قصائد تعتمد الرمز والإيحاء والدلالة بمجموعة “في خرائب الأثر” لوفيق سليطين

قصائد تعتمد الرمز والإيحاء والدلالة بمجموعة “في خرائب الأثر” لوفيق سليطين

شاعرات وشعراء

الأحد، ٢٩ مايو ٢٠١٦

يعتمد الشاعر الدكتور وفيق سليطين في مجموعته الشعرية الصادرة حديثا بعنوان “في خرائب الأثر” على الرمز والاستعارة لطرح رؤاه الفلسفية ومكنوناته الداخلية مضيفاً إليها ما هو في خياله من سعة أفق احتوى كثيراً مما رآه وقرأه في حياته.

وفي نصه الذي جاء بعنوان علامة يرى الشاعر سليطين أن الحياة نضال وكفاح يتوجب على الإنسان أن يخوضه حتى يعود الجمال والبهاء إلى الكون برمته مكونا تشكيله البنيوي بألفاظ انتقاها من حياة الإنسان العادية مما يعيشه ويصادفه فقال..

“على غير ما يعرف الكون عني..أكون اعتراضي في خطواتي.. وأمضي أمامي.. سأعطي جذور الهواء أخضرار.. وألوي دروب القيامة.. إلى ندبة في العلامة”.

والمعرفة عند سليطين تقوم على فلسفة بعيدة الرؤية وفق تفكير يجمع فيه خبرة حياته التي قد تتوافق أو تختلف مع الكثيرين في الحياة سواء كان في الفلسفة أو الأدب أو أي جنس ثقافي فقال في قصيدة المعرفة..

“عندي سؤال خفي يبطن هذا الوجود.. وأسئلة لست أعرف ما كنهها .. لست أعرف عن أي شيء .. أعرف أني معي في سوايا .. وأعرف أن ليس في الكل شيء .. سؤال يدحرجني فيه .. أو يتدحرج بي”.

ويرى سليطين الطبيعة والكون من منظور خاص جداً يشكله بقصيدته على ما يريده خياله وتأمله فيبعث رؤى جديدة تدل على عمق في الزوايا الأخرى من حياة الإنسان فيقول في قصيدة بعنوان “في حياة الوجود”..

“للحبائل تاريخها في البراري .. للمروج اكتشافاتها في الأثير .. وللبحر أوجاعه وحرائقه المزمنة.. كل ما ضاع شط وتاه”.

وبشكل فلسفي يطرح قضية الحب التي تختلف من شاعر لآخر فيقرنها بتحولات الورود من الولادة للموت عبر ومضة شعرية ارتكز فيها على الرمز والمعادل الموضوعي للسرد التعبيري في القصيدة فقال في نص بعنوان “استعادة”..

“وكنت تمرين في خاطر الورد .. أحزانه أنت .. أجمل ما فيه .. لا تقطفوا الورد.. خلوا له أن يعيش ذبول الجمال .. ولا تقطفوا باقة الحزن مني .. فقد تتنامى إليها .. وقد تتماهى بحدث الورود .. وتختار قلبي”.

يذكر أن المجموعة الشعرية “في خرائب الأثر” الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب تقع في 204 صفحات من القطع المتوسط وتعتمد في كامل قصائدها على الرمز والإيحاء والدلالة وتذهب إلى اتجاه فني جديد ما زال يسير خطاه بين مؤيد ومعارض بسبب طغيان الحداثة على العاطفة وهو أمر قد يحقق مستقبلاً آخر في عالم الشعر لكنه ما زال مجهول الهوية.

كما أن الشاعر اعتمد على منمنمات قصيرة حاول عبرها تخفيف طغيان الرمز ما جعل المجموعة تسير باتجاهين بين التمسك بالرمز والموضوع وهذا لصالح الشاعر.

يشار إلى أن وفيق سليطين حاصل على شهادة دكتوراه في اللغة العربية وآدابها من جامعة القاهرة عام 1995عضو في اتحاد الكتاب العرب وفي الهيئة الاستشارية لمجلة الموقف الادبي يعمل حاليا استاذا في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة تشرين له ثمانية كتب مطبوعة في النقد وعشر مجموعات شعرية .

محمد خالد الخضر