قبول الرجل أنْ تكون العصمة بيد زوجته.. ثقة بنفسه أم انتقاص لرجولته؟

قبول الرجل أنْ تكون العصمة بيد زوجته.. ثقة بنفسه أم انتقاص لرجولته؟

آدم وحواء

الاثنين، ١٩ فبراير ٢٠١٨

فسّر علماء النفس السبب وراء طلب الزوجة أنْ تكون العِصمة بيدها، هو عدم إحساسها بالأمان وخشيتها من ارتباط زوجها بأخرى، ومن باب الحفاظ على بيتها وحياتها الأسرية، متصوِّرة أنّ امتلاكها العصمة بيدها يجعلها في مركز قوي.
في ما اجتماعياً، يُنظر لتلك المرأة على أنها امرأة “مسترجلة”، تريد قيادة الأسرة ومسك زمام الأمور بيدها، وأن يكون زوجها تابعاً لها. ولكن ماذا لو نشب خلاف بينهما، هل تُطلق نفسها بنفسها، وهل سيُنصفها المجتمع أم يتهمها باتهامات ظالمة وعدائية؟ ومن جهة الرجل، هل يقبل هذا الشرط أم يرفضه؟
أكّدت أخصائية الاستشارات النفسية والزوجية الدكتورة نجوى عارف لـ “فوشيا” بأن قلة قليلة من الرجال يوافقون على وجود العصمة بيد الزوجة، بينما يعود سبب رفض الغالبية منهم إلى نظرة المجتمع والعادات والتقاليد؛ لا سيما أن موافقته على طلب زوجته تعني قبوله بتبدُّل الأدوار معها، وأن تصبح المتحكّمة به، ومصيره بيدها.
وتابعت، إنّ تصوُّر الزوج بإمكانية استغلال زوجته هذا الأمر لصالحها، والقيام بتهديده تحت أي خلاف يحدث بينهما، وبأن مصيره أصبح مرتبطاً بقرار منها، أسباب تحول دون موافقته.
بالمقابل، هناك من يقتنعون داخلياً بأن هذا الأمر من حق الزوجة، رغم معارضة عائلاتهم وأقاربهم، لحكمهم عليها بالعقلانية، وأنها لن تستغل العصمة كأداة كي تهدم بيتها، حيث إنها لم تشترطه إلا حفاظاً على زوجها وأسرتها، فهل تهدم بيتها بيدها؟
دوافع وراء القبول بهذا الشرط
أرجعت عارف الدوافع التي تعود لقبول الرجل هذا الأمر، ترتبط بطمَعه بزوجته واستغلالها إن كانت ثرية، أو ربما لفارق السنّ بينهما، أو حبه الشديد لها، وعدم قدرته على التخلي عنها، ما يعني الرضوخ لشروطها مهما بلغت. على الرغم من فشل النماذج “غير الصحية” التي رأيناها لهذا النوع من الزواج، الأمر الذي يؤكد بأنْ لا مصلحة للرجل أن تكون العصمة بيد زوجته.
صفات مَن يقبل بذلك
ووفق الأخصائية عارف، فإنّ الثقافة والثقة العالية التي يمتلكها الرجل، واقتناعه وإيمانه أن تكون العصمة بيد زوجته من حقها الشخصي، وأنه ليس من الخطأ طلبها هذا الشيء، هي بعض من سمات الرجل الذي يوافق على ذلك، ولكن احتكامه وخضوعه للعادات والتقاليد تفرض عليه رفضه مطلقاً.
ورأتْ أن قبوله بهذا الطلب لا يعني بالضرورة تعرّضه لأي ضرر، أو اهتزاز لصورته الذكورية أمام زوجته، ولكنه يرفضه خشية كلام الآخرين وعدم الانتقاص من رجولته أمام المجتمع، لذا، فالمشكلة تتطلب تغيير ثقافة المجتمع وليس تغيير ثقافة الفرد وحده حول هذا الشرط.