الأربعاء.. العرض الأول لفيلم «ماورد» … عبق الوردة الشامية العصي على الإخماد

الأربعاء.. العرض الأول لفيلم «ماورد» … عبق الوردة الشامية العصي على الإخماد

سينما

الاثنين، ٢٤ يوليو ٢٠١٧

وائل العدس

تحت رعاية وزير الثقافة محمد الأحمد، تطلق المؤسسة العامة للسينما يوم الأربعاء القادم العرض الأول والخاص لفيلم «ماورد» للمخرج أحمد إبراهيم أحمد في صالة سينما سيتي بدمشق، على أن يتبعه في اليوم التالي عرض جماهيري.
الفيلم من سيناريو سامر إسماعيل ومقتبس عن رواية «عندما يقرع الجرس» للروائي السوري محمود عبد الواحد، ويتناول الشريط تاريخ سورية بعد الاستقلال، عبر ثلاث مراحل زمنية، تبدأ منتصف خمسينيات القرن الماضي، وصولاً إلى ثورة الثامن من آذار 1963، مبرزاً الصراعات الفكرية التي عاشها السوريون خلال تلك المراحل، وتأثيراتها الممتدة حتى يومنا الحالي مع ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي.
ويؤدي أدوار البطولة كل من: رهام عزيز، ونورا رحال، وعبد اللطيف عبد الحميد، ورامز أسود، وفادي صبيح، وأمانة والي، ووسيم قزق، ولجين إسماعيل، ويوسف المقبل، ووفاء العبد الله، وسعيد عبد السلام، والطفل علي حسين، علماً أن الشريط أول تجارب المخرج السينمائية الروائية الطويلة.
وتؤدي ملكة جمال الأردن لعام 2015 (السورية – الأردنية) رهام عزيز دور البطولة بشخصية «نوارة» وهي شابة تسكن في قرية تعتاش على زراعة الوردة الدمشقية، وتقطيرها، وتجفيفها، والصناعات التي تتعلق بها، من خلال رمزيّة، تعكس جمال الطبيعة السورية الساحرة.
يقع في حب «نوارة» ثلاثة أساتذة، وتجري أحداث قصص الحب الثلاث، بموازاة المراحل التاريخية التي يرصدها الفيلم.

ثلاث مراحل

رمزية اسم الفيلم تحمل روح المكان، حيث إن الاسم تغير من «ثلاث حيوات للوردة» إلى «ما ورد».
الشريط حكاية سورية لقرية فيها مدرسة تمر بثلاث مراحل، فالورد يحمل قيمة الإنسان السوري، خاصة أن الوردة الشامية هي بطل الفيلم والتي تحمل قيمة عظيمة بالنسبة للعالم أجمع.
ويمر الشريط عبر ثلاث مراحل، المرحلة الأولى شيخ الكتاب والتي يؤدي دورها عبد اللطيف عبد الحميد، والمرحلة الثانية مرحلة الليبرالية (البرجوازية الوطنية في سورية) ويجسدها رامز الأسود، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة ثورة الثامن من آذار ويؤديها فادي صبيح، وقد تم تعديل بعض مشاهد الفيلم لتضاف إليه أحداث الحالة السورية عبر تقنية (فلاش باك) بطريقة الدلالات والرمزيات، إذ لا يجوز إنجاز عمل فني من دون تناول الأزمة، الأمر الذي اضطر صناع العمل لتعديل بعض المشاهد، فالعمل لم ينته عند عام 1963، بل يبدأ من زماننا هذا ويعود بـ«فلاش باك» عن طريق إحدى الشخصيات بشكل توظيف درامي صحيح، ويمر على الأزمة بدلالات رمزية من دون الغوص بالتفاصيل.

الوردة الشامية
ويركز «ماورد» على صناعة الوردة الشامية مسقطاً نموها في الربيع على دورة حياة سورية الوطن التي كانت على مر الأزمنة الوردة الكونية بعطرها العصي على الإخماد أو الانطفاء، إذ يقتبس الشريط وقوف هذا الوطن في وجه ثقافة الظلام والظلاميين ورفضه لابتزازات التطرف الديني، فالعطر الشامي السوري كان على مر السنين بمنزلة الروح التي تظل بحضارتها الضاربة في القدم مخرزاً في عين كل الطامعين بتراب الأرض السورية.
ويستقي الفيلم أحداثه من طبيعة الحياة الاجتماعية السورية مسلطاً الضوء على مفهوم الضرب في المدرسة العربية وكيف صاغ كل فريق اجتماعي نظريته عن العنف، مبرراً إياه كوسيلة وغاية جنباً إلى جنب مع قصص الحب الثلاث التي تميل في بعضها نحو الكوميدي الساخر والرومانسي.

بعض الشخصيات
تؤدي الممثلة نورا رحال دور امرأة فرنسية قدمت إلى سورية لاستغلال خيراتها، تعمل بالعطور وتصل إلى قرية لسرقة نوع العطر الذي تتميز به.
أما رهام عزيز فبينت أنها تؤدي دور «نوارة» وهي فتاة ريفية جميلة، يقع في حبها شباب القرية وتقوم باستغلالهم لمصلحة أهوائها، ومنح شيخ الكتاب الذي يحبها ويحلم بها، وأيضاً «غانم»، وأستاذ المدرسة.
ويؤدي وسيم قزق دور «نايف» الأخرس، وهو شقيق «نوارة» ساحرة الضيعة، وهو شخص طيب وبسيط، يتعرض لمشكلة صحية هي أن لسانه عقد منذ صغره بسبب حادثة تعرض لها.
وتتسم شخصيته بصعوبة الأداء حيث إن هناك حاسة يمنع أن يستخدمها هي النطق، يتعرض لكم كبير من الضغوطات في هذه القرية بسبب جمال شقيقته، في المراحل الثلاث التي نراه بها ومع الأحداث التي تدور في هذه القرية، وثلاثة الأساتذة الذين مروا بالقرية، يكتشف «نايف» في المرحلة الثانية بحضور الأستاذ «غانم» وزوجته الفرنسية أن الأمر أكبر من أن «نوارة» فتاة طبيعية وبريئة، فتحدث نقطة تحول بشخصيته، ينكسر ويتحول من شخص طيب عفوي وطفل إلى إنسان كئيب وعميق.