كن أنت… وارمِ قناعك.. لايمكنك الاختفاء وراء الأقنعة لأنه مهما طال الزمن ستسقط

كن أنت… وارمِ قناعك.. لايمكنك الاختفاء وراء الأقنعة لأنه مهما طال الزمن ستسقط

شعوب وعادات

الاثنين، ١٨ مارس ٢٠١٩

أقنعة تحجب الرؤية، وصغائر نفوس ينظرون إلى أنفسهم وكأنهم بلغوا القمم، يعيشون بوجوه مخادعة ووراء أقنعة كاذبة… أقنعة تكشفها لنا ظروف الحياة وتعقيداتها والمواقف التي نتعرض لها في يومياتنا، تلك الظروف التي ترفع الأقنعة عن الكثير من الوجوه والشخصيات والمعارف وممن يدعون الصداقة والطيبة والصدق والإنسانية.
لو أن ما نراه من كلام معسول وابتسامات حقيقي لما ازدادت قيمة الشر على الكرة الرضية ووصلت إلى هذا الحجم الذي انعكس علينا حروباً ودماراً… كل ذلك لأن أكثر ما نراه هو في الحقيقة مقنّع وغير حقيقي، فالبعض لهم أكثر من شخصية، الأولى كما يريدون أن يروا أنفسهم، والثانية كما يحبون أن يراهم الناس، وشخصية ثالثة كما يظهرون هم بالفعل.
لذلك إذا أمعنا النظر في حياتنا ومن حولنا لوجدنا أنفسنا محاطين بالأقنعة والكذب، ويوماً بعد يوم تتساقط تلك الأقنعة الزائفة التي تلوث النفوس البشرية وتدمّرها. كل الذين يعيشون حياتهم بقناع زائف هم مخادعون يلجؤون إلى الخداع والمكر لتسويغ أهدافهم، هؤلاء أشخاص يستحقون الشفقة لأنهم في الأساس مشوّهون من الداخل ونفوسهم صغيرة، يظهرون أمام الناس على غير حقيقتهم ويلجؤون إلى ارتداء أقنعة لتحقيق غاياتهم ومصالحهم متجاهلين كل المشاكل التي قد تسببها أقنعتهم الكاذبة.
أيها الإنسان؛ لماذا تشوّه فطرتك التي خلقها اللـه عليها وتتجه إلى الكذب والمراوغة والوصولية!
عًد إلى نفسك.. إلى ذاتك… إلى فطرتك.. إلى باطنك. عد إلى إنسانيتك، وانشر المحبة والخير من حولك من دون أقنعة.
أيها الإنسان؛ عليك أن تكون نفسك وأن تتعرف أنه لا يمكنك الاختفاء وراء أقنعة لأنه مهما طال الزمن أو قصر ستسقط ويظهر وجهك الحقيقي.. فكن صادقاً مع نفسك ومع الآخرين… ولا تقل ما لا تفعل.. ولا تفعل مالا تؤمن به، واعلم أنك إذا قاضيت ضميرك أو قناعتك بمال الدنيا فأنت رخيص
افعل ما يميزك ويرضيك ويناسبك، وازرع الخير لتحصده، وساهم في نشر المحبة والإنسانية في الأرض التي استخلفك اللـه عليها لتسهم في زيادة جمالها لا دمارها، ارم قناعك جانباً لتظهر إنساناً ممتلئاً بالعواطف والأحاسيس والمشاعر، ولا تتغيّر لترضي أحدهم، ولا ترتدي قناعاً لتصل إلى مبتغاك… كن أنت واسمع نفسك وارم قناعك.