للنساء فقط! ..افهمن ما الذي نريده كرجال منكن

للنساء فقط! ..افهمن ما الذي نريده كرجال منكن

آدم وحواء

الجمعة، ١٥ مارس ٢٠١٩

كم مرة شعرتِ بالاستياء من "كلمة" صنفتها بأنها قاسية توغلت كالرصاص إلى أعماقك من "رجل حياتك"؟! كم مرة شعرت بالأسى تجاه "كلمة" توقعتِ أن يقولها لك ولم يفعلّ؟!
 
كم مرة وكم مرة تمنيتِ أن تحظي بفرصة لتفهمي ما الذي يدور في "الصندوق الأسود" برأس شريك حياتك أو زوجك؟!
 
اتهامات متبادلة ما بين الرجال والنساء! تجعل كل طرف منهما يصف الآخر بالأناني، والمتعاليّ وغير القادر على الإحساس بالآخر أو التعاطف معه أو منحه ما يريد من العلاقة، قد تقود للانفصال، دون أن نقف هنيهة ونتساءل: ما الأسباب؟! ما الذي يجعلنا لا نتمكن من احتواء الطرف الآخر والتعايش معه لنختتم سعادتنا الأبدية معاً؟!
 
في هذا الموضوع نجول بكم في عقل الرجل ورغباته: ما الذي يريده من العلاقة؟ من هي المرأة التي تمتلك قلبه؟ وما الذي يطلبه منها؟
 
في دراسة للدكتور نيارو شاه، وهو أستاذ في الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، أوضح أن السلوكيات الأساسية الضرورية للبقاء والتكاثر، والمرتبطة بالتناسل والحفاظ على الذات، مختلفة في الرجال والنساء، على الرغم من أنهما الاثنان وعلى حد سواء يشتركان في بنية دماغ متطابقة تقريباً، ولديهما  الاحتياجات المماثلة نفسها للإنجاز والاتصال، مع فارق بسيط أن كل منهما يفسر ويفكر بطريقة مختلفة نسبياً.
 
الرجل يتأثر بثقافته إلى حد كبير وينتمي بشكل كبير لشكليات وقوانين المجتمع الذي تربى به، وبالتالي فإن نظمنا الاجتماعية تحتكر على المرأة التعبير عن مشاعرها، ويوصم الرجل الذي يفعل أمراً مماثلاً بأنه "أنثوي"، ولا شك أن للمرأة دوراً في تشكيل هذه الثقافة لدى الرجل، كأم أو مربية، فهي تطلب منه دائماً معايير معينة كأن يكون "قاسياً" و"صلباً" متحملاً لنوع معين من المسؤولية، ومتجنباً للتفاعل مع مشاعره وعواطفه؛ لذاً بدلاً من أن تهاجميه لما جبل عليه من قبل مجتمعه حاولي أن تساعديه في تفهم نفسه وفي احتوائه وتطويره، وذلك من خلال محاولة فهم ما يريده فعلاً كما توضح الدكتورة ريم الزعبي استشارية العلاقات الأسرية والاجتماعية، والمتخصصة في مهارات الاتصالات العالمية، وهي كما يلي:
 
يريد منك أن تحبيه لما هو عليه وليس بما يقدمه لك
يكبر الرجل في هذا المجتمع على عدة معايير: السيطرة، تحمل المسؤولية، الفوز، تحقيق الإنجازات! لا تجعلي هذه الأشياء تقودك أو تضللك، فهو أيضاً شخص يحتاج لمن يتحمل مسؤوليته، لمن يسانده في مواجهة الحياة، لمن يشعره أنه "كفاية"، ولا يحتاج للتعديل أو للتغيير ليتناسب مع حجم التوقعات من الآخرين.
 
هو أيضاً يحتاج لأن يتحدث عن نقاط ضعفه وأن يتحرر من الأحكام على سلوكياته وأخلاقه وطباعه! يحتاج الرجل لمن يستمع ويكتم أسراره ويداري وجعه وعيوبه، فإذا فتح قلبه لك ذات يوم تأكدي أن هذه هي بوابتك لقلبه، وهو يريد منك أن تكوني واضحة في مشاعرك ولا تخفيها، ولا تحاولي أن تثيري غيرته لتدفعيه لإثبات حبه لك أو التزامه بك بالتمنع أو بإثارة غيرته.
 
