الاستغراق الروحاني في اللحظات الحميمة.. حافز جديد لإثارة الوعي‎

الاستغراق الروحاني في اللحظات الحميمة.. حافز جديد لإثارة الوعي‎

آدم وحواء

الأربعاء، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٧

الحالات المتغيرة من الوعي هي الحالات القصوى للاستغراق، وتتميز هذه الحالة بفقدان الشعور المعتاد بالذات والوقت والمكان، نتيجة التركيز الشديد على ما يحدث الآن، ويكون مترافقا بالإحساس بالنشوة.

والتأمل هو وسيلة قوية للوصول إلى هذا الشعور الذاتي بالاستغراق والذي يرتبط بالسعادة والصحة البدنية والعقلية، كما ظهر في العديد من الدراسات العلمية.

ولكن الوصول إلى مثل هذه المستويات من حالات التغيير في الوعي عبر التأمل يحتاج إلى وقت طويل من الانضباط الذاتي وممارسة التأمل بانتظام لسنوات طويلة.

الاتحاد الصوفي

وهناك طريقة واحدة للوصول إلى حالات تغيير الوعي الذي يرتبط بأعلى درجات المحبة الروحية، وهي حالة صحية للجسم والعقل ويجب ممارستها مع الشريك، والمقصود بها العلاقة الحميمية.

فالرغبة وتلبيتها يمكن أن يحفزا تغيير الوعي فخلال ممارسة العلاقة الحميمية مع شريك يتولد شعور بالحب، وهنا علينا التركيز على ذلك إلى أن نفقد الشعور بأنفسنا وبالزمان والمكان، وهذا هو “الاتحاد الصوفي” الذي يشعر به من يحب فعلاً.

الفوارق بين الجنسين

روي ميغل كوستا هو طبيب نفسي سريري من مركز ويليام جيمس للبحوث، تنحصر اهتماماته البحثية في الجوانب النفسية والطبية للسلوك الجنسي، أجرى مؤخرا دراسة للتحقيق في مدى تأثير شدة الاستغراق أثناء اللحظات الحميمية بالمتعة الجنسية، وقد وضع موازين ذاتية لتقييم الشعور بالذات والوقت والفضاء في مختلف حالات الوعي كما في التأمل، ثم طلب كوستا وفريقه من 116 رجلا وامرأة من جنسيات مختلفة أن يتذكروا آخر لقاء جنسي، وأن يضعوا تقييما لشعورهم بالوقت والفضاء المحيط، كما سألهم عن كمية الرغبة التي كانوا يشعرون بها ومدى الاكتفاء الذي حصلوا عليه وما إذا وصلوا للنشوة أو “الأورغازم”.

وأظهرت النتائج أن الرجال والنساء لا يختلفون في شدة الاستغراق أثناء الممارسة الحميمية،  ومع ذلك، كان هناك بعض الاختلافات الواضحة بين الجنسين: فالاستغراق كان يرتبط ارتباطا وثيقا برغبة الأنثى أكثر مما هو الحال للرجال، فبالنسبة للنساء، كان الاكتفاء الأكبر يرتبط بمزيد من الاهتمام بالجسد وتقريبا فقدان الشعور بالوقت.

أما الرجال، فحالة الاستغراق كانت تعزز الرغبة، لكن لم تكن لها نفس الأهمية عند النساء للوصول للنشوة.

النساء أكثر حساسية للمس

الجزء الثاني من الدراسة تم نشره في المجلة الدولية لبحوث الضعف الجنسي، ويشير عنوان المجلة إلى أهمية هذا النوع من البحث في الجوانب السريرية إذ اكتشف روي ميغل كوستا وفريقه أن النساء، ولكن ليس الرجال، أكثر حساسية للمس، ولديهن مزيد من الوعي لأجسادهن خلال العملية الجنسية.

وهنا قد تكمن إمكانية تعزيز التجربة الجنسية في الحياة اليومية، وأن يتعلم الزوجان كيف يصبحان أكثر حساسية للمشاعر الجسدية، من خلال حمام ساخن، أو تدليك رومانسي وكثير من الوعي للذات والجسد.