هل تتطابقُ شخصيّة الفتاة مع والدتها أم تختلفُ عنها كليًا؟

هل تتطابقُ شخصيّة الفتاة مع والدتها أم تختلفُ عنها كليًا؟

شعوب وعادات

الأربعاء، ٣ أكتوبر ٢٠١٨

لا يقتصر الشّبه بين الأم وابنتها على الشّكل فقط، وإنّما يتجلّى في نمط الشخصيّة، والأسلوب، وبعض السلوكيات والحالة النفسية أيضا، ولكن التشابه بينهما قد يكون وراثيًا، أو مكتسبًا، فالشّكل وراثيّ، أمّا نمط الشخصيّة والأسلوب، فيتمّ إكتسابهما من البيئة المُحيطة.
ولكن، في بعض الأحيان تتساءل الأمّهات.. لماذا لا تشبه شخصية ابنتي شخصيتي؟
الإستشارية التربوية، والنّفسيّة، الدكتورة أسماء طوقان، تقدّم شرحًا واضحًا لعوامل تكوين شخصية الفتاة، وكيف تتأثر الطفلة بوالدتها، ومتى تخالفها ، فتقول أنّ 
الأمّ، هي أوّل معلِّمة لطفلتها، ولا بدّ من تشابه سلوكياتهما، وطباعمها، "فالطفلة كالوردة إنْ احسنتْ الأمّ توجيهها، ورعايتها، ازهرتْ شخصيتها، ونمتْ ثقتها بنفسها".
وتؤكّد طوقان، أنّ تأثر الفتاة بوالدتها، وخاصّة من الناحية النفسية والسلوكية، كبير جدًا، فالعديد من الفتيات يقلدّن أمهاتهنّ، بل إنّ  حالة الأمّ النفسيّة  تؤثّر على الجنين، أثناء فترة الحمل، فإذا عانتْ الأم  من الاكتئاب، فإنّ طفلتها معرّضة له أيضًا.
وغالبًا ما تتأثّر الفتاة، بشخصية أمّها لا شعوريًا. فإذا كانت عصبية، ومندفعة، وسريعة الإنفعال، لأقلّ الأسباب، تنتقل هذه  الصّفات لطفلتها بصورة غير مباشرة، ويظهر ذلك جليًا، عند ارتفاع الصوت، وكثرة الصّراخ، والبكاء. 
أما الأمّ الحازمة، والصارمة فتؤثّر على طفلتها، من حيث احترام الأنظمة والقوانين، لتصبح جزءًا  من صفاتها  الشخصية، بحيث تكون أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، مقارنة بغيرها، فضلاً عن أنّها تتّصف بالنّشاط، وتبتعد عن الكسل، وعدم التّهاون بما تُكلّف به من واجبات.
والأمّ القلقة، التي تخاف على طفلتها من كلّ شيء، كاللعب مع الآخرين، خوفًا من أنْ تؤذي نفسها، أو أنْ تأكل بمفردها، خوفًا من أنْ تتّسخ، أو الخوف من الفشل، والخروج بمفردها، فإنّها تزرع في ابنتها بشكل غير مباشر، مشاعر، وصفات  الخوف، والقلق، والمبالغة في تقدير الأمور .
وكذلك الحال بالنسبة للأمّ المُهمِلة،  فقد تولد مشاعر الحقد، والكراهية، والوحدة عند طفلتها، أمّا من تعامل طفلتها  بدلال زائد، فإنّها تجعل من ابنتها شخصيّة لا تتحمّل المسؤولية، وتكون شديدة الحساسية، وغير قادرة على اتّخاذ القرارات.
وفيما يتعلّق بالأمّ، ضعيفة الشخصية، فإنّ ابنتها غالبًا ما تكون  متردّدة، وخجولة، ومنعزلة عن المجتمع، ولا تملك الثّقة بنفسها.
أما  الأمّ المرحة، والسعيدة، فتنقل جوّ السعادة الى طفلتها، ولا تشعرها بالملل، بل تحبّ الضحك والمزاح، وهذا ما يُساهم في جعل شخصية طفلتها اجتماعية، ومرحة، فهي تكتسب صفات والدتها، دونْ أن تشعر.
و في بعض الحالات، يكون التأثير عكسيًا، فنجد بعض الأمّهات، اللواتي تكون شخصياتهنّ اجتماعية، ويفضلّنَ الحديث والزيارات. أنّهنّ يحاولنَ التقليل من شخصية بناتهنّ، بعدم إعطائهنّ الفرصة للتحدّث، والتعبير، والاختلاط مع  الاخرين، لأنّ هذه الامّ ترغب بأنْ تكون محور الجلسة أمام الآخرين، وأنْ تستأثر اهتمام الحاضرين.