صرخة

محمد خالد الخضر
هل مثلما قالوا: (( رماك الدهر بين نيوبه مزقا ))
هدهد جراحك فالعذاب يزيدنا ألقا
نار الحمية فجرت أعصابنا
فتدافعت أصحابنا زمرا
وتحمسوا.. وتحمسوا
ورموا على أعدائنا حبقا
هم ينفثون سمومهم في حينا
ويرددون نشيدهم فوق الروابي الخضر
في عين البلاد ونحن نملأ جوهم عبقا
قل لي متى تأتي إلينا في الربيع الحلو؟
قل لي
نحن من عهد قديم ما حملنا راية
فالعشق أخرنا كثيراً
صار يزرع في أحداقنا شبقا.
الليل مجروح الجبين أعاد ذكراك القديمة
كي يراني عائداً من طعنتي
وغداة جئت
رأيت كل جهاتنا طرقا
ما أغلقوا الطرقا
أحلامنا مسبية
حتى جعلنا وجهها ورقا
هل مثلما قالوا : رماك الدهر بين نيوبه مزقا
وزمانك الميمون ولى عهده
والخيل نائمة على أعتابنا
وشبابنا ما أعلنوا السبقا
نفد الحليب من الصدور
فهدنا الجوع المنافق والردى
مستورد هذا الطعام
وطعمه عار
وفي أحشائنا ألقى الردى قلقا
أنبيك عن دار الفرزدق
ألغموها.. عبؤوها بالمخاوف
هكذا تقضي العمالة
أن نثور على الجدود
وأن نسير إلى الجنون
على الخنى نسقا
هل مثلما قالوا : رماك الدهر بين نيوبه مزقا
أنا لا أصدق
نحن شعب شامخ
من عزه انطلقا
من أرضه انطلقا
من صيحة تستيقظ الدنيا لدينا والندى
ويعود خالد
من وراء التل
خلفك يشعل الأفقا.