ما سبب عزوف شباب اليوم عن الارتباط؟ وهل أصبح الزواج حملاً ثقيلاً؟

ما سبب عزوف شباب اليوم عن الارتباط؟ وهل أصبح الزواج حملاً ثقيلاً؟

آدم وحواء

الجمعة، ٩ فبراير ٢٠١٨

يتسم كل جيل بصفات مشتركة تميزه عن الجيل السابق له، ولكل جيل أفكاره الخاصة التي تسهم بشكل كبير في تكوين عقائده ومعتقداته.
وتتعدد الأسباب عند الشباب والنتيجة واحدة وهي عدم القدرة على الالتزام ورفض تحمل المسؤولية رفضاً باتاً، ليأتي السؤال المهم الذي أوصلهم جميعا لهذه المرحلة، هل ما يرونه في حياتهم أثّر في نفوسهم لدرجة جعلتهم يخشون من كل شيء؟
العواطف آخر الاهتمامات
بعد التخرج من الجامعة غالبًا ما يسعى الشاب إلى الحصول على وظيفة تلبي طموحاته، وتأخذه عجلة الحياة ووتيرتها السريعة في جو من التنافس الشرس، وبالتالي ينسى الارتباط خصوصاً أنه لا يمتلك الوقت للحب أو الزواج.
مطالب زائدة عن الحد
عندما ترتبط الفتاة بالشاب والعكس، تكثر طلباتها أو متطلباتها بشكل مبالغ فيه، ولا تلتفت إلى أن هذه المطالب صعبة بل مستحيلة المنال، وتطلب أشياء باهظة لا تتساوى مع دخل الشاب، لا لشيء سوى للتباهي بها أمام رفيقاتها، والنتيجة الفراق وانتهاء العلاقة برمتها.
غير مستعد لتحمل المسؤولية
بما أن العلاقة هي بداية الطريق لتحمل المسؤولية، والمزيد من الاهتمام والحرص على تلبية احتياجات الشريك سواء كانت مادية أو عاطفية؛ ما يصعب على الشاب تحمله، ويسبب له حملاً ثقيلاً على عاتقهه، فيؤثر الهرب بنفسه بعيدا على تحمل المسؤولية.
علاقات الأصدقاء الفاشلة
أصبح المعتقد السائد بين الشباب أنه لا وجود للحب إلا في الأساطير، وأن الزواج نهايته الفشل، وتؤكد تجارب الأصدقاء هذه العقيدة وترسخ من جذورها بداخلهم، وأصبح الفشل عنوان العلاقات من خلال تجارب حقيقية على أرض الواقع، ما ثبط من عزيمتهم وأدى إلى تفضيلهم الوحدة على مرارة الفشل.
يفتقرون لمعايير الاختيار
ويتسم الجيل الجديد بالتخبط والتذبذب، فهم لا يعرفون ماذا يريدون، وما هي صفات شريك الحياة، وليست لهم رؤية مستقبلية أو معايير ثابتة تكون قاعدة لاختيار شركائهم؛ ما يسبب الخوف من الالتزام خشية الفشل.
الطموح الوظيفي الغاية العليا
أصبح المال محور الكون بالنسبة لهؤلاء الشباب، وبات الثراء هو الهدف الوحيد ويبذلون الغالي والنفيس في سبيله، ودائما ما يحاولون تحقيق المعادلة الصعبة، وهي الغنى في أسرع وقت ممكن، وكأنهم في سباق مع الزمن، وهو ما يضغط على حياتهم وعقولهم.
الأنانية المطلقة
“أنا ومن بعدي الطوفان”، هذا هو المبدأ السائد والقانون الغالب عندهم، عكس الآباء والأجداد الذين لم يدخروا جهدًا لتلبية طلبات شركائهم والتضحية بحياتهم من أجلهم، لكن الجيل الجديد لا يعترف بالتضحية أو الالتزام، فكلها مفاهيم لا يستوعبها عقله ولا يعترف بها.
الخوف من فقدان الحرية
كالطير الحر يحلق بعيدًا في السماء ولا ينظر إلى الأرض أبدا، يعشق الحرية لدرجة التقديس، ولا يسمح لأي أحد بأن يسلبه إياها، لذلك لا يفكر في الزواج الذي يتطلب بعض الانضباط والتقيد، ويحد من استقلاليته وانطلاقه، والنتيجة عزوف ذلك الشاب عن الزواج.
الخوف من تبعات الفشل
لأنهم يفترضون الفشل كنتيجة حتمية للزواج، ينحصر تفكيرهم في التبعات كالقضايا والأطفال والنفقة وما إلى ذلك؛ ما يجعلهم يرفضون هذا النوع من الالتزام، الذي سيقف لا محالة في طريق نجاحهم وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم.