"الكذبة البيضاء".. هل نُمارسها لكي نتفادى جرح مشاعر الآخرين؟

"الكذبة البيضاء".. هل نُمارسها لكي نتفادى جرح مشاعر الآخرين؟

آدم وحواء

الأربعاء، ٣ أكتوبر ٢٠١٨

أكّد نصف المشاركين باستطلاع أُجري مؤخرًا في بريطانيا أنهم يمارسون "الكذب الأبيض" عندما يُسألون عن بعض الأمور، ولهم في ذلك تبريراتهم بغضّ النظر عن أنها مقنعة أم لا.
الاستطلاع أظهر أن المواطن البريطاني العادي يكذب أكثر من مرة في اليوم، وأن تسعةً من كل 10 أشخاص يتجنبون البوح بما يفكرون به فعلاً، لكنهم أيضًا ذكروا أن كذباتهم تندرج تحت وصف "بيضاء" خصوصًا في أمور محددة.
مدح الطعام والأطفال
مثالاً على ذلك، قال بعضهم إنهم يمتدحون الطعام أمام من أعدّه حتى ولو كان رديئًا. والبعض الآخر سيقولون لشخص يرتدي زيًّا غير أنيق إنه رائع كي لا يجرحوا مشاعره. كما أن الغالبية منهم قالوا إنهم سيتجنبون أيّ تعليق سلبي على مظهر طفل "قبيح" حتى لا يجرحوا مشاعر والديه.
الصوت الداخلي
في المُجمل، شعر حوالي نصف المشاركين في الاستطلاع بأن لديهم "صوتًا داخليًا" يدفعهم لقول "كذبة بيضاء" عندما يتعلّق الأمر بجرح مشاعر الآخرين، ويعتقد عدد أكبر ممن شاركوا أنهم يتصرّفون بشكل عام في الاتجاه الصحيح.
وقالت واحدة ممن تمّ تكليفهن بإجراء الاستطلاع إنه من الشائع أن يشعر المرء بالصراع عندما يتعلّق الأمر بما يقوله، لأن هناك صراعًا بين الصوت الداخلي ليقول الحقيقة أو التفوه بما يعتبره المجتمع المهذب مقبولاً.
ويعترف معظم الناس بوجود مثل هذا الصراع في داخلهم، لكنْ، هناك صوت آخر يرشدهم إلى ما يجب عليهم قوله، لأننا حين نفكر في عدم جرح مشاعر الآخرين نتصرف بطريقة أفضل من أن نكون صادقين تمامًا.
وكشف الاستطلاع أيضًا أن البعض يمكن أن يُعبّروا عن رأيهم دون تفكير، بينما قال آخرون إنه لا يمكن لهم التنبؤ متى يمكن أن يقولوا ما يشعرون به بصراحة، لكن اجتمع الغالبية على ضرورة عدم التعليق في لحظات غير ملائمة.
ورغم أن الناس نادرًا ما يخبرون الآخرين عمّا يشعرون به فعلاً، إلا أنه من المؤكد أن الكثيرين قد أضروا بمشاعر شخص ما بصراحتهم، وأن حوالي نصف المستطلعين منهم شعروا بأن مشاعرهم قد جُرحت بسبب كلمات شخص آخر صريح.