الثعالب والصقور

الثعالب والصقور

شاعرات وشعراء

الأحد، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٥

شعر: محمد خالد الخضر
سقطت على تاريخنا تتكـــــــــــسر
  آمال أجدادي فكيف أعــــــبر؟!
ضدَّان، يأكلني الجديد، وأرتمــــي
  بين المآسي تائهاً أتذكــــــــــــر
سقطت ضياء الشمس حول جراحنا
  فلأي مجد في الضَّياع تنـــــــــور
لم يبق عندي غير لغز واحــــــــــــد
  من ذا يفك رموزه ويفــــــسر ؟!
ضاقت بأحلامي القصائد والرؤى
  وأنا بأسباب الضياع أفكـــــــــــر
دخلت ثعالب قينقاع حدائقـــــــــــي
  تمضي كما شاء الهوى وتسمسر
وكأنني مستوعب مــــــــــــتورط
  بالصمت يأكلني وجرحي يقطـــــر
ولكل صمت يستبيح رجولـــــــتي
  ينساب عاراً في دمي ويــــــــؤثر
لم يبق شيء للقضية والمــــــنى
  أسرت مواقفنا وضاع المـــــــــــنبر
حتى المنابر قد تبقت بينــــــــــــنا
  فقدت محاسنها وراحت تصـــــــغر
سحبت حبائل صوتنا من جذرها
  وبكف أمريكا تضوع وتزهـــــــــر
وأثور يمسكني الصديق مــهدئاً
  ودمي له بعد المواقف يؤســــــــــــر
وأذوب مخجولاً أمام عروبتـي
  متوجعاً من جرحها أتكـــــــــــــــسر
وأقول: يا أماه عندي غصـــــة
  وهنا فضائله تعيش وتكـــــــــــــــبر
هي لقمة العيش اللعينة أجـــبرت
  شرفي على صمت فكيف أصبــر؟!
وأرى صديقي خائفاً أن أنتهـي
  في طعنة الغدار وهو يدبــــــــــــــــر
وأرى خلايا العمر تأكل بعضـــها
  وعلى ضفاف إبائها تتذمــــــــــــــر
وإذا أتى صبح أجدد لهفـــــــــــتي
  فمن الذي بعد الهزيمة يــــــــــــثأر؟!
الليل أصبح للمدينة حارســــــــــاً
  وجرائدي للمارقين تزمــــــــــــــــر
نبكي إذا مات العميل ونرتـــجي
  لجنابه حور الجنان فيشــــــــــــعر
ونقول: يا رباه هبه غرفـــــــــة
  يبني عليها عهره ويعمـــــــــــر
 
ونرى لـ "ريتا" كل ورد طيب
  وله النخيل وللحبيبة كوثــــــــــــــــر
كرمه عنا نحن بعض ذنوبــــــه
  نبكي إذا مات الجميل القيصـــــــــــر
ونسدد الدين الذي شرعت بــــه
  حرب الهزيمة والغريزة تجـــــــــبر
ونكرم الآتين عن أوجاعنــــــــا
  وننام فوق جراحــــــــــــــنا ونزوِّرُ
وتعود مطرقة الغريب فأنتــهي
  وأنا بصمتي موجعــــــــاً أتذمّــــــــر
قربت سويعات التمرد، أنــــــــه
  شعري بأسباب السياسة يكفــــــــــر
ما كنت أصمت قبل هذا عندمـــا
  تبكي بلادي أو تداهم صرصــــــــــــر
كان الدعاة إذا رأوني قادمـــــــــاً
  "يتكورون" على النساء فـــــــــــأزأر
والعين مني مارأت مسترجـــــلاً
  منهم وأقسم ما رماني آخــــــــــــــــر
كم جاملوني عندما حاورتـــــــــهم
  ومضى يجر ذيوله المتكـــــــــــــــــبر
ويخاف مسؤول ويخفي وجـــهه
  كي لا أراه مع العميل يحضــــــــــــــــر
كانت تصاريح العزيز رخيصـــة
  تحت الحذاء تشمه وتثــــــــــــــــــــرثر
صارت لها أسس تحارب بيننــــا
  وتدير أحلام البلاد وتأمــــــــــــــــــــر
طارت خفافيش الأجانب في الربا
  والصقر في آلامه يتحــــــــــــــــــــــــسر
هي هكذا ترضى السياسة أن ترى
  فرسانها مهزومة تتعثــــــــــــــــــــــــــــر
لم يبق للأحرار بضع أماكـــــــــن
  وطغى الثعالب حولنا فتصــــــــــــــوروا