أمسية شعرية .. على طريق الإبداع.. المواهـب الشـابة من يدعمها ويرتقي بإبداعها

أمسية شعرية .. على طريق الإبداع.. المواهـب الشـابة من يدعمها ويرتقي بإبداعها

شاعرات وشعراء

الأربعاء، ٦ يناير ٢٠١٦

فاتن دعبول
في سعيهم الحثيث نحو التميز والابداع نجد الكثير من الشباب والشابات ممن امتلكوا موهبة الكتابة يحاولون ان يقدموا تجاربهم في مجالات الادب كافة ان كان على صعيد الشعر او القصة او الرواية ويجدون في منابر المراكز الثقافية ضالتهم،
وجمهورهم في الغالب يكون من المقربين والاصدقاء وبعض جمهور المركز،وتلمع الكثير من هذه التجارب وتلقى التشجيع والاستحسان من المتلقي ولكن ترى هل يعني ذلك نضوج التجربة الادبية ام انها تجربة تحتاج لرعاية من يد خبيرة ترقى بها وتنقلها الى الطريق الصحيح؟‏
في امسية اقيمت في المركز الثقافي «كفرسوسة» ضمت ثلاث مواهب شابة هم علي سكاف، علي البيش، رنا علي، قد كل منهم بعض نتاجه ونقرأ للشاعر علي سكاف:‏

حدثتني في الثواني الباقية..‏

حيث قالت لاتصلني ان امي اتية‏

قلت اهلا ام قلبي ام روحي الثانية‏

مرت اللحظات عجبا مسرعات قاسية‏

ثم قالت هب لجفني الكرى.. قلت طوعا‏

فامنحيني قبل ان ارتد عنك ثانية..‏

انت عيني انت عمري انت روحي الغالية‏

انني في حبك مازلت ذاك العاشق المتفاني‏

وعن رعاية المواهب يقول من الاهمية بمكان اهتمام المدرسين في المراحل الدراسية كافة بالمواهب ودعمها وتوجيهها في الطريق الصحيح،اضافة الى اقامة فعاليات ثقافية دورية في الجامعات والمعاهد وتقديم النقد الموضوعي الذي يظهر السلبيات والايجابيات دون تحبيط اوتنميق لتنمو التجربة بشكل افضل ونتمنى من الاقلام الكبيرة ان تقف الى جانب هذه المواهب بالنصح دون الانتقاص من شأن اي تجربة ولابأس ان يقام مركز لهذا الامر.‏

ومن قراءات الاديبة الشابة رنا عبد الكريم علي نقرأ:‏

تنازعني شوقي ورغبت لقياه..‏

أألقاه ليلا ام في وضح النهار‏

ام ارتدي احمر الشفاه علنا..‏

على محيا الحسن ليبين اسمراري‏

دخلت كهف اثوابي عساه..‏

يروي نيران وجه..سرى بافكاري‏

فتساءلت ألواني: ايها المحظوظ عندي..‏

ومن يفوز حرا بهجر اسواري‏

واخدود خصري تلوى لهفة..‏

باي ثوب ساسكبه‏

للاديبة مجموعة قصصية بعنوان الرجل الذي اضاع رجولته ومجموعتين نثريتين بعنوان «ورود الاثنين، مرمي على الرصيف» تقول:‏

كان للمنظمات الشعبية من طلائع وشبيبة والاتحاد الوطني دور كبير في دعم المواهب الشابة، ولكن اليوم لاتوجد جهات محددة تتبنى وترعى هذه المواهب مايجعل ذاك القلق الداخلي ينمو في داخلنا وهذا يدفع بنا الى الوراء بدل التقدم خطوات الى الامام وخصوصا ان الكثير من الاقلام الكبيرة تستنكر اعمالنا وتنسى انها كانت ذات يوم اقلام شابة وتتمنى ان تلقى الدعم والتوجيه.‏

نحن لاننافس احدا والساحة الادبية تتسع للجميع وكل مانطلبه هو دعمهم لنا بالتوجيه والنصح والنقد البناء دون التقليل من شأن التجارب الشابة.‏

أما الفارس الثالث في هذه الامسية فهو علي البيش ونقرأ له:‏

ينام الليل فينا والسكون..‏

ووجه الوقت ممتعض حزين‏

لنا امل كطيب الزهر طفل..‏

يعرقل خطوه خوف سحب‏

نعلمه البكاء ونستكين‏

ونطعمه كفاف العيش فقرا..‏

لينجو حين لاتنجو السنين‏

عرفنا الحرب حتى علمتنا..‏

عبور الدهر والمنفى قرين‏

يعيد الفضل في تفوقه الشعري الى مدرس اللغة العربية الذي كان يشجعه ويمكنه من اللغة ومن البحور الشعرية واطلعه على نتاج الشعراء الكبار وبرايه ان الشاعر يجب ان يمتلك مقومات ثلاث، الاحساس بالتفاصيل والقدرة على جمع هذه التفاصيل وصوغها في قصيدة اضافة الى ايصالها برهافة الحس.‏

ويتمنى ان تدعم وزارة الثقافة هذه المواهب الشابة والتأكيد على المدرسين اكتشاف هذه المواهب عند الطلاب ورعايتها لترفد الساحة الادبية بدماء شابة ومن الاهمية بمكان اقامة الملتقيات التي تجمع بين الشباب والادباء المخضرمين لاكسابهم الخبرة عبر التواصل المباشر.‏

استطاعت بعض الملتقيات ان تتيح فرصة الظهور للعديد من الابداعات الشابة وايضا استطاع العديد منهم اعتلاء المنابر الثقافية ولكن تبقى التجربة منقوصة مالم نتعهدها بالرعاية والاهتمام لتنمو في تربة صالحة وتثري الساحة الادبية وخصوصا ان هذه الشريحة واسعة في مجتمعنا واهتمامنا بها واجب وطني فهم امل الامةالواعد ويحملون في اعماقهم نبض الشارع، همومه واحلامه وتطلعاته ولاضير ان نقف الى جانبهم بالدعم والنصح والتوجيه فمن ابداعهم يشع نور المستقبل وبسواعدهم تبنى البلاد وتزهو وبهم نفاخرولاتزال سورية كما تصنع النصر بجنودها البواسل تصنع المبدعين والابداع لها عنوان.‏