عذراً أيها الوطن بقلم محاسن الشالاتي

عذراً أيها الوطن بقلم محاسن الشالاتي

شاعرات وشعراء

الاثنين، ٢ مايو ٢٠١١

ألا يا غربانَ البينِ ارحَلي
قد ضَلَّ مَن كُنتِ تَهديهِ و بَادْ
ارحَلي من سماءِ الوطن
من سهولِهِ وجِبالِهِ , مِنَ الوَادْ
نَعيبُكِ حَمَلَ الخَرابَ والوَيلات
فخُذِي شُؤمَكِ والشَّرَّ والسَّوادْ
أيُّ ريحٍ  هوجاءَ دفَعتكِ لبلادي
أيُّ يدٍ آثمةٍ حملتكِ لساحَةِ الأَمجادْ
غُبارُ فتنةٍ أثرَتها وأَشعَلَت فتيلَ نار
ألهَبَ الضَّغائِنَ وزَرَعَ الأحقادْ 
أولياءَ الوطنِ .. عُذراً
يا من كُنتم للدينِ نُصرةً وعِمادْ
عُذراً من دماءٍ سطَّرَت ملاحِمَ البُطولات
من كلِّ مَن نَطَقَ بلغَةِ الضَّادْ
منَ الّذينَ اختاروا الشَّهادةَ طريقاً للنّصر
وعطّروا بذكيّ دِمائِهِم أرضَ البِلادْ
عُذراً مِنَ الأيدي الّتي صَنَعت وأَبدَعَت
من رجالٍ ونساء مِن آباءٍ وأجدادْ
من حناجرَ صَدَحَت باسمِ الوَطن
من سنديانٍ وياسمينَ مِن أرضٍ تغذت بسَّمادْ
عُذراً أيُّها الوَطن العزيزُ الشّامخ
كَثُرت الغربان وتكاثَرت و البغاثُ ازدادْ
فتبَعثَرَت الأفكارُ و تضَاخَمَت الأخطاء
أُريقَتِ الدّماءُ وتعاظَمَت الجراح
ومن عُمقِ الآلام وسعيرُ نارها  
بَرَقَ نورٌ لَمَعَ في السَّماء
فَضَلّ من كانتِ الغُربانُ تَهديه
وعادَتِ الأحلام وارتُقبتِ الآمال
فللجيادِ كَبوةٌ و ما هِيَ إلا كبوةُ جَوادْ
عُذراً أيُّها الوَطن
 اغفِر كَبوَتَنا فمهما هرِمنا نَنحَني أَمامَكَ صِغار
بهاماتنا المرفوعةُ .. أُسودٌ نحنُ وأسيادْ
أيدينا تحملُ أغصانَ زيتونٍ وحمائِمَ سلام
تصدُّ الرّدى  وتُبعِدُ الضّيمَ عنِ العِبادْ
لتبقَ أيُّها الوَطنُ حراً مُصاناً
وشذى هَوَاكَ طيّباً وعليلا  
وتبقَ أنتَ العظيمَ الكبير الجَوَّادْ