فسخ الخطوبة . . انفصال مبكر لعدم الانسجام.. ويوميات ترحل إلى دفتر الذكريات

فسخ الخطوبة . . انفصال مبكر لعدم الانسجام.. ويوميات ترحل إلى دفتر الذكريات

شعوب وعادات

الجمعة، ٣ نوفمبر ٢٠١٧

لم يكن من المسموح لها التعرف على شريك مستقبلها قبل الخطوبة، وعقد القران، وذلك حسب العادات والتقاليد المتعارف عليها في قريتها والتي تمنع تعرف الخطيبين لبعضهما قبل ما يسمى ” كتب الكتاب” لتصبح زوجته بشكل رسمي لمدة شهر واحد، لم تكمل فيه تحضيراتها ليوم زفافها الذي لم يأت بعد أن تركها خطيبها، وتصبح في عداد المطلقات قبل أن تتزوج فعلاً، فالطلاق قبل الزفاف مشكلة باتت أكثر وضوحاً وانتشاراً في المجتمعات العربية ولأسباب خارجة عن الإرادة، فجأة وبلا مقدمات يجد العروسان نفسيهما، وهما يحملان لقب مطلق ومطلقة، فيتحول حلمهما بالاستقرار إلى ذكرى سيئة.

نتيجة مأساوية

أسباب كثيرة تدفع الشباب المقبلين على الزواج للطلاق قبل الزواج حقيقة، ولعل عادات ومعتقدات البيئة التي يتواجد بها العريسان تمنع التعارف قبل عقد القران، ما يؤدي في أغلب الأحيان لنشوب الطلاق نظراً لعدم قدرة الخطيبين على التفاهم في فترة الخطوبة.. وهناك أسباب خارجة عن نطاق العادات والتقاليد، ففي كثير من الأحيان لا يتضح للشبان والشابات عيوب بعضهم بشكل جدّي إلاّ بعد عقد القران، فحياة التي اكتشفت متأخرة استحالة بناء حياة زوجية مع رجل بخيل لا هم له سوى اقتناء المال، وجدت نفسها أمام خيار وحيد، وهو طلب الطلاق قبل الخوض الجدّي بحياة زوجية مصيرها الحتمي الفشل، في المقابل يكون وقع الطلاق قبل الزفاف مؤلماً بالنسبة إلى الفتيات، فبعض الشبان أيضاً يشعرون بالمرارة نفسها، خصوصاً  كون الطرفين ضحية تدخل الأهل الذين يصنعون قرار الزواج والطلاق، وهذا ما حصل مع أيمن الذي لم يتوقع الوصول إلى هذه النتيجة المأساوية بعد تدخل كل من أهله وأهلها في مسألة تحديد المهر ليحتدم الخلاف، ويصل إلى الطلاق دون أي ذنب له ولخطيبته، تحت ذريعة أن الطلاق، وعلى الرغم من مرارته، يظل أفضل بكثير من الاستمرار في زواج فاشل.

دراسة

وفي دراسة حديثة أوضحت أن 40% من حالات الطلاق تحدث قبل الزواج الفعلي، وأرجعت الدراسة الأسباب المؤدية للطلاق قبل الزفاف إلى تدخل الأهل في الاختيار من دون رغبة من الخطيبين أو أحدهما، حيث يشكّل تدخل الأهل عاملاً أساسياً من العوامل التي تؤدي إلى الطلاق، إذ يلجأ البعض إلى إرضاء الأهل على حساب قناعاته الشخصية، وهو الأمر الذي يراه مختصون “غير صحي في حالة الزواج”، وإلى جانب ذلك تلعب الظروف الاقتصادية دوراً كبيراً في هذا الأمر، خصوصاً أن تبعات الزواج تثقل كاهل العريس من خلال طلبات الأهل المتزايدة، ما يجعله غير قادر على الإيفاء بالالتزامات، فيفضل الطلاق قبل إتمام الزواج، وفي حالات أخرى قد تحدث بعض المشاكل، وتتدخل أطراف خارجية إذا طالت فترة الخطوبة، إضافة إلى أن إطالة فترة الخطوبة قد تقود إلى تغيير نظرة الشاب أو الفتاة للآخر!.

نظرة قاصرة

أرجعت الدكتورة ريم محمد أبرز أسباب الطلاق قبل الزفاف لانعدام الإحساس بالمسؤولية من قبل بعض الرجال، والتبعية المفرطة للأهل، والانفصال قبل الزفاف أصبح من الأمور التي تشغل بال الأهل، وتدفعهم إلى التريث قبل الموافقة على عقد القران خوفاً من حدوث الطلاق المفاجئ الذي تتحمّل تبعيته الفتاة دائماً، إذ إن نظرة المجتمع القاصرة لها، ناهيك عن القصص والروايات التي تتهمها بالنقص، تؤدي إلى نفور وابتعاد الشباب عن التفكير بالارتباط بها، لتصبح خياراتها محدودة، إن لم نقل معدومة، خاصة في الأرياف، الأمر الذي يسبب القلق النفسي للفتاة، والانطواء، والاكتئاب، وفي المقابل لا ننكر أن فكرة الانفصال قبل الزواج هي قرار سليم في حال استحالة إكمال العلاقة ونجاحها، لأن الطلاق بعد الزواج أصعب بكثير من الطلاق قبل الزواج، خاصة في حال وجود أطفال، لذا لابد من التريث خلال فترة الخطوبة بشكل جدي، ودراسة الخطيبين لبعضهما بشكل صحيح، مع أهمية المصارحة بين الشاب والفتاة خلال الخطوبة لكي يستطيع كل منهما تكوين فكرة جيدة عن الآخر بعيداً عن التقمّص، أو الصور الخيالية البعيدة عن الواقع التي يصطدم بها الكثيرون بعد الزواج.