فرضتها مآسي الحرب المهدئات.. ليست إلا هروباً من واقع الحال.. ورسماً للأماني بحبوب النسيان!

فرضتها مآسي الحرب المهدئات.. ليست إلا هروباً من واقع الحال.. ورسماً للأماني بحبوب النسيان!

شعوب وعادات

الجمعة، ٣١ أغسطس ٢٠١٨

فرضت وقائع الحرب التي يعيشها الناس منذ أكثر من ثماني سنوات واقعاً حياتياً صعباً متخماً بالمآسي والأزمات المختلفة، فمن الجرائم والمجازر  الدموية التي ترتكب بحقهم من قبل العصابات الإرهابية، مروراً بتفاقم المشكلات والتحديات المعيشية والاقتصادية وخسارة كل شيء، وصولاً إلى حالة عدم الاستقرار بعد النزوح من منطقة لأخرى بحثاً عن الأمان، وطبعاً هذه الأجواء والظروف دفعت الكثيرين إلى تناول الأدوية المهدئة التي باتت مـن المشاكل التي يواجهها المواطن الذي يتعرّض من خلالها للتلوث بالأدوية الكيماوية ذات المضاعفات والآثار الجانبية الخطيرة، وللأسف أصبحت لدينا في مجتمعنا نسبة كبيرة من المدمنين على مختلف أنواع الأدوية المهدئة، فما هي مخاطر هذه المهدئات على الصحة؟ وكيف يمكن الحد من مخاطرها؟.
التلوث بالأدوية
خبراء الأدوية عرضوا بعض مخاطر التلوث بالأدوية، والآثار الضارة للزمر الدوائية الناتجة عنها، والمخاطر المحتملة التي يمكن أن تنجم عنها، وكيفية التعامل معها، والعناصر الأساسية في الصناعة الدوائية.
وأضافوا بأن الأشكال الصيدلانية التي تعطى بها الأدوية للمريض هي أية مادة أو مجموعة مواد فعالة ومضافة مركبة إما من أصل حيواني، أو نباتي، أو كيميائي، أو مضاد حيوي، وغيره، لها صفات علاجية، أو وقائية، أو تشخيصية، أو تصحيحية في الحالات المرضية للإنسان أو الحيوان، وسبق تحضيرها وإعدادها للاستخدام المطلوب، ومرت في جميع مراحل التصنيع، وهي إما أن تكون دستورية، أي ثبتت فعاليتها لفترة طويلة، وأدرجت في أحد دساتير الأدوية العالمية، أو مستحضرات صيدلانية خاصة كمستحضرات التجميل، وبعض الأدوية النباتية، والمبيدات الحشرية، وغيرها.
مخاطر ومشاكل صحية
وبيّنوا أنه لا يوجد دواء عديم المخاطر، وجميع الأدوية تتسبب بحدوث آثار جانبية يمكن أن يؤدي بعضها إلى الوفاة، ويعاني الناس في جميع البلدان من التفاعلات الدوائية الضارة، وفي بعض البلدان تفوق التكاليف المرتبطة بالتفاعلات الدوائية الضارة تكاليف الأدوية، وتؤدي جميع الأدوية إلى وقوع آثار جانبية.
وهناك الكثير من الأدوية المتداولة تسبب بشكل كبير في يومنا هذا العديد من المشاكل على صحة الإنسان، ومـن هذه الأدوية الملوثة المهدئات المنتشرة اليوم، حيث بيّنت دراسة أخرى للأطباء عـن سرطان الثدي عند النساء أن غالبية النساء اللواتي أصبن بهذا المرض كن يتعاطين (الفاليوم)، وغيره من المهدئات، وعند فحص حالتهن ظهر أن الإصابة بالسرطان كانت متقدمة، وقد ذكر العلماء أضراراً كبيرة ل‍ـ (الفاليوم)، حيث يستعمل منها الناس مليارات الأقراص سنوياً، وتبعث على الكآبة الشديدة، وتبعث على الانطواءت والرغبة الشديدة للانتحار، وربما أوجدت العنه والبله، وما شابه ذلك!.
سلاح ذو حدين
