ليزا ابراهيم.. في مجموعتهـا الجديـدة تبحـث عن شـعرية متميـزة

ليزا ابراهيم.. في مجموعتهـا الجديـدة تبحـث عن شـعرية متميـزة

شاعرات وشعراء

السبت، ١١ مارس ٢٠١٧

لم يكفّ الشباب عن تسجيل حضورهم في الأدب، وإن اختلفت المستويات, لكن في العموم لدينا طاقات شعرية شبابية تثبت حضورها بمواهبها فعلى سبيل المثال لا الحصرالشاعرة الشابة ليزا ابراهيم خضر التي درست في كلية الهندسة الكهربائية اختصاص الكترونيات من جامعة تشرين تهوى وتكتب الشعر بكلّ أشكاله

وتعنى خاصّة بقصيدة النثر، وكانت قد كتبت القصة القصيرة منذ طفولتها وحازت على جوائز فيها بالإضافة إلى مواهبها اللافتة في مختلف الفنون الإبداعية كالرّسم والموسيقا والغناء والمسرح، وكانت تمارس هذه المواهب طوال فترة دراستها حتى تخرجها من الجامعة...‏



في مجموعتها الجديدة (كأني أنا) والتي صدرت عن دار بعل للطباعة والنشر والتوزيع تشدّنا ليزا إلى قصائد تحوي في مضمونها معاني كثيرة.. فنرى الحب والحياة والأمل والحزن أحياناً... فتودي بنا إلى مقولة:إن الشاعر الحقيقي هو من يشعر بالمسؤولية تجاه مجمل القضايا, وعليه أن يكون جزءاً منها. ومعبراً عن حاجات مجتمعه وقضاياه الإنسانية في السياسة والجمال والفن والحب فكيف إذا كانت الحرب مشتعلة فتصبح الرؤية أوسع بكثير مماهي عليه في الحالات الطبيعية.‏

تفتتح ليزا مجموعتها بقصيدة (في الشرق) وفيها تقول:‏

هنا أيضاً يقتنون أعواد الثقاب‏

ليشيروا بها إلى النجوم‏

تاركين أحلامهم تبرد.. هنا تماماً في الشرق‏

حيث للظلال أقنعة ومقاسات قمرية‏

وللأسوار أعناق تطل على السجون‏

هنا تماماً.. في الشرق‏

تحاول أن تسرد شعرية من نوع خاص, فهي تخاطب البحر بمفردات تعبر عن التحدي والطموح واللانهاية الواقعية، وهذا دليل على ثقة تحيط بلغتها.. فمثلاً تقول في قصيدتها (هلوسات آخر البحر):‏

لا أعرف‏

لمَ لايخطر في بالي الكثير‏

من المحار حين أقلق‏

وبحجة اشتهاء محار لايهتم لأمري‏

أخترع لي موسماً بحرياً من رغبة تطرأ‏

ربما لأن الطقس في روزنامتي سيء السمعة‏

والصقيع يشدني من ركبتي نحو أول جبّ‏

أو ربما أول ملكون مناسب لأفكر كسحابة‏

ولاتخلو قصائد الشاعرة من الثقة بالنفس الممزوجة بمفردات عاطفية وجذابة, تجعلك تسير معها إلى مانهاية فمثلاً تقول في قصيدة (غداً أزرق):‏

بعد أربعين تعباً وبلاداً منكوبة‏

انتهيت من الحصى التي تقضّ طريقي‏

ومن ثيابي وأساوري القديمة‏

وأقلام الحمرة التي أغويت بها المشانق‏

والفساتين الرخيصة التي كانت تأويني‏

والهدايا الباهظة التي ارتكبتها أحلامي‏

من كؤوس النبيذ التي كسرتها‏

بكعب حذائي وأنا أرقص‏

لكني فيما بعد‏

صرت أدون عليها مواعيدي الغرامية‏

وعلى الرغم من أن الحب يلف معظم قصائدها إلى أنه يظهر بجدية ووضوح أكثر في قصيدتها (أنا عاشقة) والتي اعترفت بها وهي تقول:‏

ليقيني أن العشق فعل حياة‏

ذاهبة إلى سرّ المذاق في تقاسيم العنب‏

نحو سريالية النشوة‏

حيث الأحصنة تخرج من اللوحات‏

والمراكب تبتلع أحاديث البحر‏

والسماء فقاعة ترفع الضفاف عن شفة النهر‏

ونقرأ من قصيدة (غرام) المقطع التالي:‏

خرجت من قبلتك.. طعميَ النبيذ‏

خرجت من قبلتِك.. غبار القمر عليّ‏

وهدب من عين الجنة‏

أغرق القيامة في نظرتي‏

رأيت جلالة الروح تلوذ بالأزاهير‏

وخضاب الشفق يرمي خمرته‏

على أطراف الكون والموسيقى‏