الوطن والحب الحاضر الأكبر في أمسية شعرية بثقافي أبو رمانة

الوطن والحب الحاضر الأكبر في أمسية شعرية بثقافي أبو رمانة

شاعرات وشعراء

الثلاثاء، ١٧ نوفمبر ٢٠١٥

بقصائد تحدثت عن ثنائية الوطن والحب أحيا الشاعران عدنة خير بك ومحمد خالد الخضر أمسية شعرية في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة وسط حضور لمثقفين وفعاليات أهلية.

وقدمت الشاعرة خير بك عدة قصائد قدمت فيها صورة المرأة السورية المعطاءة المدافعة عن وطنها وكرامتها وأنوثتها إضافة لأشجان حملتها حب الوطن بأسلوب نثري حديث تخللته عاطفة المرأة فقالت في نص لها بعنوان “في الحرب”..”في الحرب يسكن الرعب فينا .. دمى عن دم يصيرنا .. موسيقانا >>أزيز القتل .. في الحرب .. تتيبس الشفاه والأجساد .. حتى القمر يصبح مخيفا .. ممتلئا بغيلان عطشى للدم .. سيف الأخ ينغرس حقده في أحشاء أخيه”.

وفي نص آخر كانت الشام أجمل ما يسكن الشاعرة فبثت حبها لدمشق في نص حمل عنوان “قال لها” بأسلوب مليء بالعاطفة يرفل بالصور
فقالت..”يا شام أنت في زمن الردى .. قطر ندى .. وعناقيد عطر وشذا .. أنت يا شام أغنيتي .. وأنت رجع الصدى .. يا شام حنيني إليك
عبادة .. وأنت يا وطني الهدى”.

وعبر تفعيلات البحر الكامل أبحر الخضر بقصيدته التي جاءت بعنوان غزل الصقور مقدما قصة شعرية بأسلوب مبتكر عن صقر سوري
أراد أعداء الوطن القضاء عليه لأنه كشف تخاذلهم ولكن هذا الصقر قرر الصمود حتى النهاية كرمى لعين كل من أحبه لأنه يقاوم الموت ويرفض الذل فقال في القصيدة.. “صقر إذا جاب السماء تخافه.. ووراءه تمضي النجوم ذيولا ويغار منه الخاسئون فقرروا.. أن يجعلوه على الذرا مقتولا وأحب هذا الصقر سيدة النهى.. وأعد لليوم الجميع خيولا قالت هذا أنا لا تنثني.. قاوم لأجلي مارقا ودخيلا دعني أنا والشام حرمة ماجد.. يأبى الردى كي لا يعيش ذليلا”.

وعاد الشاعر الخضر ليبحر على تفعيلات الكامل بقصيدته التي حملت عنوان من ذكريات الشام ليروي فيها ذكرياته عن زياراته أيام الصبا لدمشق وانبهاره بحسنها وأن هذه الذكريات يتردد صداها في داخله وهو يرى بأم عينه حجم الإرهاب الذي يحاول النيل من هذا المدينة الوادعة الجميلة فقال.. “قلبي على باب الشآم تصابى..وتذكر الأحباب والأصحابا ..أغرت دمي شام الهوى في عشقها..فبنيت أحلاما لها ورغابا الآن والآلام تعصف في دمي..وترد عن حلم الشفيف جوابا هذا الردى ما كان قبل فتوتي..وكبرت والبلوى تهد شبابا”.

وقال الناقد أحمد هلال الذي أدار الأمسية “قصائد الشعراء بمثابة خط دفاع أمامي عن الوطن وهي طلقة الوعي في فضاء المقاومة وفي فضاء التأسيس للثقافة الأصيلة فجاءت قصائد محمد خالد الخضر متماسكة في لحظة الاستشراف والتنوير حيث ذهب الشاعر إلى لغة مختلفة في ايقاعها وحركتها وصورها ليشي بأن زمن الشعر هو زمن بطولة الوجدان الجمعي والموقف”.

وتابع الناقد هلال في معرض تقييمه لقصائد عدنة خير بيك فقال “أرخت الشاعرة في قصائدها لصيرورة الروح الشعري وخلاصة المكابدات الإنسانية ولعل الوطن الحاضر على امتداد شواغلها الشعرية الأصيلة ما يسم تلك القصائد في وجدها الصوفي الأصيل وخلاصة توقها إلى النصر في ضفاف قول شعري مفتوح باذخ الإحساس ورهيف الكلمة وجميل الصورة”.

وعن رأيه في الأمسية اعتبر الناقد عبد الله الشاهر أن القصائد الشعرية كانت عبارة عن موقف مقاوم يمتلك مقومات الشعر من صورة ودلالات وقدرة على التلاءم مع المتلقي إضافة إلى القدرة على الإقناع خلال الإلقاء والحضور المنبري.

وخلال الأمسية كرمت مجموعة عشاق سورية الوطنية ومديرة المركز الثقافي التشكيلية رباب أحمد المشاركين فيها مع تقديم شهادة شكر وتقدير للوكالة العربية السورية للأنباء سانا لما تقوم به من تغطية إعلامية للفعاليات الوطنية والثقافية والاجتماعية.

وبين لؤي زهر الدين المشرف على مجموعة عشاق سورية حملة سورية لنا أن تكريم المشاركين والإعلاميين ولا سيما وكالة سانا نتيجة إيمان المجموعة بالدور المهم للإعلام الوطني المقاوم في ظل ما تتعرض له سورية من حرب إرهابية فضلا عن دورها في مواكبة النشاطات والفعاليات التي تنفذها المؤسسات والجهات الأهلية التي ظهر دورها خلال هذه المرحلة.

وبدورها بينت رئيسة مجلس إدارة المجموعة مي شهابي أن ظاهرة التكريم تأتي في سياق تشجيع الأدب المقاوم الذي نحتاجه دائما لدوره الضروري ثقافيا ومعنويا ولا سيما في هذه الظروف التي تمر بها سورية نتيجة الحرب عليها.

ورأت فيروز ذياب الناشطة الثقافية في المجموعة أن الأمسية تجلى فيها المستوى الفني والابداعي والصوت الرافض لكل أشكال التآمر والعمل على زرع الحماس في نفوس أبناء شعبنا المقاوم .

أما وليد السيد مسؤول العلاقات في المجموعة فأعرب عن إعجابه بالمستوى الأدبي والوطني الذي حفلت به الأمسية والذي يؤكد أن الشعراء في طليعة المدافعين عن الأوطان.