يريد منك أن تحبي نفسك!
بقدر ما تحبين نفسك، وبقدر شعورك بأنك كفاية لا تستندي إليه لتقيمي نفسك! سيكون مغرماً بكِ، النساء الناجحات في الوصول لقلب الرجل هن أولئك الذين يمنحنه الثقة بالنفس، ولا ينتظرون أن يحصلوا على ثقتهم بنفسهم منه.
 
لا تنتقدي عدم إكماله نقصاً في نفسك! شعورك بأنك بدينة ليس بالضرورة أن يشعر به بالطريقة نفسها، فتنتظرين منه أن يعزز ثقتك بنفسك ويخبرك بأنك لستِ كذلك، مجرد عدم التفاته لهذه المسألة لا تجعله مهملاً لك، ولكن متقبلاً لك.
 
وتذكري أن شعور النقص بالاهتمام هذا ينبع منك أنت وليس منه، فالرجل ما دام أنه مطمئن إليك قد لا يعبر في كل لحظة عن اهتمامه بالاتصال، أو سؤالك عن كل كبيرة وصغيرة تتعلق بحياتك، ويريد أن يشعر أنك قادرة على حل مشاكلك بنفسك، إلا في ما استعصى عليك وطلبت مساعدته بشكل مباشر وواضح.
 
يريدك أن تؤمني بقدرته على التواصل
اتضح أن النظرة النمطية الدارجة حول عدم قدرة الرجال على التواصل أمر خاطئ ، يستطيع الرجال التواصل في الواقع! ولكن بطريقة أقل "مفردات" من المرأة،  النساء أكثر لفظية -يتحدثن عادة عن مشاعرهن بشكل أسرع وبإيجاز من الرجال- لكن الرجال يعرفون ما يفكرون به ويشعرون به؛ فبدلاً من محاولة تجريده من هذه القدرة حاولي أن تعززيها من خلال أخذ تعابيره على محمل الجد، اطرحي الأسئلة، ساعديه على التعبير، ثقي بكلامه، واشعري أن ما يقوله له قيمة لديك ويحقق لديك فائدة تساعدك أنتِ أيضاً على التطور وستفاجئين من النتيجة.
 
ولكن ماذا عن الإخلاص وعن القدرة على الالتزام هل خطرت ببالك؟!
 
في كتابها "غير صحيح Untrue" تقول وينزداي مارتن التي أجرت عدداً من الإحصاءات والدراسات في كتابها عن مدى إخلاص كل من الرجل والمرأة! اكتشفت فيها أن ما يتداوله البعض عن كون النساء أكثر إخلاصاً من الرجال غير صحيح، وأن الخيانة لا يختص بجنس بعينه، ولكن سلوكيات الشخص وبيئته، ومدى انضباطه وشهوانيته. النساء بشكل عام تعودّن أن يكن منضبطات وملتزمات؛ ولذا فإنه، في دراسة لجامعة فيرجينيا، وُجد أن عدد النساء اللواتي أقمنّ علاقة خارج إطار الزواج لم يتعدّين الـ14% مقارنة مع الرجال الذين ارتكبوا الخيانة الزوجية بنسبة 22%! هذا الأمر يعود بالدرجة الأولى لكون الرجل يميل إلى أن يكون محلقاً وغير ملتزم مع امرأة واحدة، وإن كانت النسبة الفارقة لا تشكل رقماً كبيراً، فهناك أيضاً نساء لا يقويّن على الالتزام.
 
إذاً فأنتما متساويان، ومسألة أن المرأة أكثر إخلاصاً من الرجل، "نظرية" فرضها المجتمع وتداولتها الألسن أكثر من كونها واقعاً، الرجل أيضاً يحب الاستقرار العاطفي ويميل إليه حتى إن حلق بعيداً.
 
