لماذا يعد اللمس الجسدي غاية في الأهمية؟

لماذا يعد اللمس الجسدي غاية في الأهمية؟

آدم وحواء

الأربعاء، ٣١ أكتوبر ٢٠١٨

غالباً ما يتم التقليل من أهمية فوائد التلامس الإنساني في العلاقات، وفي دراسة حديثة أجريت على الإنترنت، طُلب من المشاركين تسمية أكثر أجزاء الجسم التي يرغبون في لمسها، إذ أظهرت النتائج اختلافات كبيرة بين الرجال والنساء، لكن ظهر أن الرجال والنساء على حد سواء يحبون اللمس، و أن اللمسة الإنسانية أمر حيوي لبقاء العلاقة مزدهرة وحيوية.
لماذا اللمس مهم؟
يعد اللمس الجسدي من الطرق الأساسية التي يتفاعل بها البشر، وهو فعال لصحتنا ورفاهيتنا. وينطبق ذلك بشكل خاص على مرحلة الطفولة، حيث يحتاج الأطفال إلى اللمس قدر حاجتهم للطعام. وتعمل اللمسة الإنسانية على تخفيف التوتر، وتحسين المزاج، وحتى تخفيف الألم.
يمكن أن يتضمن اللمس العاطفي عناقا من صديق أو لمسة من الأم أو اتصالا حميما بين الزوجين. كل هذه المؤثرات العاطفية تنشط أجزاء من الدماغ وهي ضرورية للترابط الاجتماعي. وقد أظهرت الدراسة أن أكثر المناطق حساسية للمس هي التالية:
الظهر
معظم النساء ونصف الرجال يفضلون اللمس على الظهر. ويمكن لمس الظهر ببساطة في أي مكان تقريبا وفي أي وقت.ومعظمنا لا يمانع أن يقوم الزملاء والأصدقاء بلمس ظهرنا في بعض الأحيان.
يؤدي لمس الظهر إلى إطلاق الأوكسيتوسين، والذي يشار إليه عادة باسم هرمون الحب. وتزيد مستويات الأوكسيتوسين أثناء المعانقة وممارسة الجنس، وقد لوحظ أن هذا الهرمون يوجد بكميات أكبر لدى الأشخاص الذين هم في علاقة عاطفية مقارنة بالعازبين.
الرقبة
أظهرت دراسة أن الناس يشعرون بشكل مختلف إذا لامس الرقبة شريكهم الحميم وليس أي شخص. فقد أظهر الاستطلاع أن نسبة كبيرة ممن شاركوا في الاستطلاع اعترفوا بأنهم يستمتعون بلمس شريكهم لرقبتهم. كما أشارت النساء إلى أنهن يفضلن لمس الساقين والفخذين تليها الكتفان.
اللمس الحميم مقابل اللمس غير الحميم
أشارت الدراسة إلى أن اللمس البسيط الذي يمثل الرفقة والدعم، أكثر أهمية بكثير من اللمس الحميم، رغم أن العلاقة الحميمة حاسمة لأي علاقة قوية ودائمة، وهذا يعني أن اللمس يجب ألا يقتصر على الأوقات الحميمة فقط.
وقد بينت الدراسة أن المعانقة أو التربيت على الظهر، له أثر ملحوظ في خفض مستويات التوتر وضغط الدم. وأن تأثيرة أعمق خلال الأشهر الأولى من علاقة رومانسية، وتتزايد أهميته مع نضوج العلاقة، كما أن الاحتضان اليومي يقوي العلاقة ويعزز مشاعر الحب.
فوائد اللمس للعلاقات العاطفية والإنسانية
تبدو الحياة في بعض الأحيان وكأنها ضغوط لا نهاية لها، لذا فإن العناق أو اللمس يمكن أن يخفف الضغوط ويعمل على تقوية العلاقة، فبالنسبة لبعض الأزواج. يحصل ذلك بشكل طبيعي، إلا أنه قد يتطلب المزيد من الجهد مع الآخرين.
بغض النظر عن الطريقة التي نمارس بها اللمس، علينا أن نتذكر أن مجرد القيام بلمسة إنسانية هو طريقة رائعة لإعادة الحياة لأي علاقة مهما كان نوعها إذا ما واجهتنا مشكلة.