شكل شعري جديد وحداثة منهجية في مجموعة “ورميت نرجسة عليك” لثائر زين الدين

شكل شعري جديد وحداثة منهجية في مجموعة “ورميت نرجسة عليك” لثائر زين الدين

شاعرات وشعراء

الأحد، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٦

“ورميت نرجسة عليك” مجموعة شعرية للشاعر الدكتور ثائر زين الدين يذهب عنوانها إلى معنى في العشق والحب لكنه يحمل في نصوصه مدلولات كثيرة على مشاعر كبيرة متسربة بأكثر من معنى في كل نصوص المجموعة.

اعتمد الشاعر زين الدين على الاستعارات المكنية ليكون تشكيله الفني وليصل إلى معنى يفجر عواطفه ويرسلها مع حركة الحدث المؤدية في النتيجة إلى كامل بناء النص يقول في قصيدة “عيد الحب”.. “ما الذي تعنيه يا عيد .. وأيامي من قبل ومن بعد .. غرام وصبابة ما الذي تعنيه يا عيد .. وقلب الشاعر العاشق .. قد شرع للمرأة والأحزان بابه”.

ثمة إشارات فنية إلى ما يعانيه مجتمعنا وإنساننا ويربط عبرها الشاعر زين الدين بين الأصالة والمعاصرة ليعبر عن حاضر مؤلم فيقول في قصيدته في “طريق المتنبي إلى كافور” .. “من طنجة نحو نجد .. سوى والغ بدموع ودم .. لن تشاهد إلا الحرائق .. إلا الدمار العميم .. دمى تتناسل فوق عروش .. صغير يسلم أرواحنا لصغير .. يعيش أبو المسك جيلا فجيلا .. ويذوي على حزنه فاتك”.

وفي تكوين فلسفي يتناول الشاعر قضية نفسية إنسانية عن وجود الإنسان وعلاقاته الأسرية بشكل بنيوي مكون من حب وترابط ثم تظهر أنغام موسيقية داخلية تساهم في التعامل الجميل بين الأب والابن والجد في رصد شعري كقوله في قصيدة “صغيران” .. “ذات يوم وكنت المعلق بين حبال الهواء وكفي أبي قلت .. إني أريد القمر أهدني يا أبي قمرا .. صاح بي والدي ضاحكا .. أهدني أنت قبل السعادة .. قهقه جدي في الركن .. يا ربي أي الصغيرين أجدر بالشفقة”.

كما يعبر زين الدين في نصه “مصباح بيكاسو” عن فداحة ما يدور في عصرنا الراهن بإيحاءات استطاعت أن تصل بالفكرة إلى مبتغاها دون أن تؤثر على المستوى الفني الرفيع في تحولات النص ودون أن تذهب به إلى الضبابية برغم حضور الحداثة الشعرية في مفاصل القصيدة قاطبة.

وتبدو الإنسانية بعلاقاتها الصحيحة عند الشاعر زين الدين وهو يرصد ما يدور بين القلوب ليصل إلى رفض الكره وتعميم الحب في قصيدة حرص الشاعر على تماسكها الموضوعي وتوازنها المعنوي كقوله في قصيدة “وشفيت منك” .. “وشفيت منك .. شفيت من هذا الدهاء الحلو .. من هذا الرحيق المر .. من حسن التماثيل البديعة .. من جمال الثلج .. من حلم كبيت العنكبوت .. سوف أعبر من جفونك .. مثل ما تنساب رؤيا ضوأت عينيك ذات عشية”.

المجموعة الشعرية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب والتي تقع في 175 صفحة من القطع المتوسط تحلت بشكل شعري جديد اعتمد الحداثة المنهجية التي ترتبط بالموهبة وترتكز على الإيحاء والدلالة ثم تصل إلى مبتغاها الفني والمعنوي.