اهتمام المرأة بكرة القدم دعم أسري أم «بريستيج» اجتماعي

اهتمام المرأة بكرة القدم دعم أسري أم «بريستيج» اجتماعي

شعوب وعادات

الثلاثاء، ١٩ فبراير ٢٠١٩

دينا عبد:
استطاعت النساء حجز مكان لا يستهان به لهن في مقاعد المهتمين والمشجعين لأكثر الرياضات شعبية على وجه الأرض، فلم تعد متابعة مباريات كرة القدم حكراً على الذكور كما كانت سابقاً، فأصبحنا اليوم نشاهد عدسات المصورين ترصد حضورهن في مدرجات ملاعب كرة القدم كنوع من لفت النظر لعين المشاهد.
تقول رهف وهي مدرسة رياضة: كانت الفئة الأنثوية قديماً ضئيلة في حضورها الفعاليات الرياضية الكروية، لأن الفكرة مستهجنة بالنسبة لمجتمعاتنا العربية عند فئة الذكور، أما الآن فقد غدا اهتمام المرأة و متابعتها للبطولات الكروية العالمية و العربية أمراً رائجاً ومستحباً، مشيرة إلى أن ما نراه اليوم أن الرجل يستهويه اهتمام المرأة بمتابعتها لهواياته في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى، وعلى النقيض تماماً يجد الرجل في ذلك مزاحمة له من المرأة على الرياضة التي يراها ذكورية بحتة.
يرى خلدون وهو موظف أن المرأة تتابع كرة القدم لأنها تحب أن تتدخل بكل شيء يخص الرجل، بينما نجد رأي أيهم الذي يعمل مندوب مبيعات مغايراً تماماً، فهو يشجع فكرة اهتمام المرأة بكرة القدم لأنه يرى في ذلك مشاركة إيجابية منها في انفعالاته أثناء حضوره مباريات كرة القدم فهي تنزعج لانزعاجه عند الخسارة وتفرح لفرحه عند الفوز و الانتصار.
وتؤكد مها وهي ربة منزل بطرافة «حكم القوي على الريموت» مضيفة إلى ذلك إنها تضطر لحضور المباريات مع زوجها و أولادها الشباب انصياعاً منها للهيمنة الذكورية في المنزل «فمكره أخوك لا بطل» ولكن تجد نفسها في بعض الأحيان تنسجم بشكل أو بآخر مع حماس من حولها وانفعالاتهم بما يشاهدون.
أما علا وهي طالبة في الثانوية العامة فتحرص على متابعة كرة القدم نظراً لإعجابها بنجوم ولاعبي الكرة لكونهم شخصيات لافتة للنظر في الشكل وأثناء تسجيلهم لأي أغنية أو إعلان تلفزيوني.
أحمد حسن- علم اجتماع ولدى سؤالنا إذا كان الحضور النسائي لمباريات كرة القدم في الملاعب هو ظاهرة مستحدثة أم إنها كانت موجودة قديماً قال: الرجل الشرقي وإن كان رياضياً فلا تزال تأسره بعض التقاليد الاجتماعية، فأي رجل، وإن كان يقضي معظم وقته في الملاعب، إلا أنه لا يحبذ فكرة حضور زوجته أو ابنته أي مباراة كرة القدم داخل الملاعب، وذلك لسببين- كما يشرحهما المختص- الأول الألفاظ الخارجة عن النص التي تتطاير هنا وهناك بين المشجعين بشكل عفوي.
والثاني حالات الشغب المتوقعة بعد نهاية كل مباراة، ويؤكد المختص الاجتماعي أن الحضور النسائي وإن كان ملحوظاً فإن نسبته تبقى ضعيفة مقارنة بالحضور النسائي في ملاعب البطولات العالمية، ويضيف: إن كثرة مواقع التواصل الاجتماعي هي ما فرض ظاهرة الاهتمام الأنثوي بالبطولات الكروية اجتماعياً وجعلها رفاهية اجتماعية لدى الأوساط النسائية فأصبحت المرأة نوعاً ما تفضل متابعة كرة القدم إلكترونياً أكثر من شاشات التلفاز، أما ظاهرة اهتمام المرأة بمتابعة البطولات الخاصة بكرة القدم فتعد في رأي المرشد الاجتماعي نوعاً من أنواع لفت النظر وحب الظهور أي بريستيج اجتماعي.
فمؤخراً انتشرت- وبكثرة- ظاهرة التصوير النسائي من داخل المقاهي التي تعرض مباريات كرة القدم، فتقوم النساء بالتقاط صور لهن أثناء حضورهن لإحدى المباريات ويقمن بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ليحصلن على اهتمام إيجابي من خلال طرق تعبير الآخرين عن هذا الاهتمام مثل الإعجاب والتعليق والمشاركة وبالتالي إرضاء غريزة حب الظهور لدى المرأة.
ويرى المختص الاجتماعي أن سبب اهتمام المرأة بمتابعة البطولات الكروية يرجع إلى اهتمام أزواجهن وأولادهن الذكور كنوع من الدعم والمساندة المعنوية من وجهة نظر المرأة أو مسايرة لهم وختم المختص الاجتماعي قوله، حيث أكد أن حضور النساء الفعاليات الرياضية الكروية في الملاعب لم يعد مستهجناً أو مرفوضاً كما كان سابقاً، فكل فكرة في بدايتها غريبة على أي مجتمع، ومع مرور الوقت تصبح روتيناً ملحوظاً بشدة، فاهتمام المرأة بهذا النوع من الرياضات ظاهرة صحية وله جوانب ايجابية لكونها بعيدة كل البعد عن العادات السلبية التي ينساق المجتمع لها في أغلب الأحيان، هذا طبعاً إذا استثنينا حب الظهور والمفاخرة في بعض الأحيان.