بالخجل أو الإحراج عند تصفحها، لعدم وجود من يراقبها أو يعاقبها، كما لن يعايرها أحد حول ما تشاهده، لأنه لا أحد يملك دليلاً عليها، بحسب السوداني.

لذلك، تضطر الفتاة للجوء إلى التكنولوجيا كمصدر وحيد، لقلّة تأثير الأهل في توضيح أسئلتها ونتيجة إنغلاق تفكيرهم في أغلب الأحيان.

فما هو الحل؟

ونصحت السوداني بضرورة حوار الأهل مع بناتهم، وضرورة الانفتاح المعتدل معهنّ حتى لا يقعنَ في الخطأ، وعلى الأم تحديداً أن تُقحم نفسها إقحاماً ناعماً ببناتها، من خلال مراقبتهنّ بطريقة مبسطة لما يشاهدنَه، وأن تنتبه لهنّ عن بُعد.

وقالت: “كلما كانت الأسرة أكثر حضارة وانفتاحاً، وتفكيرها مرِناً مع الفتاة، لجأت للاستفسار من أسرتها دون خوف من صدّها، كي لا تسمح لها المعلومات المغلوطة التي اكتسبتها من الانترنت القيام بسلوكيات يصعب فعلها بدون التكنولوجيا كما يحدث في العائلات منغلقة التفكير”.

وأضافت: “كل جيل وزمن له مساوئه ومحاسنه، حتى عندما كان الأهل مصدر المعلومات للأجيال السابقة كانت هناك أخطاء جنسية فادحة وكبيرة، ولكننا لم نكن نعلم عنها لعدم وجود الإعلام، فكيف الحال في وقتنا الحاضر مع وجود التكنولوجيا؟ لذا ينبغي على الأهل أن لا يبخلوا على أولادهم وبناتهم بما يحتاجونه من معلومات جنسية في أي وقت”.