بـرامج الأطفال.. قوالب جامدة لاتلبي الطموح.. تحتاج ميزانيات... وأطفالنا أسرى المحطات المتخصصة

بـرامج الأطفال.. قوالب جامدة لاتلبي الطموح.. تحتاج ميزانيات... وأطفالنا أسرى المحطات المتخصصة

شعوب وعادات

السبت، ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨

إلهام العطار:
في جلسة صباحية ضمت العديد من السيدات، معظمهن أمهات، سجل الحديث عن برامج الأطفال ومدى تأثيرها فيهم حضوراً كبيراً، إذ فتحت غصات وأنات كلمات إحداهن, التي تحدثت عن تعلق أولادها الشديد بقنوات متخصصة للأطفال تبث أغاني ومسلسلات وبرامج بعيدة عن ثقافتنا وقيمنا وعاداتنا، الباب واسعاً لطرح تساؤلات متعددة تدور في أذهان الكثيرين من قبيل: أين برامج الأطفال في قنواتنا المحلية، ما سبب عزوف أطفالنا عنها وتوجههم نحو المحطات الأخرى لإشباع رغبتهم وملء أوقات فراغهم، لماذا لا تزال فئة الأطفال مهمشة، ألم تصل عبارة «إن الطفل كالإسفنجة يمتص كل ما يتلقاه سلباً كان أم ايجاباً» إلى آذان المعنيين والقائمين على برامج الأطفال التي على الرغم من أهميتها في تكوين الوعي المعرفي عند الطفل، فإنها وبحسب تأكيدات الأهل والاختصاصيين, ضيوف ملفنا هذا, ومنهم رئيسة دائرة برامج الأطفال في التلفزيون العربي السوري فاتنة محمد، لا تزال في قنواتنا ومحطاتنا على الهامش، تعاني الكثير من الصعوبات التي استعرضتها محمد خلال حديثها لـ«تشرين» الذي تميز بالصراحة والجرأة، مشيرة إلى ضرورة وجود قناة سورية متخصصة بالأطفال، لأنها خطوة سوف تساهم في حل الكثير من تلك المعوقات التي تقف حجر عثرة أمام إنتاج برامج أطفال على مستوى متميز، يراعي خصوصية الطفل السوري، ويجذبه إلى مشاهدته فيضع «الريموت كونترول» أو جهاز التحكم من يده، ويتحرر من سطوة وأسر المحطات والفضائيات الأخرى.
 
قلة منها في الذاكرة
رحلة «تشرين» بدأت من سؤال عن رأي الأطفال وذويهم في برامج الأطفال التي تعرض في محطاتنا المحلية ومدى متابعتهم لها، والمفاجأة أن الوقت لم يطل كثيراً حتى جاء الرد مختلفاً في كلماته، متشابهاً في مضمونه، فالأطفال علقت في أذهانهم عناوين لبرامج وأفلام كرتونية تعرض أو عرضت على محطات عربية متخصصة أو غير متخصصة للأطفال، وللأسف عبروا عن استغرابهم لسماع ما ذكرناه أمامهم من أسماء لبرامج تبث الآن على محطاتنا كبرنامج «عالمي الصغير» على سبيل المثال لا الحصر، معللين ذلك بتفضيلهم مشاهدة أفلام كرتونية مملوءة بالحركة و«الاكشن» وتبعث على الضحك.
الأهل بدورهم لم يبتعدوا أيضاً عن ذلك الكلام فقد وجد معظمهم أن ما يعرض اليوم على شاشتنا يختلف عما كانوا يشاهدونه على أيامهم من برامج أطفال تحاكي خيال الطفل وتوسع مداركه وتقوي لغتنا الأم، فاليوم, وبحسب سهام فراج مرشدة اجتماعية وأم لطفلين, البرامج نمطية، تعتمد في أغلبها على أطفال يافعين، يتم تلقينهم الأسئلة، وتطغى على أحاديثهم روح المجاملة التي تخرجهم من عمرهم، وتجعل سلوكهم متناقضاً, فهم صغار ألبسوا ثوب الكبار بطريقة غير مقنعة للمشاهد والمتابع.
أيدها في ذلك الرأي أحمد النعمة مدرس لغة عربية مضيفاً: إن ما يتلقاه أبناؤنا من خلال برامج الأطفال على القنوات المحلية مجرد حشو معلومات يسبب الملل للطفل، وللمقدم أيضاً ففي بعض الأحيان يقول المقدم المعلومة بشكل خاطئ ولا يتم تصحيحها، كما حصل منذ مدة أثناء متابعتي لبرنامج أطفال اسمه «بيت بيوت», حيث قامت المذيعة الشابة بوضع «ال التعريف» أمام كنية الشاعر الكبير نزار قباني وقد كررت «نزار القباني» أكثر من مرة، وهذا دليل على استسهال من يقومون بإعداد تلك البرامج.
