مهرجان.. «منارات».. الشـعر رصاصـة في زمن الحرب

مهرجان.. «منارات».. الشـعر رصاصـة في زمن الحرب

شاعرات وشعراء

الأحد، ١٦ يوليو ٢٠١٧

مهرجان منارات تجمع لعدد من الشعراء من مختلف المحافظات السورية ليثبت أن سورية بشعرها وشعرائها وأدبها ونقدها مازالت قوية في زمن الحرب،ولم يثن همتنا أي عائق، كوكبة من الشعراء شاركوا في منارات بالمركز الثقافي بكفرسوسة بدمشق،

على مدى يومين: اليوم الأول أحلام بناوي - علي زينة -حسام المقداد - صباح عيسى وعليا عيسى وآخرون، ولسان حالهم يقول: صامدون باقون، وكما يقف جنودنا البواسل على حدود الوطن دفاعاً عنه سيبقى الشعر رصاصة في زمن الحرب.‏‏‏

أحلام بناوي شاركت بعدة قصائد زجل ومحكي وتفعيلة غنت للوطن بكلمات مفعمة بالإنسانية وطافحة بالحب، تقول في قصيدة تفعيلة:‏‏‏

دمشق التي أسرفت في دلالي‏‏‏

دمشق التي عودتني بأن أنام‏‏‏

من وقتها صرت أسهر ليلي‏‏‏

فغني دمشق لعلي أنام‏‏‏

ويطلع بين أصابع كفي سرب حمام‏‏‏

وغني دمشق‏‏‏

لعلي أعود إليك‏‏‏

لأنزع ما خلفته الحدود‏‏‏

وأزرع سوسنة في الزوايا‏‏‏

وتسبق روحي إليك خطايا..‏‏‏

كلمات أحلام بناوي وجدانية مؤثرة تتسربل إلى أعماق المتلقي دون استئذان.‏‏‏

أما الشاعر علي الزينة من حماة أبوقبيس الذي قبس جمال الزمن والمكان وصهرهم في إيقاع حضاري مشترك.. قبضوا على وادينا بتهمة اختلاس الجمال من فردوس الآلهة وعندما حاولوا استرداد الجمال أبينا إلا المكوث فيه فما كان من إله الجمال إلا الرضوخ وضمه إلى ممتلكاته.‏‏‏

وشارك بقصيدة للشهيد والشهداء رجال الله على الأرض والقمم التي لا تنحني إلا لله والوطن فهم شمسنا المشرقة ولا خوف على وطن أقسم أبناؤه على حمايته.‏‏‏

بالتالي قصيدته العمودية تحمل كل القيم الإنسانية النبيلة والمعاني السامية يقول:‏‏‏

عبق الفصول وعاطر الأرجاء‏‏‏

يا أمتي هي من دم الشهداء‏‏‏

كم من شهيد راح ينذر روحه‏‏‏

كي لا يرى فيضاً من الظلماء‏‏‏

قالوا تقبله السماء عزيزة‏‏‏

فأجبتهم بل ألف ألف سماء‏‏‏

دمه العظيم كفاية من أنجم‏‏‏

قد أورقت هوسيد الظلماء‏‏‏

رفعته أيدي الشمس تاجاً أشقراً‏‏‏

ويليق تاج الحسن بالحسناء‏‏‏

إن الشهادة أن يعلمنا الضحى‏‏‏

أن نرقي بالمعارج الجوزاء‏‏‏

بينما الشاعر حسام المقداد فقد شارك بقصيدة غنائية لدمشق التي هي أقدم عاصمة في التاريخ والتي لم يستطع أحد أن يثنيها عن همتها، فدمشق صامدة بقاسيونها.. صامدة ببردى الذي أصبح رمزاً يتغنى به الشعراء، يقول بشغف:‏‏‏

أهيم بشامنا والشام عشق‏‏‏

يسابق لفظها في الصدر خفق‏‏‏

أعيش حبيبتي ألق وإني‏‏‏

نذرت الروح كي تبقى دمشق‏‏‏

بأم الغوطتين صدى نشيدي‏‏‏

يلين الصيف في شام يرق‏‏‏

غبي من يقابلها بحرب‏‏‏

يذوق الخزي في شامي ويشق‏‏‏

يلتمس القارئ من قصيدة الشاعر حسام المقداد عذوبة الكلمة ورقة المعاني وجمال الصورة وأيضا فيها نفحات تكللنا بالفخر والاعتزاز والتحدي.‏‏‏

بينما الشاعرة صباح عيسى فقد شاركت بقصيدة نثرية تحمل بين طياتها العديد من التساؤلات التي أتعبتها حتى الثمالة تقول:‏‏‏

من أحرق زرع الله.. من حكم باسم الله..‏‏‏

من قرر أن يكون إله..‏‏‏

من حرث الأرض يباساً.. من آذى كتب الشعر..‏‏‏

من أدمى روح الفجر.. من خنق الأقاح..‏‏‏

فعمق الجراح.. من أعمى بصر الصبر..‏‏‏

من أفتى باسم الله.. من أضرم نار الغدر..‏‏‏

من داس حقول الزهر.. من قطف شعاع العمر..‏‏‏

من وعد الألعاب.. من فرق الأحباب..‏‏‏

حطم القباب.. والعز دين الله..‏‏‏

من جر بالسلاسل إلى سوق النخاسة‏‏‏

والسوق سوق الله..‏‏‏

من جر بالسلاسل من سار بالسبايا‏‏‏

والسوق سوق الله..‏‏‏

من جرم الأغاني من شوه المعاني..‏‏‏

بالذبح جاء ينادي.. من نحر الضمير‏‏‏

من أمسك القرآن وأطبق الإنجيل‏‏‏

من أجلك يا الله تزف الأوابد..‏‏‏

بأبجديتها مذبوحاً خالداً عشاقها الأسعد..‏‏‏

احضنها بدمه ونام والحجة أصنام..‏‏‏

بحجارة من سجيل نرهق وتصرخ البنادق‏‏‏

نقاوم لا نساوم.. نكون أولا نكون‏‏‏