بالصور ..عروسان بعمر 12 سنة وست راقصات في العرس

بالصور ..عروسان بعمر 12 سنة وست راقصات في العرس

شعوب وعادات

السبت، ١٥ أكتوبر ٢٠١٦

أثار حفل خطوبة طفلين، بمحافظة الدقهلية، للمرة الثالثة، ضجة كبيرة فى العديد من الأوساط الحقوقية والاجتماعية بالمحافظة.

فى حفل ضخم، أقامه أكثر من محل للفراشة الحديثة، وأضواء ليزر لم تشهدها قرية دقادوس، بمركز ميت غمر، الريفى، والذى يكثر سكانه من القرى التابعة للمركز، أعلنت خطوبة يوسف ناصر حسن، 12 سنة، وابنة عمته غرام رضا محمد 11 سنة، فى حفل ضخم كبير.

وأحيا الحفل الذى استمر حتى الثالثة صباح الجمعة، 6 راقصات والعديد من المغنيين الذين توالوا على فقرات الحفل، وسط حضور ضخم من أهالى وأقارب وجيران العروسين.

ناصر حسن، والد العريس، أقام الحفل أيضا لإعلان زواج أحد أبنائه، عبده، ولكن الأنظار التفتت إلى أخيه الأصغر ذى 12 عاما، الذى يعد الحدث الثالث من نوعه خلال عام 2016 بالدقهلية، حيث تمت خطبة طفلين بمركز دكرنس، تلاهما خطبة طفلين آخرين بمركز بلقاس، التابعين لمحافظة الدقهلية.

يقول ناصر حسن، والد الطفل العريس، الطفلان على علاقة عاطفية ببعضهما البعض، التليفزيون والأفلام و"فيس بوك"، لم تترك طفلا صغيرا ولم يعد الصغير صغير، وبينهما علاقة حب، لماذا لا نحفظهم منذ الصغر، ونحاول أن نربطهما ببعضهما البعض منذ نعومة أظفارهما حتى يكبرا، ويتزوجا ويكونا زوجان سعيدان عاشا حياتهما كلها مع بعضمها، وجوار بعضهما البعض.

وأضاف الوالد، نحن فضلنا أن نقيم حفل، يفرح فيه الجميع، ويقضى الجميع ليلة سعيدة، وأفرح بأبنائى فى ليلة واحدة، ويشاركنى فى فرحتى جميع الأقارب والأهل والأصحاب والجيران، وننشر السعادة بين الناس، أفضل من حفلات الشبهة التى تقام فى أرجاء المحافظة كل خميس من أجل، جمع المال، وفعل المخالفات.

ويتابع والد العريس، لن يتزوجا حتى يبلغان السن القانونية، وهما من اختارا الخطوبة، وارتبطا ببعضهما البعض، وأحبا بعضهما، وهما أكبر من سنهما فكرا، وتعاملنا كأسرتين مع الأمر بجدية، ولا مجال للسخرية من المشاعر، حتى لو كانت مشاعر أطفال، ولن يتزوجا إلا بعد أن يبلغ العريس والعروسة السن القانونية المحددة للزواج، ويتما تعليمهما سواء متوسط أو عالى أو فوق العالى، والخطوبة لا تعيق تعليمهما أبدا.

وقد أفصح والد العريس، عن أن حفل الخطوبة، تم بشكل رسمى بحت، وتم شراء ذهب للعروسة، بقيمة 20 ألف جنيه، وتم إقامة الحفل وتخصيص كوشة لهما، واتخذ الطرفان دبل الخطوبة للطرفين، فى حضور من أهالى قرية دقادوس، التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، فى وسط أجواء من الفرحة بين الأهالى والأقارب والجيران.

أحيا حفل الخطوبة 6 راقصات، والعديد من المغنيين وكان من المنتظر أن يحيى الحفل المطرب الشعبى أحمد شيبة، ولمشكلة فى التنظيم، لم تتم دعوة شيبة لإحياء الحفل، ولكن تم حضور العديد من المطربين المشهورين بمحافظة الدقهلية، من بينهم سامح المصرى والعديد من الراقصات الشهيرات.

على جانب آخر انتقد ناصر حسن والد العريس ما تداوله البعض من السخرية من الأمر، قائلا: "لا دخل لأحد فى حياتى وابنى، أنا حر تمام الحرية، ومحدش له علاقة بى، وأنا لم أقم بشئ خاطئ، أنا قمت بحفل خطوبة معلن لابنى ولبنت أختى، ولو فى خطا أو ضرر لن أدفع فيه ابنى فلذة كبدى، ولن أدفع فيه ابنة أختى، وما يقام من ترويجات ساخرة بشأن الخطوبة، مجرد سوء أدب وتدخل من كثير من الناس فى ما لا يعنيهم، وأنا لا أقبل بذلك أبدا".