بدورها سهى ركاب، محامية استغربت سيطرة اللغة «المحكية»، على البرامج وأفلام الكارتون في كل القنوات ومنها محطاتنا المحلية، وتمنت على القائمين على هذه البرامج الاهتمام بالعربية الفصحى حتى في المدبلج منها.
أما دارين المصري خريجة علم اجتماع فقالت: نحن جيل «ريمي» و«هايدي» و«سالي»، وبرنامج «افتح يا سمسم» ومسلسل «كان يا ما كان»، وغيرها من البرامج التي كانت تقدم التوعية والتثقيف والمتعة عن طريق اللعب، وتعمل على اكتشاف المواهب، وهذه البرامج تركت فينا أثراً لن ننساه، حتى إننا لا نزال حتى اليوم نردد أغنيات تلك البرامج الهادفة، فبرامج الأطفال صناعة والمنتج الذي لا يترك أثراً في قلوب وعقول مشاهديه لا يعد ناجحاً.
لا تنسجم مع متطلبات الأطفال
صناعة برامج الأطفال مفهوم لم يتفق عليه أهل الاختصاص فحسب، بل زادوا عليه بأنه من أصعب المواد الإعلامية، والسبب في ذلك يعود بحسب الدكتور مجدي الفارس عميد كلية التربية الثانية في السويداء- جامعة دمشق إلى اعتماد تلك الصناعة على الكثير من المؤشرات التي يجب أن تنسجم مع طريقة تفكير ونمو الطفل، فطريقة تفكير الطفل تعد سريعة جداً ومتغيرة، وخياله خصب خاصة في مرحلة الطفولة الممتدة مابين 3-6 سنوات كما أنه متقلب وانفعالي، لذلك فإن الكثير من البرامج لا تلبي طموح الطفل فيعزف عنها لأنه بحاجة إلى شيء يضحكه بسرعة ويؤثر فيه، وتكون حركاتها إيقاعية ترافقها أصوات مختلفة ومتسارعة، أضف إلى ذلك أن الطفل يتأثر ببرامج الأطفال بمستويات معينة من خلال أداء الأصوات والألوان وهذه من عوامل قوة الصناعة التي تفتقدها بعض التلفزيونات ، فأصوات الدمى من أكثر الأصوات التي تجذبه وتجعله ينسجم معها بعدها يأتي صوت المرأة ومن ثم صوت الرجل، هذا من جانب المضمون أو المحتوى, أما في الجانب الآخر فيقف عامل الزمن, حيث نجد أن الأطفال بدؤوا يعزفون عن كثير من المحطات وليس عن محطاتنا فحسب، لأنها لا تلبي عامل الزمن فالتنافس أصبح قوياً مع المحطات المتخصصة التي تبث على مدار الساعة برامج أطفال، كما أن إدمان الطفل على التلفزيون بشكل عام وبرامج الأطفال بشكل خاص أيضاً جعله يبتعد عن المحطات التي تقدم فقط مدة ساعة أو ساعة ونصف الساعة للأطفال، كالمحطات الرسمية أو المنوعة، و يفضل اللجوء إلى المحطات المتخصصة التي يحفظ مواعيدها وينسجم معها ويتابعها ويراقبها وهوما يشكل عنده دورة زمنية أو نظاماً معيناً، وهذا ما تفتقده شاشات الإعلام غير المتخصص بالأطفال، وعلينا ألا ننسى أن ثبات البرنامج في الرسمي على إيقاع واحد وإشباعه لغوياً ومعرفياً وانفعالياً مع القليل من الترفيه يجعل الطفل ينحو باتجاه تلفزيونات الـ 24 ساعة، التي تترك أثراً نفسياً واجتماعياً وانفعالياً يجعل من الطفل متابعاً لها ومتعلقاً بها إلى حد كبير.
وبالنسبة للرقابة أشار د. الفارس إلى أن الرقابة الشديدة في الإعلام الرسمي لا تنسجم مع ميول أو طموح أو مزاجية الأطفال, لذلك فمقص الرقيب يقص في كثير من الأحيان بعض البرامج التي من الممكن ان تترك أثراً قوياً عند الأطفال.
