“نحفانة كتير” مشوار البحث عن الرشاقة.. محاولة لإرضاء الشريك.. وسباق في مضمار الجمال

“نحفانة كتير” مشوار البحث عن الرشاقة.. محاولة لإرضاء الشريك.. وسباق في مضمار الجمال

شعوب وعادات

الجمعة، ١٢ أكتوبر ٢٠١٨

“نحفانة كتير”، جملة تحبذها ابتسام، وتعتبرها من أجمل ما يقع في أذنيها، كيف لا وهي التي لا تفوّت أي درس رياضة في النادي بغية الوصول للجسم المثالي الذي يرضي غرورها، ويرضي زوجها الذي، كما تقول، يحب الجمال والجسم الممشوق، ابتسام كغيرها من النساء تميل للاهتمام بجمالها أكثر من الرجال، ويرجع المختصون السبب في ذلك إلى أن المرأة عاشقة للجمال بالفطرة، والنحافة في اعتقاد الأغلبية المعيار الأول في مقياس الجمال.
 
هاجس
تزداد أعداد النساء المنتسبات للنادي الرياضي مع مطلع كل صيف ليصل إلى أضعاف ما كان عليه في الشتاء، حيث تكتشف المرأة خلال هذه الفترة من السنة السمنة الزائدة لديها، لتلهث وراء الرياضة، ويتحول الجري وراء نحافتها إلى هاجس، ويصبح حديثها وسؤالها لزميلاتها في المجالس عن الشيء الذي تغير بها، وهل يلحظن ما الذي تغير في شكلها، و….وصولاً إلى الجواب الذي يرضي جمالها وهو: “نحفانة كتير”!.
 
هوس مبكر
وفي دراسة نشرتها مجلة بريطانية مفادها أن 90% من الفتيات يتبعن أنظمة تخفيض وزن، ويتناولن عقاقير وأعشاباً لمنع الشهية، والسبب الأبرز في ذلك هو انتقاد أمهاتهن لشكل أجسامهن بشكل مستمر، وأكدت تلك الدراسة أن 42% منهن يرغبن بشكل جدي بإجراء جراحات تجميلية لأجسامهن، كما أشارت إلى أن 6 من كل عشر فتيات سيصبحن أكثر سعادة إذا صرن أكثر نحافة، وأضافت الدراسة بأن النساء النحيفات هن الأكثر شعبية وجاذبية لدى الرجال، وأكدت أن 10% من المراهقات فقط سعيدات بأجسامهن.
 
استغلال
من الملاحظ أن أغلب الإعلانات التلفزيونية، وعلى مختلف القنوات، باتت تستغل النساء عبر إعلانات تظهر فتيات رشيقات يتحدثن عن خلطات سحرية، أو أدوية توقف الشهية، وتقضي على الدهون بأسبوع أو أسبوعين، وغيرها من العبارات التي تتدفق في الإعلانات المتلفزة، أو الإذاعية التي ما إن تسمع بها النساء حتى تبادرن للبحث عنها في المراكز المعتمدة من قبل الشركات المنتجة التي وجدت ضالتها المادية في إنتاج مثل هذه المستحضرات التي تدر عليها الربح الكثير، والتي لا تعلم معظم النساء بطلان مفعولها، ما شكّل تدخلاً مباشراً من قبل المعنيين بمجال الصحة لفرض الرقابة، وغربلة السيئ من هذه المستحضرات.
وهنا أوضحت الدكتورة محار زيود، “اختصاصية تغذية”، ضرورة التوعية بأن الطريقة الأنسب والأصح عالمياً لتخفيف الوزن هي الحمية المتوازنة والمدروسة التي لا تؤثر على نمط الحياة، وإن كانت هناك فوائد لبعض المنتجات فيمكن استخدامها ولكن بعد الترخيص، وفضّلت زيود استخدام المكونات المستخدمة في المواد من مصادرها الطبيعية كوسيلة داعمة للنظام الغذائي، وليست بديلة عنه، وأضافت زيود: “إن المستحضرات العشبية بشكل عام تركز على فقدان أكبر مقدار من الوزن دون إثبات، كونه من الكتلة الشحمية، وبأسرع وقت ممكن، وهو أمر يستدعي المزيد من البحث والتحري، والأثر الذي تحدثه هذه المنتجات خلال فترة زمنية قصيرة، وتأقلم الجسم مع هذه التغيرات، يؤدي على الأرجح- ونظراً لعدم قدرة الأشخاص على الاستمرار بها على المدى الطويل- إلى عودة الوزن المفقود بسرعة عند التوقف عن أخذها.
 
تأثير الوزن
يعرف علماء النفس النحافة بأنها شعور الإنسان بأن صورة جسده أسمن مما يجب، فيعمل على إنقاص وزنه حتى لا ينتقد الآخرون هيئته الخارجية، وبحسب تقرير بريطاني لم يتمكن الباحثون من تحديد ما إذا كانت النحافة هي سبب الاكتئاب، أم أن الشعور بالاكتئاب هو ما يسبب فقدان الشهية، وقال الخبراء إن الرجال والنساء يتأثرون بالقدر نفسه من الأفكار السلبية حول النحافة الشديدة، واكتشفوا أيضاً أنه كلما كان الشخص أكثر بدانة شعر بالحزن، علماً أن الاكتئاب بين الذين يعانون من السمنة يؤثر في الغالب على النساء نتيجة فقدان الجاذبية، وفي حديثنا إلى الدكتورة رشا شعبان، “كلية التربية”، بيّنت أن أكثر ما يشعر المرأة بالإحباط بشكل عام هو فقدانها الجاذبية، وهذا الشعور يأتي أغلب الأحيان من الشعور بزيادة الوزن، وهنا تبدأ الكثير من النساء باتباع حمية خاطئة، وخاصة المراهقات، فأصبحت الفتاة تعتقد أن النحافة هي معيار الجمال، بل أصبحت الصورة التي تقدم للشباب أيضاً بأنها هي الفتاة الجميلة، ما أفقد الشاب القدرة على اختيار شريكة الحياة بمعاييرها الناضجة، وبات يبحث عن المعايير الشكلية التي تجعله يفتخر بها أمام الآخرين، بغض النظر عن أية مؤهلات أخرى تكون ضرورية لأية حياة زوجية.
نجوى عيدة