« ثلاثاء شعر» يضيء شمعته الثالثة قطريب: نبشّر بنص الأسئلة الكبرى التي تولدت بفعل الحرب

« ثلاثاء شعر» يضيء شمعته الثالثة قطريب: نبشّر بنص الأسئلة الكبرى التي تولدت بفعل الحرب

شاعرات وشعراء

الجمعة، ٦ مايو ٢٠١٦

في نفس المكان البسيط والمتواضع الذي انطلق منه مشروعهم، وبين تلك الجدران التي تنبض بالحميمية والألفة والإيمان بهدف مشترك، اجتمعوا ليحتفلوا بالذكرى الثالثة لانطلاقتهم بالكثير من الأمل والمزيد من المسؤوليات، وربما الصعوبات بإصرار على المضي قدماً، هم شعراء من كافة تلاوين المجتمع السوري يحملون هماً واحداً يكبر مع كل يوم، وتزداد معه الأعباء الملقاة على عاتق المثقف في زمن الحرب، هم شعراء ملتقى “ثلاثاء شعر” الذين يصرون على خصوصية وتميز تجربتهم والذين كانت لنا فرصة مشاركتهم احتفاليتهم.
وفي لقائنا مع الشاعر زيد قطريب صاحب فكرة الملتقى ومديره تحدث عنه  كأسرة ثقافية، تحمل هم الشعر وهم المثقف ودوره في الحرب، وعن المشروع قال: ثلاثاء شعر هو أول لقاء ثقافي أهلي يختص بالشعر يقام في دمشق، وعندما فكرنا بتأسيسه كانت الحرب مستعرة حينها ولم يكن أحد يفكر بالخروج إلى الشارع بعد الساعة الثامنة، لكننا راهنا على دور الثقافة والشعر.
وعن تطور المشروع وما تحقق على أرض الواقع يتابع قطريب: تمكنا من إصدار كتابين شعريين، قدمنا من خلالهما أسماء جديدة على المشهد الشعري، وأصبحنا نبشر بنص جديد من إرهاصات الحرب مختلف عن السائد، هو ليس نص الحرب بل نص الأسئلة الكبرى التي بدأت تستيقظ بسبب الحرب حول العلاقة مع الدين ودور الثقافة وعلاقتها بالسياسة.
وعن خصوصية ملتقاهم أضاف: “ثلاثاء شعر” يضم الشعراء فقط، نقرأ ما ننتج ونناقشه بحضور بعض الأصدقاء المهتمين بالشعر، ويقرؤها الجمهور بعد أن تنتهي، لكننا لسنا منعزلين، بل نستضيف شعراء ونقاد ونستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز تواصلنا مع الآخرين.
وفي هذه المناسبة –احتفالنا بانطلاقتنا الثالثة- سنقرأ الشعر وسأطلق ما يشبه البيان الشعري يشرح ويقدم وجهة نظر حول ماهية النص الشعري وأين يجب أن يسير لأن هدفنا الوصول بالنص الشعري إلى حالة مغايرة لما هو سائد حالياً، عبر إنتاج  نص جديد بسمات لغوية مختلفة أيضاً. مؤكداً قطريب أن خرقاً كبيراً لابد أن يحدث في اللغة العربية بحيث تنقلب جذرياً في المفردات والأساليب واعتماد معجم لغوي جديد. ويرى قطريب أن ذلك يجب أن يتم  ليس عبر التغريب واستيراد الألفاظ الانكليزية أو الفرنسية، أو حتى استخدام الكلمات العامية ومزجها بالفصحى بشكل سماه البعض باللغة الثالثة، بل العودة إلى اللحظة التي سبقت ولادة اللغة الخطابية، غير القادرة على التطور لفتح الخيارات أمامها من أجل متابعة التطور، فهو مشروع كبير يحتاج لزمن طويل وجهود كبيرة، ونحن في عملنا نؤسس لمشروع كبير سيأتي بعدنا من يكمله ومهمتنا كمبدعين تطوير اللغة، ويساعدنا في ذلك النحويون وعلماء اللغة.

المشروع ظلم إعلامياً
وعن ظروف اللقاء الذي جمعه ببقية الشعراء يقول الشاعر أمير عدنان مصطفى: بذور اللقاء كانت في صحيفة تشرين عبر صفحة “أدب الشباب”  التي ألغيت وبعد أن ضاق الأفق هناك، قررنا اللقاء إلى أن تولدت فكرة المشروع وهو الآن يشبه ورشة العمل، ومن نتائجه  تطور النص الشعري، وأعتقد أن “ثلاثاء شعر”  ظلم إعلامياً ربما لأنه بعيد عن الجماهير.

الصدق هويتنا
بدوره تحدث  الشاعر أحمد سبيناتي عن مشاركته في الديوان الأول مع أربعة أسماء أخرى فقال: هي تجربة مهمة بالنسبة لنا، كرسناها بحيث أننا لم نضع أو نتجه اتجاهات خاطئة، بل كانت الهوية واضحة المعالم، وعملنا في إطارها ولو لم نكن صادقين في عملنا لما استمر مشروعنا إلى اليوم.
وفي فقرة “نص الأسبوع”  قرأ الشاعر أمير مصطفى نصوصاً شعرية، وأعقب القراءة حوارات حول الأسلوب الذي اتبعه الشاعر في اللغة والصور الشعرية، كما قرأ مصطفى أيضاً قصائد من ديوان الشاعر صهيب عنجريني “ليس عليك معانقة العشب” الصادر حديثاً عن دار الحوار، وقرأ عدد من الشعراء المشاركين في الملتقى نصوصاً من أشعارهم، أعقبها نقاش حولها، كما قرأ الشاعر زيد قطريب مقالاً نقدياً حول النص الشعري الجديد واحتمالاته، والرؤى النقدية التي يمكن أن تضيء تفاصيله المستقبلية، أعقب ذلك نقاش تناول علاقة اللغة بالإبداع وضرورات التمرد على المعجم الذي تكوّن خلال تاريخ طويل من الاستكانة إلى المعاني والأفكار.