نزار قباني.. قافية شموخ قاسيون.. ندوة أدبية تحتفي بالشاعر الراحل في مكتبة الأسد

نزار قباني.. قافية شموخ قاسيون.. ندوة أدبية تحتفي بالشاعر الراحل في مكتبة الأسد

شاعرات وشعراء

الأربعاء، ٥ أبريل ٢٠١٧

تناولت ندوة “نزار قباني .. قافية شموخ قاسيون” التي أقيمت في مكتبة الأسد الوطنية مساء اليوم محاور متنوعة في مسيرة وحياة الشاعر الراحل شملت الأبعاد الشعرية عند نزار قباني و أوراق منسية في حياته وشعر القضايا في قصائده.

الندوة التي أقامتها وزارة الثقافة تأتي في إطار ندوة الأربعاء الثقافية الشهرية التي درجت الوزارة على إقامتها منذ مطلع العام الفائت لشخصيات سورية مبدعة.

وفي مستهل الندوة ألقى محمد الأحمد وزير الثقافة كلمة أشار خلالها الى أن الشاعر نزار قباني كان أحد شعراء العربية الكبار لكنه تمكن من التميز بلغة شعرية خاصة تفرد بها على كل من عاصروه كما يلمس القارئ في قصائده النزعة الشديدة للحرية والرغبة الجامحة في الولوج للعوالم الضيقة والتمرد على كل ما هو جامد إضافة إلى أن قباني لم ينصاع للغة فاعتبر أن الشكل الشعري لا يمكن أن يكون وثنا بل إن الشاعر هو من يطوعه لإبداعه.

وفي محور “أوراق منسية في حياة نزار قباني” بين الكاتب والباحث شمس الدين العجلاني أن حكاية نزار مع الشعر بدأها بالمرأة التي أقام لها مملكة ثم مع الوطن الذي تماهى في حبه لكنه ظل في كل مراحل حياته الطفل المشاكس والمتمرد والشاعر الذي جعل من قصائده خبز الناس.

ولفت العجلاني إلى أن تمسك قباني بمواقفه ودفاعه عنها دفعه إلى العديد من المعارك الأدبية ولا سيما مع أصحاب الفكر المتخلف والظلامي بدءا من رفض المتزمتين من أهل حيه الدمشقي لديوانه الأول قالت لي السمراء وصولا للهجوم العنيف الذي تعرض له الشاعر الراحل من قبل تنظيم الاخوان المسلمين في خمسينيات القرن الماضي جراء قصيدته خبز وحشيش وقمر ومعارك أدبية وإعلامية أخرى مع كتاب وقفوا ضد تحرره الفكري.

وقال العجلاني.. “تحاول بعض المحطات التلفزيونية الخليجية في الوقت الراهن أن تصور أن نزار لم يكن على علاقة طيبة مع وطنه وهذا ينافي الحقيقة في حين تتناسى هذه المحطات وقوف الشاعر بوجه مشيخات النفط وفضح سلوك أمرائها وحكامها وخيانتهم للعرب عبر العديد من قصائده طوال مسيرته الشعرية”.

أما محور الأبعاد الشعرية في شعر نزار قباني فقدمه الدكتور وائل بركات الذي أوضح أن الشاعر الراحل أراد الدفاع عن المرأة من الظلم والقهر الذي تتعرض له مصورا الرجل كقامع ومقموع في أن معا لعاداته وتقاليده مشيرا إلى أن الدارس لشعر نزار يتبين له احتفاء قصائده بمكونات الجسد الأنثوي.

وبين بركات أن تمثل المرأة في شعر نزار جاء عبر شكلين أولهما المرأة الأم حيث ذكر الشاعر الراحل أن طفولته التي اتسمت بعلاقة شديدة الصلة مع أمه هي المنبع الأساسي لأشعاره والشكل الثاني تجلى في المرأة القضية حيث طالبها أن تثور على واقعها محاربا النظرة التقليدية للمرأة وحالات الخداع والكذب التي يمارسها الرجل بحق المرأة.

الباحث الدكتور اسماعيل مروة الذي أدار الندوة قدم محورا بعنوان “نزار قباني وشعر القضايا” لفت خلاله إلى أن نزار لم يقل شعر الغزل بل شعر القضايا التي أراد إثارتها بخصوص المرأة لتكون ندا للرجل وشريكا له وأن تحب بقرارها لا تحت الضغوط المختلفة مشيرا إلى أن الشعر السياسي لنزار لم يكن مهادنا بل صريحا وسمى الأشياء بأسمائها وتكمن أهميته في أن الوقائع عبر الأيام ما زالت تؤكد صوابية رؤاه.

وقدم الدكتور محمود السيد مداخلة أكد فيها أن نزار قباني قامة إبداعية شامخة اتسمت بالفكر المستنير وحظيت بشهرة واسعة نتيجة لأسلوب الشاعر القائم على السهل الممتنع ومحاربة الفكر الظلامي المتخلف إضافة للقضايا التي تناولها من المرأة والوطن والعروبة مع تركيزه الدائم على القضية الفلسطينية.

حضر الندوة الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين ومعاونا وزير الثقافة وعدد من المفكرين والادباء والمثقفون.