ياجيش سورية

ياجيش سورية

شاعرات وشعراء

الثلاثاء، ٢٩ مارس ٢٠١٦

هادي دانيال
مَرْجانُ جُرْحِكَ مائعُ

وإلى الشَّهادَةِ تُسْرِعُ‏

أمْ أنَّ بَدْرَكَ طالِعُ‏

وَمَدارُ سَيْفِكَ شاسِعُ‏

ماهَمَّ، لكنَّ المُهِمَّ‏

جَبينُ فِعْلِكَ ناصِعُ‏

‏‏  ‏

أنا مَنْ رأى‏

يَوْمَ اسْتَبَدَّ الليلُ بالآفاقِ‏

شَمْسَكَ تَسْطَعُ‏

يا جَيْشَ سُورية‏

وَنارَكَ تَلْسَعُ‏

أنا مَن رأى الفُقَراءَ‏

ضُبّاطاً، جُنُوداً‏

يَهْبِطُونَ إلى السَّماءِ‏

مِنَ التُّرابِ التِّبْر‏

مَنْ فيهِ النُّجُومُ تُشَعْشِعُ‏

أنا مَنْ رأيْتُ اللهَ في دَمِكُمْ‏

يَسُوعاً يَرْضَعُ‏

أنا مَنْ رنا في ظُلْمَةِ الدّامُوسِ‏

مُهْراً مِنَ نَهاركَ‏

أيْنَما خَبَّتْ سَنابِكُهُ‏

نَما عُشْبٌ وَماءٌ يَنْبُعُ‏

دَمَرَ الغُزاةُ وَدَمَّروا‏

بَيْنَ الأوابِدِ ما بَنَتْ زَنُّوبيا‏

وَرُفاتُ خالِدَ يَدْمَعُ‏

  ‏

زَنُّوبيا‏

ضُمِّي إليكِ خُلاصَةَ الشُّهَداءِ:‏

رُوسيّاً تَوَهَّجَ مِن رُؤى بُوشكينْ‏

وثلاثَةً مِن أرْزِ لُبْنانَ ارْتَقَتْ أرواحُهُم رَأْساً‏

إلى الحُسَيْنْ‏

(تداخَلَتْ عندَهمُ الرُّمُوزُ والأسْماءْ‏

زَيْنَبُ والزَّبّاءْ؟!)‏

وَخَمْسَة وسبْعُونَ مَلاكاً مِن ثَرى الثُّرَيّا‏

مملكةِ التاريخِ والغَدِ الماثلِ في المَرِّيخِ‏

أيْ: سُورية..‏

قَدْ تَرَكوا دِماءهُم هُنا وَدِيعَةً‏

وَفي السَّماءِ التَمَعُوا‏

  ‏

وأنا نَشَرْتُ دَمِي‏

وَبَشَّرْتُ الدُّنى بالنُّورِ يكمُنُ في جَمارِكَ‏

وَالرِّمالُ اعْشَوْشَبَتْ‏

وانْزاحَ عَنْ وَجْهِ الزَّمانِ البُرْقُعُ‏

  ‏

يا أيُّها النَّهْرُ الذي يَجْري‏

وَيَرفدُ في البِلادِ عُروقَها، شريانَها‏

بالنَّسْغِ‏

والأنساغُ في الأوراقِ والأزْهارِ ظاهِرُها ندى اليَخْضُورِ‏

باطِنُها النَّجيعُ الأنْجَعُ‏

أنْتَ الحَياةُ‏

وَما عَدَاكَ البَلْقَعُ‏

  ‏

(في البَحْرِ حِيتانُ تَلْهُو بِها أمْواجُكَ الخُضْرُ‏

في الجَّوِّ غُرْبانُ يَصطادُها الباشِقُ والنّسْرُ‏

في البرِّ ذؤبانُ إنْ غافَلَتْ نَمِرَاً‏

رَوَّعَها الزَّأْرُ )‏

الحِبْرُ يَرْكَعُ في مَنامِكَ‏

والأنامُ‏

والسَّيْفُ يَقْطَعُ حِينَ تَصْحُو‏

والكَلامُ‏

وأنا أُهَنَّأُ بانْتِصارِكَ‏

والكواكِبُ تَسجدُ‏

يَتَفَصَّدُ العَرَقُ الخَجُولُ تَواضُعَاً‏

مِنِّي‏

وأقُولُ: أُغْبَطُ هكذا أم أُحْسَدُ‏

والقَلْبُ يَرْقصُ‏

والمُصَفِّقُ أَضْلُعُ‏