مبدأ «دس السم بالعسل»
بدورها د. أميمة المعراوي عضو هيئة تدريسية في كلية الإعلام – قسم الإعلان لفتت إلى أن حاجة الطفل إلى الترفيه والتعلم واكتساب المعلومات عن طريق اللعب والتسلية بعيداً عن أسلوب التلقين سبب مباشر من أسباب توجهه إلى التلفزيون ، فأفلام الكرتون وبرامج الأطفال باتت شريكاً في بنائه الفكري والمعرفي، ولاسيما في ظل غياب الأهل وانشغالهم، ولذلك فإن على التلفزيون المحلي إنتاج برامج تناسب كل الأعمار والمستويات، ولكن الملاحظ على أرض الواقع عدم وجود إنتاج محلي ليس في قنواتنا المحلية فحسب، بل في الفضائيات العربية، حيث يتم سد الفراغ من خلال استيراد وجبة استهلاكية جاهزة للوطن العربي مليئة بالخيال الذي يجعل الطفل ينسلخ عن عالمه وينتظر المعجزات، ناهيك بالعنف الموجود فيها، من مبدأ «دس السم بالعسل»، وكذلك شخصياتها التي يقلدها أطفالنا ويتخذون منها المثل والقدوة.
بعيدة عن أطفالنا
ووضحت د. معراوي أن برامجنا الموجهة للأطفال كانت قبل وجود الانترنت بعيدة عن أطفالنا لأن قوالبها جامدة، والطفل بطبيعته يحب التغيير، وتفتقد إلى عنصر التشويق والجذب، ولا تخاطب احتياجاتهم وفيها نوع من التمثيل حتى الحوارية منها لا توجد فيها مشاركة للأطفال الذين يطرحون الأسئلة والأجوبة المعطاة لهم بطريقة خالية من الحرفية والمهنية ولا تقنع الطفل المشاهد، نحن دائماً نستهين بالطفل رغم أنه ذكي جداً.
جميع القنوات متساوية ومتشابهة
الدكتور أديب خضور وخلال اتصال هاتفي معه اعتمد فيه على ورقة عمل كان قد تقدم بها إلى أحد المؤتمرات المتعلقة بالبرامج التلفزيونية والإذاعية الموجهة للأطفال، عدّ أن ثمة انطباعاً سائداً في أوساط الكبار مصدره ملاحظتهم إحجام أطفالهم عن مشاهدة برامج التلفزيونية السورية ورغبتهم في القنوات الأخرى لأن البرامج التي يقدمها التلفزيون السوري لا ترضي رغبات الأطفال ولا تشبع حاجاتهم المتعددة، ونوه بأن ضعف الإنتاج المحلي أسهم في تعثر امتلاك هوية متميزة وفي هيمنة المواد المستوردة الأكثر مقدرة على الجذب والتأثير, الأمر الذي جعل جميع القنوات متساوية ومتشابهة بالنسبة للطفل السوري وهذا ما يفسر ضعف إحساسه بأن هذه الشاشة «شاشته»، ولايرى نفسه وواقعه وانشغالاته عليها وهذا ما أدى إلى انكفائه عنها والاندفاع باتجاه البحث عن مصادر وشاشات أخرى، وفي هذا الخصوص قدم مقترحات متعددة منها التواصل المستمر والجدي مع الكتاب السوريين المهتمين بالكتابة للأطفال وجذبهم لتقديم أفكار ومشاريع لأعمال برامجية ودرامية وتعليمية وترفيهية، والتخطيط لإقامة دورات تدريبية متخصصة في الكتابة التلفزيونية للأطفال يشترك فيها عناصر من التلفزيون ومن الكتاب المهتمين بالكتابة للأطفال.
من أرض الواقع
والى تلك المقترحات انضم الدكتور مجدي الفارس برؤية للتغيير انطلق فيها من القاعدة التي تقول «برامج الأطفال تبدأ من الرأي العام وتنتهي به»، وتابع فارس: ما يعني أن عليّ أن أرى الحاجات والخصائص والدوافع النفسية عند جيل معين وأقوم ببث برامج تحاكي هذه الحاجات وخير مثال على ذلك برنامج «توم وجيري» الذي ولد في الأربعينيات من فكرة أساسها الحاجة إلى نزع خوف الأطفال من الفأر، وقد لاقى تفاعلاً واسعاً، وحقق هدفه في اكتساب جيري وهو الشخصية السلبية تعاطف كل العالم معه، فإذا انطلقت برامج الأطفال في بلدنا من حاجات وواقع أبنائنا فاعتقد أنها ستلامس همومهم وستترك أثراً عندهم وسيتعلقون بها حتى ولو كانت تبث نصف ساعة في اليوم.
