مجموعتان شعريتان لهناء العمر تعتمدان قصيدة النثر وتتجنبان المباشرة

مجموعتان شعريتان لهناء العمر تعتمدان قصيدة النثر وتتجنبان المباشرة

شاعرات وشعراء

الاثنين، ٩ مايو ٢٠١٦

مجموعتان شعريتان أصدرتهما الشاعرة هناء العمر دفعة واحدة تضمنتا شكلا شعريا قائما على النثر الشعري الذي يوغل في الحداثة والتجريب.

ففي كتابها الأول بعنوان “في سدرة الشوق” تسعى العمر الى تكثيف العبارة واستعارة الدلالات حتى تخرج من قوالب المباشرة إلى عالم التشكيل الفني معوضة عن الموسيقا بألوان أخرى خلقتها عواطف الأنثى فقالت في نصها “سدرة الشوق”: “زمنا .. وأنت المنير على صفحة القلب..قبلة الزهر على خد العمر .. منذ نعومة البراءة ..حتى مطلع الانعتاق”.

ولكن عواطف الأنثى في نصوص العمر الأخرى تجتاح تكوين القصيدة لتظهر واضحة في مكونات الألفاظ التعبيرية بفيض من الجمل بشكل يوحي إلى حب كبير جاءت معانيه في النص فقالت: “مذ رحلت .. وأنا أغرد لعينك..كعصفورة على ضفاف الصباح..أنثر الحلم على فراشك زهر.. وارتشف ضوء الفجر .. أملا بعودتك .. متى تأتي”.

وتسعى العمر إلى ابتكار دلالات جديدة لتعطي الحب أقصى ما لديها من رؤى فهو أسمى ما يختلج في أعماق المرأة معتمدة على التخييل التصويري لالتقاط مفرداتها حيث تقول في نصها من “رحم قبلة”: “كأن القمر .. هطل بأوتاره على قلبينا المتعبين .. بثوب أغنية تغوينا للرقص ..دنيانا الجديدة .. امتلأ صدرها حبورا “.

ولعل أكثر أهمية عند العمر هو تطريز لوح تشكيلية للشهيد الذي قضى من أجل بقاء الحب بين الناس في وطن يستحق الوجود والكرامة والحياة فقالت في نصها “لروح الشهيد عامر”: “وليل توشى به النهار .. قد أدمى قلبها ..وبح الصوت .. بشجي العتابا .. والمواويل الحزينة .. أهي المدينة متعطشة لروحه .. أم لهفة السحاب للندى .. ويعلو الغناء الزغاريد .. هاهو عامر قد أتى .. حملته مصياف بأكفها .. بشوق أرضها للغدير”.

وفي المجموعة الثانية التي صدرت للشاعرة العمر بعنوان “أيوب صبرا” والتي استخدمت فيها أيضا أسلوب النثر الشعري لتعبر من خلاله عن ألم الواقع المرير وأحزان الأهل والناس والمجتمع إلى جانب مكنونات المرأة كما في قصيدة مفارقة وما اختلج فيها من مشاعر الأنثى القادمة من اللهفة والشوق فقالت: “بتوق الغرق أهرع إليك .. تلفظني بأمواج الكبرياء..وأنا السمكة كيف تحيا .. دون رحيقك”.

وليس بمقدور العمر في سياق نصوصها النثرية الذاهبة غالبا إلى مستوى الشعر أن تحافظ على ذات المستوى في سرد مكنوناتها فلا بد أن يتراجع النص أحيانا حيال تكثيف النصوص الأخرى كقولها في نصها “لم يحن بعد”: “أعذرك إن لم تأت يوما .. فأنت لم ترتشف رحيق كلماتي .. لم تزر شواطئي لتعاند الأمواج .. تعابث الأسماك .. تشهد الشمس حين ترتمي حضن الأزرق”.

يذكر أن مجموعة “سدرة الشوق” التي تقع في 163 صفحة ومجموعة “أيوب صبرا” التي تقع في 151 صفحة من منشورات دار الينابيع وغلب عليهما النثر مع تسرب لانفعال موسيقي بسيط في بعض النصوص إضافة إلى تخطي المباشرة غالبا والارتقاء إلى مستوى الأدب.