أصدقاء ابنكِ لا يروقون لكِ؟.. هكذا تُعالجين الأمر!

أصدقاء ابنكِ لا يروقون لكِ؟.. هكذا تُعالجين الأمر!

شعوب وعادات

الأحد، ١٠ مارس ٢٠١٩

كل أم تهتم بتربية ابنها، ولكن بعد حين تتشكل لدى الابن صداقات لها تأثيرها الخاص عليه ويزداد تمسكه بهم، ولها دور تكميلي في بناء مهاراته الشخصية من الناحية الاجتماعية والثقافية والنفسية، ويتدرب من خلالها على ضبط النفس وبناء الولاء للمجموعة وتعلم الكثير عن الحياة وكيفية التصرف في الأمور الصعبة ومواجهتها والاستمتاع بأوقات الفراغ والمشاركة.
لكن هل هذه الصداقات ناجحة؟، هذا ما يدور بذهن الأم، وقد لا تروق لها معرفة وانسجام ولدها ببعض الأصدقاء وتتساءل حينها، كيف ستواجه الأمر؟.
حول ذلك تتحدث الاختصاصية التربوية الدكتورة أمل بورشك بقولها، "يتأثر الابن بأصدقائه وتتغير تصرفاته، وفق مدى إعجابه وتعلقه بهم، وقد تلجأ الأم إلى مراقبة ابنها خوفا عليه من الوقوع في أمر ما مع أصدقائه، ومن هنا تقع الأم في حيرة من أمرها وتلجأ لإلقاء الخطب الطويلة ومهاجمة ابنها وقد تعنفه، وكل هذا لا يجدي نفعا".
وتضيف بورشك: "لا يوجد لديها سبب مقنع لابنها للتخلي عن صداقاته، والتي قد تعتبرها الأم مضرة ولاجدوى من الاستمرار فيها، وهذا الموضوع لايستهان به للأم حيث يتسم الأبناء في مرحلة ما بالعند والتمسك برأيهم ولا يلتفتون إلى توجيهاتها إلا إذا كانت مقنعة وتتواءم مع طريقة تفكيرهم، لذا يحبذ أن تلجأ الأم إلى أن تتبنى قواعد محددة مع ابنها من صغره حتى لا تتفاقم الأمور بينها وبين ابنها في زمن اتسعت فيه دائرة الأصدقاء ولا يجدي الاحتداد فيه نفعا".
وتنصح بورشك الأم بتبني الحوار البناء بالاستماع الجيد لابنها، والإصغاء إليه وعدم الانشغال أثناء الحديث مع ابنها وتنظر في عينيه وتعره كل اهتمام وتفسح له الحديث والإسهاب، وتقف من خلال ذلك على اهتماماته ورغباته، وعليها محاولة توجيهه بهدوء واتزان وسعة صدر والابتعاد عن الاصطدام ومعاكسة وجهات نظره؛ لأن خبراته محدودة، وإقناعه بذكاء بما ترينه مناسبا لحسن تصرفاته.
وعلى الأم وفق بورشك أن تبتعد عن إكراه ابنها على انتقاء الصداقات التي تراها مناسبة، فكثيرا ما تنشأ الصداقات في ظروف تحدث مع ابنك ويتواصل معهم، لذا قفي على أسباب صداقته ووضحي أنها تؤثر على سلوكه، ولا بد من تقديم أعذار منطقية أو أسباب سهلة التقبل وحجج مقنعة.
وفي زمن البحث على الشبكة أصبح من السهل الوقوف من قبل الابن على كثير من المعلومات وأن يميز بين ما تقوله الأم هل هو منطقي أم لا فابتعدي عن العصبية، وقدمي لابنك المعلومات الكافية ولاتفقدي ثقته فيك؛ لأن الأبناء أذكياء ومدى تقبل ابنك للحديث معك لايأتي من فراغ بل يتطور من خلال إنشاء صداقات ذات ثقة متبادلة حتى يتقبل الحديث معك، وفكري جيدا في أسباب عدم تقبلك للصداقة وهل هي مبنية على تراكمات شخصية لديك أو ناتجة عن ملاحظاتك لتصرفات بعينها أساءت لابنك وأثرت عليه.
وتقول بروشك: "في بعض مراحل العمر لابنك، يكون التطور العاطفي لديه قويا، فلا داعي لاستخدام القوة أو إصدار الأوامر للابتعاد عن أصدقائه أو أن تكرري على مسامعه بأنك لا تحبين صديقا بعينه لاتسام الابن بالعند، وقد يترك صديقه فجأة، لذا كوني داعمة عاطفيا ومعنويا لابنك وصبورة؛ فالعلاقات تتغير قوتها بعد حين، وتدخلي بطريقة غير مباشرة واعرضي عليه مواقف وتحدثي عنها بشكل خاص واتركي مساحة لتأمل ابنك، وقبل انتقاد تصرفات وسلوك صديقه تأكدي من تحفيز التصرفات الإيجابية لدى ابنك قبل انتقاد الآخرين".
وحددي أيضا لابنك أنك مستاءة من بعض تصرفاته (وهو لم يلاحظها) ونبهيه لها واشرحي أنك مستاءة من بعض التصرفات وأنك لم تتوقعي أن هذه الصداقة صدر عنها أشياء مختلفة عما ترينه إيجابيا، وضعي قواعد خاصة للتعامل مع الأصدقاء، ولكن لا تكثري من هذه المحددات حتى تحافظي على مسافة آمنة بين ابنك وصداقاته مثل تحديد ساعات الخروج والتعرف على طبيعتهم والتحدث عن سبب الصداقة وماذا يعجبه في هذا الصديق وتذكري أن خبرات ابنك لا زالت محدودة وهي في طور النمو من خلال تجاربه الشخصية.