اضطرارُ المرأة للاستمرار بحياة زوجية ظالمة.. ما دور عائلتها؟

اضطرارُ المرأة للاستمرار بحياة زوجية ظالمة.. ما دور عائلتها؟

آدم وحواء

السبت، ٢٠ أبريل ٢٠١٩

قد تقبلُ الزوجة الاستمرار بزواجها رغمًا عنها ورغم تعاسة حياتها مع زوجها وتعرُّضها لشتى أنواع العنف وسوء المعاملة، فقط من أجل ظروفها الأسرية التي لا تسمح لها بالطلاق.
هذا القبول النابع من خوفها من منظومة القيم السائدة في المجتمع، ومن العادات والتقاليد يفرض عليها القبول بسلوك الزوج والحياة معه مهما كانت مأساوية، انطلاقًا من الحفاظ على الرابطة الأسرية من الخراب.
ماذا يعني هذا القبول؟
عن هذا السؤال، أجاب المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات أن ترك الزوجة لبيت الزوجية جرّاء سوء معاملته وعدم رضاها عن العيش معه، أمر محرم عند بعض العائلات المتمسّكة بالقيم، ولا يمكن تجاوزه بأي شكل من الأشكال.
وأردف، هناك مَن تعتبر ترك بيت الزوجية أمرًا غير مقبول، ولا يمكن التفكير به مهما كانت الحياة صعبة، حفاظًا على منظومة القيم في أسرتها، والتي تتضمّن عدم ترك أولادها مهما كلف الثمن، خشية وسمِها بـ "المُطلقة"، وهو ما لا تقبله الكثير من الأسر على نفسها وسُمعتها.
منظومة الخوف
وبحسب العمارات، الخوف من منظومة القيم أصبحت سببًا لقبول الزوجة بكل الظروف التي تعصف بها، والإبقاء على كتمان السر الأسري المملوء بكثير من الإرهاصات التي يقترفها الزوج بحقها، الزوج الذي لا يأبه لمشاعر الغيظ والضيق التي تشعر بها، كما يقول العمارات.
وهنا، يتساءل العمارات عن مدى قدرة الزوجة على تحمُّل الكثير من المآسي والصعوبات، الأمر الذي يمسّها ويُضعف من شخصيتها وكيانها، ويُقلّل من قيمتها المعنوية أمام زوجها الذي يتكئ على منظومة قِيَمها الأسرية، ويجد في ذلك فرصة للتمادي في سلوكياته أكثر.
أنجع الحلول
لقاء الظّلم الواقع عليها، يدعوها العمارات لتنحية عاطفتها جانبًا، والمواءمة ما بين الأمومة ومنظومة العادات والتقاليد؛ فقبولها بهذا الواقع، سيسبب لها أمراضًا نفسية وحالة من التوتر الدائم الذي قد تُسقطه على أبنائها لإراحة أعصابها، كما سيزيد من سوء معاملة زوجها الواثق من عدم تركها المنزل تحت أي ظرف.
ومن ناحية أسرتها، نصحها العمارات بالتفاهم معهم وعرض مشكلتها عليهم بوضوح، حتى تتوصّل إلى حل، يكمن بمغادرة بيت الزوجية حفاظًا على حياتها ونفسها بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور وتنال منها القيم، منوهًا إلى أن القيم وُجدت من أجل الحفاظ على حياتها.
وفي أسوأ الأحوال، لها أن تطلب الطلاق ونفقة وبيتًا يضمن لها ولأولادها الحياة الكريمة.