الشاعر نزار بني المرجة: الحرب على سورية أفرزت حراكا أدبيا سيرسم ملامح مرحلة مختلفة

الشاعر نزار بني المرجة: الحرب على سورية أفرزت حراكا أدبيا سيرسم ملامح مرحلة مختلفة

شاعرات وشعراء

الأحد، ١٠ يوليو ٢٠١٦

يعد الشاعر الدكتور نزار بني المرجة واحدا من أكثر الشعراء البارزين الذين ظهروا على الساحة الثقافية على صعيدي الكتابة والإعلام الثقافي واهتم بالمناحي الإنسانية والوطنية التي شملت قضايا العدالة والمقاومة ورفض أشكال الاستغلال والاحتلال مؤكدا أن الوطن من المقدسات التي لا تمس.

وفي حديث خاص لـ سانا الثقافية قال الشاعر بني المرجة إن “الشعر في هذه المرحلة أصبح يتطلب قارئا غير عادي ما جعل الرواية أكثر رواجا ولكن سيبقى للقصيدة إغراؤءها لكل من يمسك القلم ويحاول التعبير عما يجيش بعقله وذاته من أحاسيس ومشاعر ولكل من يشاطر الشاعر تلك الأحاسيس” معتبرا أن هذه الأسباب تفسر اندفاع الشباب واهتمامهم بالشعر رغم طغيان الأنواع الأخرى من فنون التعبير.

وأضاف بني المرجة إن “من المفترض استثمار تأثر الشعر بالمدارس الأجنبية بشكل منطقي ليوسع من مدارك الشاعر على صعيد تقنيات التعبير وتعزيز اطلاعه على الإرث أو المنجز الشعري لبقية الشعوب” مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الشعر فن ذاتي يكتسب أهميته من خصوصية تجربة الشاعر الذي ينتمي إلى بيئة وثقافة محددة يتوجب عليه أن يعبر عنها.2

وعن تعدد الأجناس الأدبية التي يكتبها قال مؤلف ديوان “أفراح الحزن القارس”.. “يمهد المزاج الأرضية التي تهيىء لولادة النص الأدبي وهو الذي يقف وراء اختيار شكل ونوع ذلك النص وفي المحصلة لا يمكن اختصار نتاجات الكاتب أو اقتصارها على جنس أدبي واحد في الكثير من الحالات”.

وتابع بني المرجة.. “لا أجد عيبا في تعدد الأجناس الأدبية في نتاج المبدع وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك في حياتنا مثل الراحل ممدوح عدوان والذي لا يمكن أن نلغيه من خارطة الإبداع في أي جنس من الأجناس التي مارس الكتاب فيها ولعل كتابي الأخير /البندقية والكمان/ يقدم أنموذجا في تجربتي الشخصية على هذا الصعيد كونه يجمع بين النثر والشعر والمقالة والخاطرة ضمن إطار عام أطلقت عليه صفة الهواجس”.

وحول أثر عمل الكاتب والأديب في المؤسسات الثقافية على نشاطه الإبداعي قال طبيب الأسنان السوري.. “يؤدي عمل الكاتب والأديب في هذه المؤسسات لآثار إيجابية وسلبية فهي الميدان المثالي الذي يمكن أن يعمل فيه لكنها قد تشكل حاملا لموهبة عادية أحيانا عبر استخدام كاتب دون المستوى تلك المؤسسة كمنبر متاح له أكثر من غيره ما يتسبب في الهبوط بالنتاج الثقافي المؤسساتي”.

ولكن بني المرجة يرى أنه عندما يوجد مبدع يتمتع بموهبة حقيقية في أحد مفاصل المؤسسة الثقافية فإن ذلك يعزز الثقة بتلك المؤسسة ويبرهن على مصداقيتها في أداء الدور الثقافي والأدبي المنوط بها الذي يمثل حاجة ماسة وضرورية للمجتمع.

وعن الأدب الذي افرزته الحرب على سورية بين أن هذه الحرب أدت بالفعل إلى حراك ثقافي وأدبي غير مألوف تجلى في ولادة تجمعات وملتقيات تقوم بتنظيم فعاليات ثقافية واجتماعية مختلفة كرد فعل منطقي في مواجهة الحملة التكفيرية الهمجية غير المسبوقة التي تستهدف ضرب الهوية الوطنية التاريخية والحضارية السورية لتحل محلها ثقافة القتل والتدمير.

وقال بني المرجة ..”برزت ضمن هذا الحراك الأدبي أسماء شعرية وقصصية وروائية سترسم ملامح مرحلة مختلفة في مسار الأدب والثقافة في سورية هاجسها الرئيسي التمسك بالهوية الوطنية والوحدة المجتمعية عبر نتاجات أدبية تحمل روحا ايجابية بكل المقاييس تعبر عن التمسك بوحدة الأرض والشعب والرسالة الحضارية الأدبية السورية”.

وأكد رئيس فرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب لدورتين متتاليتين أن الكتاب الذين رفضوا التعبير عما تتعرض له سورية منذ خمس سنوات ونيف منتظرين نتيجة هذه الحرب هم “جبناء ومتقاعسون وضعيفو الإيمان بقدرة الوطن وشعبه وجيشه لأنهم اختاروا بملء إرادتهم الصمت عن الحقيقة فقدموا عبر صمتهم خدمة مجانية لأعداء الوطن والإنسان في لحظة تستدعي اتخاذ موقف حاسم ضد القوى الظلامية التي تستهدف وجودنا برمته”.

يذكر أن الشاعر بني المرجة عضو جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب يكتب الشعر الموزون والنثر وشغل العديد من المناصب الثقافية والأدبية من مؤلفاته “أفراح الحزن القارس” و”سيد الماء والتراب” و”شعلة الغيم” و”نام الغزال” و”بوح” كما ترجمت بعض أعماله إلى اللغات الفرنسية والانكليزية والبلغارية والتركية والفارسية وهو حائز وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2006 وتقلد مناصب عديدة في نقابة أطباء الأسنان.

كما كتب الشاعر بني المرجة الزاوية الصحفية لسنوات عديدة تميزت بثقافة المقاومة والتحدي للغزو الثقافي ولديه بعض القراءات النقدية في الأدب بكل أشكاله وأجناسه.