الدكتورة أميمة المعراوي من جهتها لم تبتعد عن تلك الاقتراحات وزادت عليها ضرورة أن ننطلق من مبدأ المسؤولية الاجتماعية للإعلام، فمن يعمل في التلفزيون عليه تحمل المسؤولية كاملة فلكل جمهور مستهدف مادته الخاصة التي تناسبه، وعلينا الاعتماد على أشخاص اختصاصيين يطلعون على طبيعة المادة ومدى ملاءمتها لحاجات الطفل ومن ثم يقوم المعد بعمله بتحقيق التوازن في نمو الطفل، مع إعادة صياغتها حسب مهنيته بحيث يكون فيها ابتكار وتسلية وقيم وترفيه، وبهذا يمكن أن نضمن تكيف الطفل مع محيطه ويكون له قدوة ونموذج من خلال برامج تبث القيم الاجتماعية، وختمت د. معراوي بالإشارة إلى أن معظم كوادرنا نجحت في الخارج وهذا يعني أن الموضوع يحتاج دفعاً وتحفيزاً وتشجيعاً وفرصة، مشكلتنا في برامج الأطفال أن المسؤول يفرض وجهة نظره ولذلك فهي لا تتغير.
تأتي في آخر الاهتمامات
الرؤى والاقتراحات، تطلعات الأطفال وذويهم وتساؤلاتنا، محاور وتفاصيل وضعت على طاولة النقاش مع رئيسة دائرة برامج الأطفال في التلفزيون السوري، فاتنة محمد التي لم تنكر عزوف الأطفال عن متابعة برامج الأطفال، وذلك ليس مرده -كما قالت- عدم وجود كوادر أو خبرات، فنحن لدينا الكثير منها، ولكن هناك صعوبات كثيرة تواجه عملنا من أهمها الصعوبات المالية، فبرامج الأطفال تحتاج ميزانيات وتمويلاً جيداً حتى تكون ذات مستوى فني عالٍ شكلاً ومضموناً، وهو الأمر الذي نفتقده، وأضافت: فأنا على سبيل المثال كنت قد اقترحت فكرة برنامج على مبدأ «التيليمتش» ولكنه لم يلقَ التشجيع والحماسة بسبب التكلفة الكبيرة وهذا الكلام قبل الأزمة فما بالك أثناءها التمويل هو أهم ركن من أركان العمل، لأن هذه البرامج بحاجة لتهيئة ولعوامل مساعدة تجذب الطفل كالديكور والألعاب وغيرها من المسائل التي تتعلق بالرؤية البصرية في توضيح المواضيع الصعبة كالعلمية والتكنولوجية، فالغرافيك مثلاً يلعب دوراً كبيراً ولكن المبالغ القليلة المرصودة لا تشجع أصحاب هذه المهنة على التعاون معنا، هناك أفكار لبرامج مقدمة تنتظر التمويل، علماً أن البرامج التي تقدم في مجالات أخرى تحظى بالرعاية حتى لو كانت ذات قيمة عالية، للأسف برامج الأطفال تأتي في آخر الاهتمامات.
المذيع يشكل عامل جذب أساسياً
وبعيداً عن الجانب المادي تطرقت محمد للحديث عن مذيعات ومذيعي الأطفال، فالمذيع يحتل أهمية كبرى في برامج الأطفال وهو يشكل عامل جذب أساسياً, ولتحقيق النجاح لبرنامجه عليه التحلي بعدة صفات أهمها الشكل والخفة والرشاقة والتمكن من الاندماج مع الأطفال ومسايرتهم، والقدرة على التفاعل معهم والانتباه إلى تخفيف أجواء التوتر عند المشاركين منهم، وعليه الاعتماد على إمكاناته في إيصال المعلومة عن طريق اللعب والإبداع والابتكار، وحقيقةً هذا الكادر المؤهل غير موجود، حتى عندما نستعين بأطفال لتقديم البرامج فإن الأمر ليس ناجحاً لعدة أسباب أهمها أنهم لا يمتلكون المهارات اللازمة لتجاوز أي موقف يمكن أن يحصل معهم داخل الاستديو خاصة في البرامج التي تبث على الهواء مباشرة، والحل من وجهة نظري لهذه المشكلة يكون بالابتعاد عن الواسطة والمحسوبيات وإجراء مسابقة خاصة لمن يرغب بالعمل في برامج الأطفال حصراً والحرص على إجراء فحص لهم ومن ثم تأهيلهم وتدريبهم بشكل عملي من خلال مشاركتهم عدة حلقات مع مذيعات أو مذيعين لديهم خبرة في برامج الأطفال ليعتادوا الجو ويتعرفوا على نقاط ضعفهم.
