كيف تتعاملين مع زوجك إذا كان “بخيل المشاعر” ؟

كيف تتعاملين مع زوجك إذا كان “بخيل المشاعر” ؟

آدم وحواء

الجمعة، ١٠ نوفمبر ٢٠١٧

في بعض العائلات وحسب التنشئة الأسرية، إما تُكبت مشاعر الطفل أو تنطلق بحرية، فقد نجد طفلاً يعبر عن حبه لأمه، أو يبكي لموقف ما، إلا أن والده يمنعه من ذلك، ويوبّخه بعبارات تُملي عليه أن يكون رجلاً وخشِناً، بقول: “الرجل لا يبكي”.

وتبعاً لتلك العبارات سيفقد الطفل مهارة التعبير عن مشاعره، لعدم سماعه أي أحد يعبر عن مشاعره داخل محيطه، ولن يتعلمها داخل عائلته المنغلقة التي تمتاز بالتعبير السلبي وكثرة الانتقاد والخشونة في التعامل، عدا عن مقابلة مشاعره الإيجابية بالرفض والاستهجان، إلى أن يصبح رجلاً.

لماذا يبخل الرجل بالتعبير عن مشاعره؟

أكدت أخصائية الاستشارات النفسية والزوجية الدكتورة نجوى عارف لـ “فوشيا”، أن هناك بعض الرجال يعتقدون أن التعبير عن المشاعر “عيب”، ويكتفي بالتصرفات التي تؤكد حبه لزوجته، معترفاً بعدم استطاعته التعبير عن مشاعره الإيجابية كما يجب.

وأوضحت، لو كان الزوج “قاسي القلب” وزوجته “باردة المشاعر”، ستتحوّل حياتهما حتماً إلى كارثة حقيقية، لكونهما غير قادرين على إسعاد أنفسهما بالمشاعر الجميلة، وبهذا يحتاج كلاهما إلى مختص نفسي كي يعلمهما كيف يشبعان حاجات بعضهما في المشاعر الإيجابية والرومانسية.

كيف تتصرف الزوجة في هذه الحالة؟

بيّنت عارف أنه في تلك الحالة على الزوجة أن تكون هي المعلّم والمدرّب والمربي لزوجها، وأن تبادره بالتعبير عن مشاعرها نحوه، وتتغزل به وبشكله، وأنها تسعد بقضاء الوقت معه، وتشتاق له كل الوقت، وبهذه المبادرة تكون قد بدأت في تعليمه مرة تلو مرة كيف يعبر عما يعتريه من مشاعر، لاكتشافه أن التعبير عنها شيء جميل وممتع.

وقالت: “من خلال مبادرات الزوجة يصبح الرجل كالطفل ويبدأ بالتعلم منها، ولكن إذا قابلته بعبارات التوبيخ والإهانة لعدم قدرته على إسعادها بمشاعره، وأنه “بارد المشاعر”، هي بهذه الحالة تُرجعه إلى الوراء، وتُعيده بالذاكرة إلى تنشئته، وحتماً ستُفسر انسحابه بُخلاً بمشاعره، ولذلك سيُبنى بينهما حائط سميك يحوّل حياتهما إلى حالة من التحدي والعناد.

وختمت عارف، إن تعليم الزوج أفضل من أمره للتعبير عن مشاعره، نظراً لضعف معرفته بكيفية البوح بها، إضافة إلى ذلك هو فعلياً “متعطّش” لمشاعر إيجابية، وبمبادراتها وإطراءاتها الذكية سيُسعد بما تقوله له، وبالتالي سيقلدها بكلامها وتصرفاتها، تحديداً أنها لا تريد أي مقابل منه.