لماذا تنزعج المرأة من وصفها بـ"الحسّاسة زيادة"؟.. وما علاقة الانطوائية؟

لماذا تنزعج المرأة من وصفها بـ"الحسّاسة زيادة"؟.. وما علاقة الانطوائية؟

آدم وحواء

الأحد، ١٠ مارس ٢٠١٩

تنزعج الكثير من النساء من وصفهن بأنهن "حساسات زيادة"، وكأن هذا الوصف يتضمن مذمة أو اتهاما بالمرض.
وفي تفسير هذه النوع من الحساسية يسترجع المحللون وجود علاقة بين الخجل والانطواء والنوع العادي من الحساسية، فالخجولون والانطوائيون لديهم ميل لاجترار كل كلمة أو تعليق، وهو ما يمكن أن يحوّل أي كلمة أغاظتهم إلى إهانة، ويجعلهم غير قادرين على تجاوزها بسرعة والعودة إلى المسار الطبيعي للمشاعر.
لكن هل من العدل اعتبار من يتأذى من بعض العبارات بأنه حساس جدا وغريب الأطوار، أم أنه شخص طبيعي من حقه الشعور بأنه مجروح من عبارة محددة؟.
المعالج النفسي تشارلز غابي، من دالاس- تكساس، يرى أن لدى الناس نظرة مختلفة حول مشاعرهم تبعا لما نشأوا عليه في طفولتهم، فعندما يتعلم الطفل أن لا يبكي؛ لأن الأولاد الكبار لا يبكون، فسيرى أن زوجته بالغة الحساسية حين تبكي، ولا يرى حقيقة أنها تشعر بضيق شديد.
ويضيف غابي أن الجميع يمكن أن يكونوا حساسين تجاه أشياء معينة، كبعض الانتقادات، وعندما يتعرضون لشيء يثير مخاوفهم القديمة، تصبح ردة فعلهم تجاهه أكبر مما يستحق الموقف أو العبارة.
وبغض النظر عما يقوله الآخرون، فإن من الذكاء أن تعتقدي أن ما تشعرين به صحيح، فإن لم يكن بإمكانك احترام مشاعرك الخاصة سوف تصبحين مثل طنجرة الضغط التي ستنفجر في النهاية، لذا عليك أن تقبلي مشاعرك دون القلق من أنك شديدة الحساسية، فإذا كنت تشعرين بأن تصرفا ما أو عبارة ما تزعجك، فعلى الأرجح أنك على حق.
يقول الدكتور غابي: "عليك أن تكتسبي ما يكفي من القوة للسيطرة على حساسيتك. تذكري أننا في بعض الأحيان نبالغ في ردة فعلنا تجاه أشياء يقولها الآخرون رغم أننا نرى أنفسنا بهذه الطريقة. إذا قال شخص ما عنك شيئا تعرفين أنه ليس صحيحا عليك تجاهل الأمر تماما، ومن المحتمل أن تضحكي؛ لكن إذا قالوا عنك شيئا تشعرين أنه صحيح، فعليك ألا تغضبي، إسألي نفسك: ما هو السيئ في أمر أعرفه أنا عن نفسي؟".
ويتفق المعالجون على أن التعامل مع حساسيتك يتطلب منك مراجعة ماضيك وكيف نشأت، وتحديد المشاعر وراء ردود أفعالك، وهذا كله جزء من التطور لتصبحي إنسانا ناضجا، وفي الوقت نفسه، ضعي في اعتبارك أنك ربما تكونين حساسة للغاية، وقد يكون رد فعلك مبالغا به أحيانا، لكن من يحبونك حقا يفهمون هذا ويحترمونه.
أما إذا تجاهل شخص ما مشاعرك أو سخر منك بسبب ردة فعلك، فقد يكون ذلك الشخص راغبا في التلاعب بك أو السخرية منك، وعليك تجاهله، كما ينصح الدكتور غابي، فأنت لست بحاجة لمثل هؤلاء الأشخاص في حياتك.