توقيع ديوان غزل الصقور للشاعر محمد خالد الخضر في ثقافي أبو رمانة

توقيع ديوان غزل الصقور للشاعر محمد خالد الخضر في ثقافي أبو رمانة

شاعرات وشعراء

الخميس، ٢٨ أبريل ٢٠١٦

وسط حضور شخصيات أدبية وفنية وجمعيات أهلية أقام المركز الثقافي العربي في أبو رمانة مساء اليوم حفل توقيع ديوان “غزل الصقور” للشاعر محمد خالد الخضر.

والديوان الصادر عن دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع يقع في 95 صفحة من القطع المتوسط وهو الإصدار الحادي عشر في مسيرة الشاعر الخضر يعالج في قصائده واقع الحرب على سورية من خلال ما عانته هذه البلاد من جرائم الإرهابيين برؤى وجدانية وذاتية مستخدما فيه أسلوب شعر الشطرين والتفعيلة.2

واعتبرت الفنانة التشكيلية رباب اسكندر أحمد مديرة ثقافي أبو رمانة خلال كلمة ألقتها في بدء الحفل أن “الشاعر الخضر أحد أعلام الأدب في سورية الذين تصدوا بإبداعهم للحرب على وطنهم وسلطوا الضوء في كتابتهم على بطولات الجيش العربي السوري متحدين الإرهاب الذي طالهم بصورة شخصية جراء انتمائهم لوطنهم ورفضهم للمؤامرة”.

وعرضت الكاتبة وعد نصر التي تولت تقديم الحفل لمقتطفات من مسيرة حياة الخضر منذ إصداره عمله الأول في ثمانينيات القرن الماضي وللتحولات التي مرت بها تجربته الشعرية.

وقدم الناقد الدكتور عبد الله الشاهر رؤية نقدية في ديوان غزل الصقور بين فيها أن الديوان يضم بين جنبيه 95 قصيدة يلفها جميعها الهم الوطني الخالص والروح الوطنية التي تضج بالاندفاع بالرغم من الحزن الدفين الموجود بين ثنايا القصيدة لافتا إلى أنه رغم الجو المشحون الذي طبع قصائد الديوان والنبرة العالية المسيطرة فإن لواعج حب متصاعد تظهر في العديد من الأبيات الذي يعزز اللوحة الشعرية ويعيد لها توازنها.

وتحدث الدكتور الشاهر عن الصفات التي طبعت غزل الصقور من عرض لجرائم الإرهابيين بحق الشعب السوري والتحفظ الذي طبع النفحات العاطفية في الديوان ومعالجة القصيدة بآلية النص المفتوح ومحافظة الشاعر على الموسيقا وعلى الجمل المموسقة وإدخال نوع من الغنائية الحزينة ليخلص أن الديوان يتمتع بحساسية عالية ويتكئ على أدوات اللغة وعلى مقدرة الشاعر في الإيجاز وسلاسة كتابة الجملة.

أما الشاعر والناقد رضوان هلال فلاحة فاعتبر في مداخلته النقدية أن ديوان الخضر يعتمد على لغة إرسالية تعبيرية تأخذ فيه المفردة المنسوبة إلى الشعر العربي الكلاسيكي بعدا دلاليا لتكريس القيم كبعد معرفي وجمالي موضحا أن النص يتصاعد عند الشاعر بتصاعد الصدمة الانفعالية المتلازمة عنده.

ورأى فلاحة أن مفردات الأم والحبيبة بما تحمله من دلالات هي ماء التكوين الشعري للخضر مشكلا منها ألوانا ذات أطياف مختلفة لتتمثل في الأنا الشاعرة بتنامي الإدراك المنفعل بالتجربة والمفعل لها.

على حين جاءت مداخلة الشاعر الطبيب محمد سعيد العتيق عامرة بذكرياته مع الشاعر الخضر منذ عقود خلت موضحا أن المنطقة التي نشا فيها في ريف إدلب الخضراء لعبت دورا مؤسسا في تزويد خزانته الشعرية بصور لا تنضب من الجمال معتبرا أن “التجربة الشعرية عند الخضر أخذت منحى آخر جراء الحرب على سورية ونتيجة للاعتداءات التي طالته من إرهابيين تلطوا بالحرية تارة وبالدين في أحيان أخرى”.1

ثم قرأ الخضر عددا من قصائده حيث عبر في قصيدته التي حملت عنوان “الفصل الأخير” عن غضبه من المؤامرات التي تحاك على سورية بأسلوب توخى فيه درب الأقدمين من حيث الصياغة والمباشرة فقال “لم يبق عندك لا شعر ولا كلم.. جف البيان ونار الحقد تلتهم لا الخيل تعرف في الميدان صاحبها..ولا القوافي بدار القوم تنتظم ها قد سقطنا بساحات يراودنا.. حلم سف -يه وجند الروم تزدحم”.

كما قرأ الخضر قصيدته التي جاءت بعنوان أنا وصديقي والشام التي استخدم فيها أسلوب التفعيلة ليتمكن من التعبير عما تحمله نفسه من مشاعر محبة تجاه دمشق ومن الحزن الذي يعتصره جراء الجراح التي ألمت بها فقال “كنا نرى وجه الشآم مكملا.. والغوطتان تمده أشجارا ..كنا نغرد والصبايا حولنا ..تهفو على شغف الهوى أزهارا .. والآن ما بال الشآم حزينة.. تبكي لدينا.. والجراح حيارى”.

ثم قدم كل من الإعلامي زهير بغدادي مدير عام مؤسسة بلاد الشام للإعلام ومجموعة عشاق سورية ممثلة بمشرفها العام لوءي زهر الدين ومجموعة كلمات ممثلة بمديرها العام الدكتور علي السمان شهادات تكريمية للشاعر الخضر.