مسابقة أجمل قصيدة بالتعاون بين وكالة سانا للأنباء ودار شرق تنهي فصولها وتوزع الجوائز على الفائزين

مسابقة أجمل قصيدة بالتعاون بين وكالة سانا للأنباء ودار شرق تنهي فصولها وتوزع الجوائز على الفائزين

شاعرات وشعراء

الخميس، ٢٥ فبراير ٢٠١٦

محمد خالد الخضر وسامر الشغري
الشعراء الذين فازت قصائدهم بمسابقة أجمل قصيدة وطنية كتبت خلال الحرب الإرهابية على سورية كانوا على موعد الثلاثاء الماضي مع تكريمهم ضمن حفل أقيم بالمركز الثقافي العربي في أبورمانة في اختتام لمراحل المسابقة التي نظمتها وكالة سانا للأنباء بالتعاون مع دار شرق للطباعة والنشر والتوزيع.
ووفق نتائج لجنة التحكيم جاءت في المركز الأول قصيدة الأعلون للشاعر فايد عبدالجواد ابراهيم وحلت ثانيا قصيدة حق التراب على التراب للشاعر أحمد ابراهيم صالح بينما جاءت في المركز الثالث قصيدة دمشق يا قامة الريح للشاعر فراس فرزت القطان.
وخلال كلمة ألقاها في الاحتفال قال معن حيدر معاون وزير الإعلام “إن إقامة هذه الفعالية في خضم الحرب الارهابية التي تشن على بلدنا تؤكد الحس الوطني العالي الذي يمتاز به شعراؤنا ومؤسساتنا الإعلامية وتشكل دعما لجيشنا وقواتنا المسلحة التي تخوض أشرس المعارك ضد الإرهاب دفاعا عن الإنسانية والحضارة”.
بدوره قال مدير عام وكالة سانا أحمد ضوا في كلمته إن “الهدف من المسابقة تسليط الضوء على شعرائنا الذين ألفوا قصائد تتغنى بحب الوطن وتمجد نضال الجيش العربي السوري وتضحياته بمواجهة الحرب الإرهابية ضد سورية”.
واستعرض ضوا المراحل التي قطعتها المسابقة منذ الإعلان عنها في الثالث من تشرين الثاني الماضي وقبول القصائد المشاركة من داخل وخارج سورية وتكليف لجنة تحكيم مؤلفة من الشاعر والناقد الدكتور عبدالله الشاهر والناقدة الدكتورة ميادة اسبر والشاعر بديع صقور والتي قامت بتقييم المشاركات حسب بنود محددة منوها بالتعاون القائم بين الوكالة ودار شرق كشريك في الفعالية.
بعد ذلك قدم كل من معاون وزير الإعلام ومدير سانا ومن لجنة التحكيم الدكتور الشاهر والشاعر صقور الجوائز وشهادات التقدير للشعراء الفائزين الذين ألقوا مقاطع من قصائدهم التي تمحورت حول الشهداء وسموهم والتضحية في سبيل الوطن والتغني بحضارته وجماله والتنديد بأعداء سورية ومؤامراتهم وخياناتهم للوطن والعروبة.
وفي الأبيات التي ألقاها الشاعر ابراهيم من قصيدته الأعلون عبر فيها عن تمسك ابناء سورية بالشهداء الذين باتوا كغيث السماء يتحدون الأعراب الذين تآمروا على قلب العروبة وأكد فيها أن الشام ستبقى منهلا ومنارة لكل من يختار طريق الهداية فقال..
“يا كل آلاء الشهادة أمطري.. في قلب شعب يعشق الأمطارا
لأقول للأعراب قلبي نابض.. ولسان حالي ينطق الأحجارا
والشام أم منازلي ومناهلي.. والشام إيلافي هدى ويسارا”.
بدوره قرأ صالح أبياتا من قصيدة حق التراب على التراب التي مجد فيها الشهيد الذي بات تراب قبره مقدسا تربطه بأرضه أقوى الروابط وبات مزارا ومحجا لكل أبناء الوطن فقال..
“قدس ترابا دم الأبرار يسقيه.. هذا التراب جليل في معانيه
بين الشهيد وبين الأرض رابطة.. يذود عنها ويعطيها فتعطيه
إذا مررت بقبر ذاك ساكنه.. انزل عليه وقبل كل ما فيه”.
وفي قصيدته “دمشق يا قامة الريح” التي ألقى منها أبياتا عبر الشاعر القطان عن محبته للفيحاء التي صاحبت الدهر حتى هرم وظلت هي شابة ترفل بالصبا والجمال وبقيت صابرة على الغدر والخيانة فقال..
دمشق يا أم دهر شاب من زمن.. وشعرك الأسود الشلال لم يشب
تكللين فتيل الود وادعة.. وترفلين شهاب البأس والغضب
باركت صبرك في أرقى صبابته.. وأرهف الخلق من لم يشك أو يهب.
إلى ذلك قدم المشرف العام على حملة “عشاق سورية” لؤي زهر الدين ورئيسة مجلس إدارتها مي شهابي شهادات التقدير لوزير الإعلام تسلمها بالنيابة عنه معن حيدر ولمدير عام سانا للجهود التي يبذلها الإعلام الوطني في الدفاع عن سورية وكشف حقيقة الإرهاب الذي تتعرض له ومواجهة حملات التضليل والخداع التي تمارسها وسائل إعلامية تعمل في خانة المؤامرة على سورية.
 