وأضافت محمد: من المشكلات التي تعانيها برامج الأطفال أيضاً (المدة والتوقيت) فنحن لم ننجح في شد الأطفال إلينا خلال الأزمة بسبب تغير مواعيد البرامج أو تأجيلها فجأة فهو أمر شكل عدم مصداقية للبرامج عندهم فغابوا عن المتابعة أو المشاركة وتوجهوا نحو المحطات الأخرى، تضاف إلى ذلك المدة المخصصة فقد كانت ساعتين وفي الأزمة انخفضت إلى ساعة ومن ثم صارت نصف ساعة، ولكن هذه كانت فترة طارئة، والآن هناك عودة للساعة ونصف الساعة وذلك حسب خطة الإدارة والوزارة، و فكرة لتخصيص أفلام الكارتون بقسم خاص، واقتراحات لإنشاء محطة متخصصة للأطفال بكوادر وخبرات خاصة وهناك وعود بتنفيذ ذلك العمل.
أكثر انجذاباً نحو رسوم الكرتون
وعن كثرة الكرتون الأجنبي قالت محمد: نحن نستورد ولا ننتج، في السابق كان الاعتماد على استيراد الكرتون ولكن توجهنا نحو إنتاج برامج للأطفال خفف الأمر، لا يوجد لدينا كارتون لأسباب مادية وعدم وجود خبرات، صحيح لدينا رسامون ولكنّ هناك نقصاً بأجهزة التحريك فهذه غير متوافرة في التلفزيون, نحن نكتب ولكننا نضطر للإنتاج خارج التلفزيون ضمن شركات خاصة، والاقتراح هو جذب الخبرات الخارجية لتقوم بتدريب أشخاص في التلفزيون لتصبح لديهم خبرة ومن ثم نحضر لهم أجهزة وأدوات وخلافه، عندها نستطيع القيام بتصنيع أفلام كرتون وأكثر من ذلك يمكننا تصديرها، وبالنسبة للرقابة على المستورد أكدت وجود رقابة شديدة ونحن نختلف عن كثير من المحطات والمتابع يمكنه ملاحظة الاختلاف، وأي مخالفة يمكن أن تؤدي إلى رفض العمل، ولابد من التنويه بدور الأهل فهم المسؤولون عن متابعة أبنائهم وتوجيههم وإرشادهم إلى المضمون الأفضل.
ورداً على سؤالها من المسؤول عن جنوح الأطفال نحو غيرنا, أفادت محمد الأطفال لا يتابعون برامجنا ولا يتابعون غيرنا فوسائل التكنولوجيا ملأت أوقات فراغهم، وهم بشكل عام أكثر انجذاباً نحو رسوم الكرتون وليس برامج الأطفال الحوارية, وذلك بسبب وجود الصورة والحركة واللون والضحك والكوميديا، أو نحو المسلسلات مثل «كان يا ما كان» التجربة التي نتمنى أن تتكرر فالحلاوة فيها هي الخيال الذي يشد الأطفال، صحيح أن مواضيعها حول قيم الصدق والأمانة وغيرها مطروقة، لكن الأسلوب الإخراجي هو الذي جعل ذلك العمل لافتاً للنظر وناجحاً، فحتى الآن لا يوجد عمل بقوة ذلك العمل.
وعن الاقتراح المتعلق بوجود متخصصين مع المعدين أشارت إلى أن اغلب المعدين دارسون ويتمتعون بخبرة واطلاع وقد خضعوا لدورات تخصصية وتدريبية ونحن نؤيد وجود متخصصين يتم تعيينهم بشكل رسمي فهو أمر جيد يزيد من خبرة الكادر.
لتختم حديثها بالقول: قد يكون هناك برنامج أو اثنان من برامج الأطفال على شاشاتنا تتمكن من جذب الأطفال نحوها أما البقية فهي عادية، معظم برامجنا متشابهة وتعاني الضعف وتخلو من الحياة والفاعلية، ولا ذنب للمعدين في ذلك بل على العكس المعدون جيدون ولكنّ هناك ظروفاً تحول دون تنفيذ العمل على أكمل وجه، وظروف الأزمة أثرت فينا كما غيرنا من القطاعات، الروتين الخاص في عملنا يجعلنا نفتقد الأريحية في الإنجاز من حيث الحجز والكاميرات وغير ذلك, أضف إلى أن غياب برامج المسابقات التي تعد من أحلى البرامج يعد نقطة ضعف نعانيها، لكن رغم كل تلك الظروف فنحن نحاول كل فترة إدخال عناصر تشويق أو نعمل بعض التجديد, على أمل أن تلقى برامجنا متابعة لتنزل عن الهامش وتصبح أولوية.
تشرين