“كلما كذب السراب” قصائد شعرية لحسن بعيتي تعتمد التخييل الحسي وتنحو للفلسفة

“كلما كذب السراب” قصائد شعرية لحسن بعيتي تعتمد التخييل الحسي وتنحو للفلسفة

شاعرات وشعراء

الاثنين، ٢٩ فبراير ٢٠١٦

تضم المجموعة الثانية للشاعر حسن بعيتي بعنوان كلما كذب السراب نصوصا شعرية جاءت عبر مفهوم التخييل الحسي الذي اعتمد على منطلقات فلسفية في وجدان الشاعر.

وتبتعد النصوص الشعرية عند بعيتي في تشكيلها الفني عن الانفعال وإن كانت العاطفة موجودة في معظم مكونات عباراتها لكنه يعتمد على ذاكرته الحافظة والمثقفة ليصنع وحدة عضوية بين النصوص استوحاها من موجودات الطبيعة والكون والحياة فقال في قصيدة “صدق خيالك”..

“في الصيف .. فجرا .. حين تعبر غيمة فوق الجبال .. وتمحي كالوهم أرشف قهوتي متنهدا وأغيب لا أحد سيشرب حصتي من ماء هذا الغيم .. حتى ولو ذهبت إلى أقاصي الريح”.

وأحيانا يتداخل التخييل الشعري مع الفلسفة في قصائد بعيتي فيأتي بصورة فنية لا تخالف المنطق وليكون التخييل عنده مرتبطا بالمحسوسات المجردة فقال في قصيدة لقاء..”لا تقلقي .. إني أحبك رغم كل تمزقي لا تقلقي .. فلسوف تخبرك القصائد .. عندما تتوسد الكلمات حزني في كتاب مغلق”.

والمادة الشعرية عند بعيتي لا تخرج عن الذاتية وهي مرتبطة بتحولات الوجود والنفس التي تختزن معلومات تساهم في تكوين القصيدة تحت أثر العاطفة والمدركات الحسية فقال في قصيدة تجل.. “شفت الروح خلعت الآن ظلي ..وقطفت الوحي عن نور التجلي باحثا ما زلت عن نار هدى..أصطليها مثلما عاهدت أهلي”.

هكذا يذهب بعيتي إلى حالة الحب وفق دلالات يستعيرها من العالم الخارجي ويرسمها قريبة من الواقع فتلامس المجرد المحسوس بغرض إيقاظ الحالة الشعورية كحالة حب جاءت بهدوء وصمت وحذر فقال في قصيدة النهر.. “كالوهم أجتاز الرؤى .. نهرا من الأطياف .. مجراه الخيال ..وضفتاه ما أرى من وجنتيك .. وما توارى كي يوءجج لهفتي تحت الخمار”.

وفي قصائد بعيتي وجود للنغم الموسيقي الذي يؤدي دورا في صنع الذاتية العاطفية المتوحدة مع تشكيلات القصيدة لكن الموسيقا في قصائده حذرة ولا تتعامل كثيرا مع الروي على أنه مكون مهم في منظومة النص الشعري فقال في قصيدة لوحة.. ” أو تذكرين ..أنا الذي علمت وجهك ..أن يضيء كلوحة في مرسمي..فسقيت لاهية غرورك في دمي..ورفضت أن تتعلمي”.

ونصوص المجموعة عند الشاعر بعيتي تتخطى دوائر التقليد الأسلوبي في كتابة القصيدة حتى ولو كان النص الشعري عنده بأسلوب الشطرين فهو يعتمد على خياله وعلى ما يأتي به من ألوان في محاولة لصنع مستقبل بعالم الشعر فقال في قصيدة “موال دمشقي”..”قد جئت تحملني إليك قصيدتي .. كالعطر جاءت تقله الإنسام وطريق شعر كان يفصل بيننا .. سرنا به وخيولنا الأقلام”.

يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب يقع في 120 صفحة من القطع المتوسط.

والشاعر حسن بعيتي من مواليد حمص 1974 حاز على عدد من الجوائز الأدبية في مجال الشعر منها جائزة عبد الباسط الصوفي عام 2006 وجائزة الجولان عامي 2006و2008 وجائزة الشارقة للإبداع العربي الدورة العاشرة المركز الثاني 2006 وعنها صدرت مجموعته الأولى
“قطرات كما حصل على لقب أمير الشعراء عام 2009 في المسابقة التي تنظمها أكاديمية الشعر بإمارة أبو ظبي.

محمد خالد الخضر