وقال الفائز بالجائزة الأولى الشاعر ابراهيم “هذه الجائزة وسام شرف على صدري وخاصة انها للقصيدة الوطنية فجاء النص الذي شاركت به بعنوان الأعلون حول الشهداء الذين كتبوا سطورها بدمائهم قبل أن يخطها قلمي” معربا عن آمله أن تصل قصيدته وقصائد المشاركين إلى رجال الجيش العربي السوري وارواح الشهداء الذين يستمد منهم الشعراء طاقاتهم ويرفعون رؤوسهم بهم لأن مستقبل الوطن منوط بهم.
وأوضح الحاصل على الجائزة الثانية الشاعر صالح أن قصيدته “حق التراب على التراب” تحمل معاني مادية وروحية من ذاته مقدما فوزه بالجائزة إلى روح اخيه الذي استشهد وهو يدافع عن حياض الوطن.
أما الفائز بالجائزة الثالثة الشاعر القطان فقال “هذه الجائزة تعني لي الكثير لأني حصلت عليها في وطني بالرغم من تكريمي مرات عديدة عربيا كما أن قصيدتي الفائزة “دمشق يا قامة الريح” كتبتها بوحي من صمود بلدي بوجه الأعداء”.
وأشار عضو لجنة تحكيم المسابقة الشاعر الدكتور الشاهر إلى أن كل ما قدم من قصائد للمسابقة كانت نصوصا جميلة لامست الحس الوطني العالي لشعراء تعاملوا مع الكلمة الجميلة النابضة وتؤكد وقوفهم إلى جانب جنودنا البواسل مبينا أن القواعد المحددة للمسابقة تقتضي وجود فائزين ثلاثة أوائل والتي حالت دون تكريم عدد أكبر من القصائد التي تستحق التقدير وتعبر عن موهبة أصيلة وعاطفة صادقة ومحبة للوطن.
أما الشاعر صقور عضو لجنة التحكيم فقال “السلام على سورية وعلى كل كلمة وقصيدة تحكي عن هذا الوطن الذي كان دائما صديقا للشمس والآن يتصدى للحرب الظالمة المفروضة عليه وفي نفس الوقت يكرم أبناءه المبدعين” موجها التحية لكل الشعراء الذين شاركوا في المسابقة وللوكالة العربية السورية للأنباء ودار شرق ولكل من يرعى الكلمة في سورية.
وقال لؤي زهر الدين المشرف العام على عشاق سورية إن تكريمنا لسانا يعود سببه لنشاطها الإعلامي بشكل والثقافي بشكل خاص وكونها تتابع كافة النشاطات التي تساهم في التصدي للحرب على سورية وإن دار الشرق لا تقل أهمية عن المؤسسات الرسمية بل كان دورها في مواكبة الثقافة الوطنية أكثر شمولية وتحديا من كثير من المؤسسات.
على حين أكدت رئيسة مجلس عشاق سورية مي الشهابي إن العمل الذي قامت به دار الشرق وسانا هو عمل ثقافي بنيوي يساهم في دعم الثقافة بشكل عام وإرساء جذور الانتماء الوطني في قلوب شبابنا لتتكون منظومة نضالية حقيقية من أجل مقاومة الظلم والاستغلال والاستعمار.
وختم مدير العلاقات الخارجية في دار الشرق للطباعة والشر والتوزيع أيمن ونوس إن تعاوننا الثقافي مع وكالة سانا يصب أولا وأخيرا في مصلحة الوطن ولا تزال دار الشرق تقف بجانب أي حركة إبداعية أو ثقافية فحواها وطني ومسارها وطني.
واعتبرت الشاعرة انتصار سليمان أن القصائد التي قدمت عبرت عن محبة هؤلاء الشعراء للوطن وانتمائهم اليه وهذا ليس غريبا على السوريين ولاسيما المثقفين منهم في كل العصور.
وقال الناقد أحمد نصار إن القصائد تعبر عن مكاشفات منسجمة مع الواقع والتصوير يشي بقدرة فائقة عند الشاعر على التقاط الحالة الوطنية المعبرة عن مكنونات مجتمع بكامله حيث جاءت جميعها منسجمة مع القوافي ومعبرة عن وجدان حي وعاطفة وطنية عالية.
ورأى سمير الخلف مدير ملتقى شذى الياسمين الشعري أن هذه المسابقة تقوم بدور مهم في تشجيع الكتاب والشعراء الوطنيين إلى الترشيح قصائدهم لترى النور وتعكس الحالات النفسية والاجتماعية والإنسانية التي تعيشها مجتمعاتنا خلال الحرب على سورية وإن كانت قد اختلفت المستويات فإن النصوص استوفت أغرض المسابقة وجاءت مطابقة للحالة الوطنية التي تلامس وجدان المتلقي السوري..
وأشار رئيس تحرير جريدة القرار الدكتور أحمد عبد الغني إلى ضرورة تكرار مثل هذه الحالات في اغلب المؤسسات الثقافية والإعلامية نظرا لأهمية الموضوع كونه يجسد ما يعيشه السوريون في وطنهم .
واعتبر عبد الغني أن الشعر يلعب دورا أساسيا في خوض المعارك الحاسمة ضد المؤامرات لأنه انعكاس للمجتمع وهو قادر أيضا على إلهاب المشاعر والنفوس مضيفا هذه الظاهرة التي نقوم بها في تكريم وكالة سانا ودار شرق بسبب المواقف الإعلامية الواضحة والنشاط الوطني الذي قام به الإعلام السوري ضد الإرهاب.
 وبينت الشاعرة عدنة خير بك أن النصوص الشعرية الفائزة امتزجت بعواطف ودموع السوريين وقدمت أغراضا شعرية متنوعة بين الشهيد وسورية والشام وجب الوطن إلى أن النتيجة تذهب خالصة لتعكس حب السوريين لوطنهم وقدرتهم على الصمود والنضال