ويشير الدكتور أسامة محمود إلى أنه من بين الملوثات الدوائية (الاسبرين)، فهو سلاح ذو حدين، له فوائد في علاج الصداع، وآلام المفاصل، وروماتيزم العضلات، وألم الأسنان، وما شابه ذلك، بالإضافة إلى دوره في خفض الحرارة، وتقليل الألم، ولكن من جانب آخر لهذا الدواء مضارّ قد تنال من جسم فتصيبه بأمراض مزمنة، فالاسبرين هو العقار الشائع استعماله بين الغالبية العظمى من البشر في شرق الأرض وغربها، وهو يسبب آلاماً معوية يصحبها عسر هضمي، وقد يؤدي تعاطيه إلى حدوث طفح جلدي، وتورّم في الوجه والعينين، ونزف من الأنف والفم، ورغبة شديدة في حكّ الجلد، وإصابة الأطفال بمرض خاص تتجلى أعراضه فـي حدوث تضخم في الكبد، واصفرار في لون المريض، مع انتشار تجاويف مملوءة بالشحم في نسيجه، وكذلك حدوث نخر في أطرافه، أمـا الإصابات خارج الكبد فتتصف بحدوث تغيّرات شحمية داخل الأنابيب الكليوية، واستحالات في الخلايا الدموية، وارتفاع حاد في كثافة الدم، وكذلك حدوث تغيّرات فـي بعض خلايا الدماغ والعضلات، لذا أخذ الأطباء يظهرون الاحتجاج على استعمال (الاسبرين) للرضع والأطفال حتى عمر 15 سنة في حال إصابتهم بأي مرض فيروسي كالأنفلونزا، فالأم الحامل إذا تناولت أقراصاً مـن (الاسبرين) قد يؤدي ذلك إلى خلل في جنينها عقلياً أو نفسياً أو جسمياً.
التعامل مع الأدوية
ويشير د. محمود إلى أن غالبية المواد الفعالة أو المساعدة التي تدخل في صناعة الأدوية تمتاز بصفات ضارة وخطيرة وسامة أثناء التعامل معها دون أخذ الحيطة والحذر، كما أنها حساسة وسريعة التخرب عند أية تغيرات، حتى في العوامل الطبيعية العادية، وأكثر المتعرّضين لخطر الدواء هم العاملون ضمن مصانع الإنتاج الدوائي، حيث لابد من إدراج هذه الصناعة ضمن جداول الصناعات الخطرة في جداول الأعمال الخطرة ليتسنى للعاملين التقاعد المبكر حرصاً على حياتهم وصحتهم، كما يمكن أن تحدث هذه الصناعة آثاراً بيئية سلبية، وخاصة في حال تسرب المضادات إلى الوسط المحيط، وظهور بكتريا تطور مناعتها ضد هذه المضادات، ما يشكّل تعقيدات في علاجها.
ويمكن الحد من مخاطر الضرر إلى أدنى مستوى ممكن بضمان جودة عمليات التصنيع للأدوية المصنعة، ونجاعتها، واستعمالها آليات وخطط تصنيع مضبوط، وممارسات جيدة تمنع أي شكل من أشكال التلوث، كما يحتل التخزين في الصناعة الدوائية موقعاً حساساً ومهماً للغاية، لأن إنتاج أصناف دوائية وفق مواصفات محددة بدقة يتطلب بالضرورة التعامل مع مواد أولية متنوعة ومحددة المواصفات، سواء أكانت فعالة، أو مساعدة، أو مواد تعبئة وتغليف، كما أن أي تغير مهما كان بسيطاً على هذه المواد يمكن أن تنتج عنه تغيرات كبيرة وخطيرة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، إذ إن إنتاج أي صنف دوائي يمر بمراحل متعددة، ويخضع لظروف وعوامل خاصة تحكم إنتاجه، لهذا تحتاج هذه المواد شروطاً غاية في الدقة تخضع لها أثناء تخزينها في المستودعات المختلفة، وذلك لضمان عدم حدوث أية تداخلات عليها، أو تأثرها وتأثيرها من وإلى البيئة المحيطة.