الجنايات الدولية تدين السفاح راتكو بتهمة "8 آلاف مسلم" بـ"سربرنيتسا" بالسجن مدى الحياة

الجنايات الدولية تدين السفاح راتكو بتهمة "8 آلاف مسلم" بـ"سربرنيتسا" بالسجن مدى الحياة

حوادث وكوارث طبيعية

الخميس، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧

 

صور لنساء بوسنيات يتفقدن ضحايا مجزرة سربرنيتشا
 
قضت المحكمة الجنائية الدولية بإلزام القائد العسكري السابق في الجيش الصربي ـ البوسني، «راتكو مْلاديتش»، تنفيذ عقوبة سجنية مدى الحياة بتهمة ارتكاب إبادة جماعية عند هجومه على 40 ألف مدنيا كانوا لاجئين في مدينة «سربرنيتشا»، فقتل منهم 8 ألاف مسلم، كان أغلبهم رجال وفتيان.
 
«راتكو، اعتقل من قبل السلطات الأمنية الصربية، في مايو 2011، في منطقة ليست بعيدة عن «زرينجانين»، بمدينة «فوافودينا»، في المحافظة المتمتعة بالحكم الذاتي، بصربيا الشمالية.
 

مجزرة صيف سنة 1995

تعود وقائع هذه الجريمة إلى صيف سنة 1995، خلال الحرب في البوسنا و منطقة «إرزيغوفينا»، الواقعة في الأقصى الجنوب الشرقي للبوسنا و «إرزيغوفينا». تقريبا بعد ثلاثة سنوات من تطويق المدينة، «ملاديتش» أصدر أمرا نهائيا ضد 40 ألف مدنيا مسلما في المدينة، وكان نصفهم لاجئين قدموا من  من الضواحي، كون المدينة تعتبر "منطقة محمية من قبل هيئة الأمم المتحدة". في الـ11 يوليو، اقتحم الجيش الصربي ـ البوسني «سربرنيتشا»، فحاول الآلاف من السكان اللجوء إلى قاعدة "القبعات الزرق الهولنديين"، الذين أُسندت لهم مهمة وواجب الدفاع عن المدينة، لكنهم سلموا اللاجئين إلى الصرب ولم يظهروا التفاعل حينما بدأ جنود الجيش الصربي في فرز الرجال عن النساء والأطفال. وقال حينها «ملاديتش»: إننا حررنا «سربرنيتشا» التي كانت تقود بمفرردها العمليات".
راتكو مْلاديتش

تصفية ثمانين ألف شخص

الآلاف من مسلمي سربرنيتشا فروا إلى الغابات المحيطة بالمدينة، لكن الجنود الصرب ـ البوسنيين كانوا يأسرون الكثير منهم: خلالها جرى قتل ثمانية آلاف رجل، بينما النساء والأطفال فجرى ترحيلهم. ثم خرج القائد الهولندي للقبعات الزرق فقال بأنه طلب من حلف الشمال الأطلسي (الناتو) للتدخل جوا بهدف صد الاجتياح العسكري للصرب ضد ساكنة سربرنيتشا، لكن ذلك لم يكن، في نهاية المطاف،  إلا مجرد سخرية رهيبة تختزن الحقد الشديد لساكنة المدينة بسبب اعتقادهم الإسلامي. 

المأساة حفرت ندوبا عميقة في تاريخ البشرية إلى الأبد

إن الإبادة الجماعية التي سكت عنها العالم وخرست لها ابواق وسائل الإعلام الغربية كانت ستشمل عدد أكبر من 8 آلاف مسلم في المدينة لولا تدخل الجنرال الفرنسي، «بيرنار جونفيي»، عن القبعات الزرق، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، الياباني  «ياسوشي أكاشي»
في أكتوبر 1999، اعترف كوفي عنان بالمسئولية المجتمع الدولي عن وقوع المذبحة الجماعية لساكنة «سربرنيتشا» المدنيين، حينما كان وقتئذ أمينا لهيئة الأمم المتحدة، فقال: "إن مأساة سربرنيتشا" ستستمر إلى الأبد في تاريخنا". 
 
اليوم، ترقد في مقبرة «بوتوكاري»، على مشارف مدينة «سربرنيتشا»، جثامين 6.575 ضحية، جثت مدفونة في حفر جماعية. كما هناك الكثير من العظام لا تزال منتشرة في الغابات وفي الحفر المشتركة في البوسنا الشمالية.