نزار قباني بين سماء الوطن وأنوثة الأرض…ندوة لفرع دمشق لاتحاد الكتاب

نزار قباني بين سماء الوطن وأنوثة الأرض…ندوة لفرع دمشق لاتحاد الكتاب

شاعرات وشعراء

الثلاثاء، ٢ مايو ٢٠١٧

“نزار قباني بين سماء الوطن وأنوثة الأرض” عنوان الندوة التي نظمها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في الذكرى التاسعة عشرة لرحيل الشاعر الكبير.

وفي بداية الندوة التي تقام ضمن ملتقى أصدقاء دمشق الدوري “إبداع على مقام وطن” قالت الصحفية فاتن دعبول: “يعد شاعرنا الكبير نزار قباني حالة شعرية ذات خصوصية تميزت عن غيرها في الشعر الحديث من خلال طرحه لمواضيع على غاية من الجرأة والفرادة وكانت الأنثى هي محوره دون أن يبالى بما أثارته من زوابع ونقاشات وعداوات ومجادلات معبرا عما يجول بخاطره بكل حرية” معتبرة أن المرأة عند نزار مجموعة من التناقضات.

وكان هذا التناقض هو المحور الذي قدمه الدكتور جهاد بكفلوني مستشار وزير الثقافة بعنوان “نزار قباني صديق المرأة أم سيدها” الذي تعجب من أمر ذلك الشاعر الذي يدافع دفاعاً مستميتاً عن المرأة ويشن هجوماً عنيفاً على المجتمع الذكوري ويصر على إخراجها من دائرة الاتهام إلى فضاء البراءة حيث قال قباني: “لا ترهبي شيئاً فإن الشمس مقبرة النسور..ثوري على شرق يراك وليمة فوق السرير”.

وبين بكفلوني أن الشاعر قباني رأى دمشق نساء الدنيا مجتمعات في امرأة ورأى في كل امرأة دمشق كما قال في قصيدته “من مفكرة عاشق دمشقي”: “أنت النساء جميعاً ما من امرأة..أحببت بعدك إلا خلتها كذبا”.

وفي قراءة نقدية للدكتورة ميادة إسبر جاء فيها: “كنا نرى في قصيدة سؤال لنزار قباني مثالاً على خيال كامل تجد فيه الذات تموضعها في نسق الكون وهي تنم عن حساسية وجمال لا تطرح أسئلة الوجود ولكنها تجيب عنها وتتجذر جمالياً في كون فياض بالصور والأشكال”.

وقالت اسبر: “تجديد نزار قباني يكمن في تطويع لغة الشعر ورفع الجزئيات اليومية إلى مرتبة اللغة الشعرية حيث جسدت اللغة الرؤية الحداثية في الشعر من خلال رفضها الثبات والسكون فاتسمت بفاعلية مصدرها إحساسه العميق بأن الكلام تدفق في الزمن وهي ليست مجرد أداة للتعبير عن تجربة داخلية أو خارجية بل هي التجربة ذاتها من خلال واقع خارجي تجعل منه اللغة واقعاً جمالياً”.

وكان للإعلامي محمد القطان مشاركة بمحور عنوانه “لقاءات ميدانية وجهاً لوجه” تحدث فيها عن ذكرياته ولقاءاته مع الشاعر الكبير نزار قباني فقال في زيارة منزل الشاعر الراحل: “دخلنا من الباب الذي كان مفتوحاً ورأينا أصص الزريعة الجميلة ثم دعانا للداخل وهناك قدم لنا بعضاً من السكاكر واخذنا ننظر إلى الباحة الجميلة التي بدت كما وصفها نزار شجرة النارنج تحتضن ثمرها ودالية العنب المثقلة بالعناقيد والياسمينة ليلي ذلك مجموعة من اللقاءات أهمها كان عام 1975 حيث أجاب شاعرنا الكبير عن أسئلتي وكنت تواقاً لسماع تاريخه الحافل وأهم محطات مسيرته الشعرية”.

وأضاف القطان: “كان اللقاء الأخير حين زرته وزوجتي في دار النشر خاصته التي أنشأها في بيروت سنة 1982 لعزائه بوفاة زوجته بلقيس ورغم حزنه الشديد كان يعد لطباعة بقية دواوينه الشعرية ليكون وداعي الأخير له حين اجتمع كبار الشعراء والكتاب والأدباء في جنازته في 30 نيسان 1998”.

تخلل الحفل مقاطع موسيقية قدمها منصور حيدر لمجموعة من قصائد نزار قباني المغناة.

محمد خالد الخضر