وهذا هو ما يحتاجه من أي امرأة فعلياً يميل لأن يكمل معها حياته؛ فالمرأة الجميلة والمثيرة قد تخطف بصره، وقد تدفعه لأن يلحق بها ويتعقبها، ولكن بمجرد ارتباطه بها! يصاب بالعبء والندم؛ لأنها لا تمنحه الاستقرار، ولا سيما في عمر النضوج، حيث يميل جميع البشر بشكل عام إلى الرغبة في الاستقرار النفسي، العاطفي والنوعي، وحتى يتحقق هذا الاستقرار بالنسبة له يتطلب تغطية عدد من الاحتياجات كما توضحها الدكتورة ريم الزعبي:
 
الاحتياج العاطفي والجنسي
الحصول على حاجته عادة يرغب فيه في أي وقت وبأي لحظة، ولا يخضع لتحضيرات معينة؛ فهذه الرغبة تهاجمه بغتة، لذا هل بإمكانك أن تكوني مستعدة دائماً في هذا الوقت! لسبب ما يميل معظم الرجال إلى المرأة الصغيرة عمراً، لاعتقادهم أنها أكثر طاقة وقدرة على مجاراته ومسايرته واهتماماً بأنوثتها من المرأة الناضجة. في لحظات معينة هو لا يريد من امرأته سوى أن تكون جامحة.
 
2. شيئاً من الحرية! أن تكون لديه مساحته الخاصة، الذي يحلق فيها بخيالاته، يمارس هواياته، يلتقي أصدقاءه، أو حتى يحصل على الاسترخاء بشكل كافٍ، هناك يخشى من الملاحقة والمتابعة والتحقيق عبر تلك الوسائل البسيطة التي قد تكشف ما يدور في ذهنه من الأفكار! فهل تستطيعين تقبل تلك الحدود بينك وبين مساحتك الخاصة. إذا نجحتِ في ذلك فتأكدي أنه سيقدّر ما تفعلينه لأجله جداً.
 
3. دائماً نبحث عن التقدير ونتطلع إليه في حياتنا سواء رجل أو أنثى! لا نقبل بتخفيضه أو تجزئته، أو التقليل من شأننا بشكل عام! فكيف تتوقعين أن يعيش شريك حياتك تجربة ألا يتم تقديره على ما يقدمه لك، أو على ما يتميز به في شخصيته. الاستهتار والاستخفاف بالشخص يقوده للاستهتار بالعلاقة نفسها، ولا سيما إن شعر بالسوء عن نفسه، أو أن يبحث عن مكان وآخرين يمنحونه شعوراً أفضل عن نفسه؛ لذا لا تبخلي على زوجك بالتقدير ظناً منك أنه بذلك سيشعر بالغرور.
 
4. بهجة بعيداً عن الدراما! عندما يكون الإنسان سعيداً لا شك أنه سيلتصق بالمكان الذي يمنحه البهجة والسعادة والفرح. أما إذا كان المكان أو الشخص يذكره بأمر سيئ، أو محلاً للنكد والضيق.. فلا شك أنه سينفر، كثرة الإلحاح هي من أكثر الأشياء التي يمقتها الرجال. اطلبي ما ترغبين فيه مرة واحدة فقط، وقومي بالتذكير بعد فترة إذا لم يقمّ به، وابتعدي عن التأنيب في هذه الحالة.
 
5. السكينة! قال الله تعالى في كتابه العزيز: "وخلقنا لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها" من منا لا يبحث عنها في حياته؟! والسكينة تشمل نظافة المأكل والمشرب، والعناية بالأناقة وعنايتك بأناقته هو أيضاً، كثير من الرجال لا يعبرون عن ذلك، ولكنه يتطلع إليه. الأسرار الزوجية بالنسبة لهم أيضاً خط أحمر، فخروج أموركم الخاصة لصديقتك المقربة أو لوالدتك أو لأي من كان يجعلك تتجاوزين معه الخط الأحمر، ويجعله يفقد الثقة بك. 
 
في الواقع، إن ما يريده الرجل لا يختلف كثيراً عما تريده المرأة. ما يجعل العلاقة متينة بين أي اثنين هي الثقة بالطرف الآخر، والاحتواء والتقبل، والمرأة بطبيعتها قوية الملاحظة وناقدة، وهذا ما يحبه الرجل البسيط الذي يفكر بالأمور مجملاً وليس بالتفاصيل الصغيرة والدقيقة التي يعتبرها بدوره ثانوية.