الزواج ليس عصا سحرية ولا دنيا وردية .. حان الوقت لتتخلي عن هذه المغالطات

الزواج ليس عصا سحرية ولا دنيا وردية .. حان الوقت لتتخلي عن هذه المغالطات

آدم وحواء

الأربعاء، ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧

تشعر المقبلة على الزواج أنها تقف على باب الجنة، وأنها ستعيش في نعيم مقيم، ترفرف بأجنحة السعادة وترتشف من رحيقها الدائم، وتحلم بالدنيا الوردية والكلمات المعسولة من حبيبها العاشق الذي يعيش معها على ضوء الشموع في جو ملهم من الرومانسية الحالمة.

لكننا نقول لها تمهلي قليلاً واهبطي على الأرض بدلاً من التحليق في السماء، فهناك أشياء ستفقدينها رغما عنك، وتتنازلين عن أحلام راودتك كثيرًا لكنها لا أساس لها من الصحة خاصة في السنة الأولى، وبعض الأشياء الأخرى التي نطلعك عليها على غرار ما ورد في مجلة مارثاستيورات ويدينغ”.

تواجه السنة الأولى من الزواج الكثير من التغيرات الجذرية، والتي تعتمد بالأساس على شخصيتك ومدى تقبلك للأمور، وقد تستشفين ذلك من صديقاتك اللائي سبق لهن الزواج، ويقول لسان حالك “لا.. هن يبالغن كثيرا، فما أجمل أن أنام في أحضان زوجي، وأصحو لأراه بجانبي “، ولكنها الحياة يا عزيزتي المليئة بالتناقضات، لذا سنقدم لك بعض المغالطات الشائعة عن السنة الأولى وهي:

ستقضيان وقت الفراغ سويًا

أجل، ستقضين معه أوقاتا طويلة أكثر مما مضى، لكن تذكري أن لديك التزامات أخرى نحو الأصدقاء والعائلة، تذكري جيدا أن الملل سيتسلل لحياتك لا محالة، ولكي تتفادين حدوثه عليك بالتغير المستمر والاندماج مع أصدقائك وعائلتك لكسر الروتين وتجنب الملل والفتور.

الملل من العلاقة الحميمية

أراك لا تصدقين ما أقول وتنظرين إلى بعين الريبة، ولكنها حقيقة فبعد أن كان حلمك الوحيد أن يضمك بين أحضانه، وتبحرين معه في موجات النشوة وتغوصين في أعماق المتعة الأبدية، سيأتي الوقت الذي تكرهين فيه العلاقة الحميمية، وتشعرين بأنه أصبح شيئا عاديا، حتى التدلل بالملابس الداخلية سيصبح وكأنك تؤدين واجبا اجتماعيا لا مفر منه، وهي طبيعة فطرية أن يزهد المرء ما بيده ويشتاق لما يستحيل عليه فعله!

ستتغير نظرتك للمشاكل

في الخطوبة كانت أكبر المشاكل وأكثرها تعقيدا أنه لم يتواصل معك اليوم، أو أنه لم يقل لك أحبك عشرين مرة، وقالها عشر مرات فقط، لكن بعد الزواج ستواجهين مشاكل من نوع آخر وليس هناك العصا السحرية لحلها، وستجدين أن الخصام الذي كان سلاحك المسنون سابقا-لم يعد يجدي- لأن الظروف تغيرت وضغوط الحياة زادت والحل الوحيد أن تتكلمي وتواجهي مشاكلك وتعملي على حلها بشتى الطرق.

ستحبين حماتك لا محالة

نعم، فرغم أنها كانت تنظر إليك نظرة السارق الذي سرق ولدها واختطفه دون ارادتها، اطمئني فقد تزوجتما وانتهى الأمر، لذلك ستجدينها مثل الحمل الوديع الذي يتودد إليك ويطلب منك شحذ الهمة لتنجبي ولي العهد، وليس معنى ذلك أنها ستكون معك بمثابة الملاك البرئ، ولكن ما سيتغير هو نضجك وتقبلك للآخر، اقتربي منها وشاركيها بعض الأوقات التي تقرب وجهات النظر، وكلما اقتربت منك أكثر زالت الحواجز وانتهى التوتر.

عملك سلاح ذو وجهين

قد تشعرين بأنه راضٍ تمام الرضا عن عملك ويشجعك على الاستمرار ويدفعك ويحفزك على النجاح، وقد تجدين العكس ليتسبب فجأة عملك في جلب المتاعب وكثرة المشاكل والشجار، لا تكترثي لذلك فلكل منكما وجهة نظره الخاصة وطريقته في الشعور بالرضا والسعادة الداخلية.

في كل الحالات لابد أن تستمر الحياة

ليس هناك شخصان متطابقان في الطباع أو الأفكار، ولن يتفق شخصان على نفس الاهتمامات مهما كانا متقاربين في الميول والرغبات، فستجدين موافقة ومعارضه، رفض واستحسان، فالحياة تسير على طريقين متوازيين يملأهما التناقض وتحيط بهما المفارقات، اقبلي الاختلاف، واحرصي على منح شريكك الدعم والتأييد فيما لا يتنافى مع القيم والمثل العليا بطبيعة الحال، واتخذي من الصبر رفيقا ومن الاهتمام طريقا لقلب زوجك ليستمر الزواج وتفيض السعادة، فالحب والزواج أمران صعبان بلا شك لكنهما يستحقان التضحية والعناء.