يوسف ناصر، العريس، والذى بدا فى حلة العرسان، خلال الحفل، الذى حضره المئات من أقاربه، وأهله وجيرانه، ولم يظهر أى من زملائه فى الدراسة، له أكثر من حساب على موقع التواصل الاجتماعى، "فيس بوك"، كلها تحمل اسم الأسطورة، وصور للفنان محمد رمضان، الممثل الشهير، وخاصة دوره فى مسلسل الأسطورة، الذى تم إذاعته خلال رمضان الماضى، حيث قام بنشر أكثر من صورة له عبر جميع حساباته على "فيس بوك" ووقعها باسم "الأسطورة"، إشارة منه إلى الإعجاب بشخصية الفنان محمد رمضان، خاصة بدوره فى هذا المسلسل، حد الارتداء به، واتخاذه مثلا أعلى له.

وقد أصدر مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية بالدقهلية، بيانا أدان فيه قيام أسرتين بقرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر، بإقامة حفل زفاف لطفلين لم يتجاوز عمرهما الثانية عشر عاما.

 

وقال رضا الدنبوقى، المدير التنفيذى للمركز، خلال البيان، إن الزواج المبكر يعنى بالضرورة حرمانًا من التعليم، ويعد مخالفة لنص المادة رقم 31 مكرر من قانون الطفل رقم 126 لعام 2008، التى تنص على أنه "لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة، ويشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبى للراغبين فى الزواج، للتحقق من خلوهما من الأمراض التى تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما، ويعاقب تأديبيا كل من وثق زواجًا بالمخالفة لأحكام هذه المادة"، وكذلك مخالفا للاتفاقيات الدولية.

وأضاف الدنبوقى، أن ما حدث يعنى حرمان الأنثى من الفرص المتساوية فى التعليم والتطور والنمو وفق اتفاقية حقوق الطفل، كما يعنى الانعزال عن الحياة العامة والمشاركة المجتمعية، وبالتالى فإن الزواج المبكر، يوضح مدى الفجوة فى التمكين ما بين الرجال والنساء.

وأشار الدنبوقى إلى أن الفتاة التى تتزوج قبل الـ18 سنة هى طفلة، لم تمنح فرصة كافية لتنضج من الناحية العاطفية والاجتماعية والجسدية والعقلية، ولم يتح لها المجال لتطوير مهاراتها، وتنمية إمكاناتها المعرفية واكتشاف ذاتها، ومعرفة مدى قدرتها على تحمل المسئوليات العامة والأسرية، وتصبح أسيرة وضع لم تتنبأ به، وتنعدم مشاركتها فى المجال العام.

مشددا على ضرورة محاكمة أولياء الأمور لتعريضهم حياة أبناءهم للخطر، ومطالبا بسن وتشريع قانون للعنف الأسرى، وأوضح المدير التنفيذى لمركز المرأة للإرشاد والتوعيه، بأنه سيتقدم يوم السبت المقبل بطلب للمحامى العام للتحقيق فى الواقعة، وتقديم ذويهم للمحاكمة فضلا عن الاتصال بخط نجدة الطفل المركز القومى للأمومة والطفوله، لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

يقول السيد إبراهيم، مدير مركز الدلتا للحقوق والاستشارات القانونية، نصت المادة 31 من قانون الأحوال المدنية على أنه لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين 18 سنة ميلادية كاملة، كما نصت مادة 227 عقوبات يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين أو بغرامة لا تزيد على ثلاثمائة جنيه كل من أبدى أمام السلطة المختصة بقصد إثبات بلوغ أحد الزوجين السن المحددة قانونا لضبط عقد الزواج أقوالا يعلم أنها غير صحيحة، أو حرر أو قدم لها أوراقا كذلك متى ضبط عقد الزواج، على أساس هذه الأقوال أو الأوراق، ويعاقب بالحبس أو بغرامة لا تزيد على خمسمائة جنيه كل شخص خوله القانون سلطة ضبط عقد الزواج وهو يعلم أن أحد طرفيه لم يبلغ السن المحددة فى القانون.

وأكد "إبراهيم" أن الأمر كله يخضع على طاولة الزواج ومادام القانون لا يطبق مثل قانون الطفل، فلا تستبعد ابدا ظهور حالات خطوبة مثل هذه الحالات، أن الحل الوحيد لمواجهة هذه الهمجية الاجتماعية، هو تطبيق قانون الطفل، ومبادئ حقوق الإنسان المتعلقة بهذا الشأن.