حفل تأبيني للشاعر سليمان العيسى في الذكرى الثانية لرحيله

حفل تأبيني للشاعر سليمان العيسى في الذكرى الثانية لرحيله

شاعرات وشعراء

الأحد، ٩ أغسطس ٢٠١٥

أقام المنتدى الثقافي العراقي ظهر اليوم حفلا تأبينيا للشاعر الكبير سليمان العيسى بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لرحيله أكد المشاركون فيه أن الشاعر كان قامة ثقافية شامخة حيث كتب للإنسانية والوطنية والأطفال.

وقالت الدكتورة ملكة أبيض في كلمتها “إنها الذكرى السنوية الثانية لرحيل الشاعر سليمان العيسى وهي كما كانت الذكرى الأولى وكما ستكون الذكرى العاشرة استعادة لذكريات متصلة اتصال الحياة نفسها فسليمان العيسى معنا في كفاحه ضد الواقع بكل مكوناته بدءا من التخلف والتمزق الداخليين ومرورا بالجشع والإجرام الخارجيين ووصولا إلى تمسكه بحلم بناء وطن مستقل ومتقدم.

وأضافت أبيض لقد أقبل الشباب بشغف كبير على أشعار سليمان العيسى فقد كانت تحمل لهم أفقا فكريا وفنيا غنيا وفعلا إنسانيا يتسم بالوحي والشفافية واللغة الجياشة بالأمل وكان الشاعر يحمل سحرا خاصا وقدرة كبيرة على التسلل إلى قلوب الشباب واكتساب حبهم وتقديرهم في آن معا صادقا مع نفسه مشيرة إلى أن العيسى كان مؤمنا برسالته القومية يحب الآخرين ويحترمهم كثير التواصل مع المبدعين الشباب يستمع إليهم ويعطيهم ملاحظاته شفويا أو كتابيا ولا يزال بعضهم يحتفظ بقصاصات إرسلها العيسى اليهم عقب استماعه أو قراءته لهم.

بدوره كتب معن العيسى قصيدة شعرية رثى فيها والده الراحل في الذكرى الثانية لرحيله وألقتها نيابة عنه الدكتورة ملكة أبيض حيث تقول إنها حمامة السلام التي تحبها وتحبك.. سنتان مرتا.. وهي تهيم في فضاءات السواد ومتاهات الحيرة صادفت الكثيرين ممن يحبونك ويحفظون إشعارك.. وسألها عدد كبير عنك.. هم مثلها ..لا يفهمون ولا يصدقون.. ما تراه أعينهم ..وما يحصل حولهم .. يحاولون الربط بين كلماتك وأبياتك وأحلامك التي تربوا عليها وبين ما تحمله لهم قذائف الحقد وانفجارات البغض والكراهية.

بدورها قالت الإعلامية إلهام سلطان في مداخلة لها بعنوان “نبض الوطن” إن الراحل الشاعر سليمان العيسى وهب حياته منذ طفولته لحلم عربي وكان يشعر أنه من دون هوية عربية لا شيء لأنها حقيقته وجوهر حياته وكان يحلم حتى اخر لحظات حياته بأن يعود ويتنفس هواء قريته النعيرية ويجلس هناك عند ضفاف نهر العاصي في تلك البساتين الخضراء الرائعة وكان يشعر دائما أنه ابن حضارة عربية عمرها أكثر من عشرة آلاف عام.

وأضافت سلطان كتب لدمشق التي عشقها حتى آخر لحظات حياته ولأطفالها ولكل الوطن العربي وكتب للجنوب الذي أذهل العالم بصموده فهو شاعر الإنسانية و خالد في قلوبنا وعقولنا ودفاتر اطفالنا وكان لديه إيمان كبير بأن سورية ستنتصر.

بدوره أشار الدكتور نزار بني المرجة إلى أهمية الشاعر كواحد من رواد الأدب والفكر العربي وتأثير أدبه وشخصيته في استنهاض الحالة العروبية في لوائنا السليب من جديد ولاسيما في هذه الفترة التي تتعرض له سورية من عدوان كبير وواسع إضافة إلى ذكريات الراحل العيسى في قريته النعيرية ومدى التجاوب الشعبي الكبير لأشعاره وقصائده مبينا أنه كتب أول ديوان من شعره في القرية تحدث فيه عن هموم الفلاحين وبؤسهم.

أما الباحث غسان كلاس فرأى أنه مهما قمنا بفعاليات أدبية وثقافية فهو قليل مقارنة بالعطاء العظيم الذي قدمه الشاعر الراحل على مدى تسعة عقود من الزمن استطاع أن يغني من خلالها ليس الساحة السورية فقط وإنما الساحة العربية وليس في مجال الشعر فقط وإنما في مجال التربية والتأليف والنثر الجميل الذي كان يجري عبر يراعه ومن خلال روحه الجميلة.

وأوضح أن سليمان العيسى هو شاعر العروبة والقومية والوطنية وشاعر الأطفال بامتياز وكل هذه المعطيات كانت تخرج من خلال نفس صادقة ومنطلقة نحو المجد والعنوان والعلا إضافة إلى تميز شعره بالصدق الحقيقي.

في حين أوضح الباحث محمد مروان مراد أن الشاعر سليمان العيسى لم يرحل وهو ما زال حيا في قلوبنا وضمائرنا وذاكرتنا وكتبنا مستشهدا بنص له بعنوان “حمامة على نافذتي” يتحدث من خلاله عن كل آلام وأوجاع الأمة وكأنما هي اختصار لمشاعره ولأعماله الأدبية سواء النثرية أو الشعرية أوالمسرحية أو للأطفال.

يذكر أن الشاعر سليمان العيسى من مواليد قرية النعيرية بأنطاكية في لواء اسكندرون عام 1921 وافته المنية بدمشق عن عمر 92 عاماً في 9 آب 2013 وكان من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في سورية وعضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق.. كرمه السيد الرئيس بشار الأسد بمنحه وسام الاستحقاق السوري الممتاز عام 2005.

له العشرات من المؤلفات الشعرية للكبار والصغار منها أراجيح تغني للأطفال “ديوان الأطفال” الأعمال الشعرية من أربعة أجزاء ومسرحيات شعرية منها ميسون وقصائد أخرى والمستقبل وغيرها من الأعمال الشعرية والمسرحيات منها “رمال عطشى وأمواج بلا شاطئ ورسائل مؤرقة” والشاعر الراحل كان يحسن الفرنسية والإنكليزية إلى جانب لغته العربية .

شذى حمود