شاعر الزجل فؤاد حيدر: شعر الزجل يدخل إلى صميم الحياة اليومية

شاعر الزجل فؤاد حيدر: شعر الزجل يدخل إلى صميم الحياة اليومية

شاعرات وشعراء

الأحد، ٢٩ يونيو ٢٠١٤

في البداية كانت الكلمة والكلمة مجموعة من الأحاسيس والمشاعر بهذا بدأ شاعر الزجل فؤاد حيدر رئيس جمعية الزجل في سورية حديثه مع سانا الثقافية واصفا هذا النوع من الشعر بأنه يعبر عن مناحي الحياة كافة حتى في أدقها.
وقال أنا من أبناء الريف السوري الذي منه نشأ شعر الزجل ليتخطى كونه فنا أو هواية إلى صميم الحياة اليومية متغلغلا في أدق التفاصيل لافتا إلى أن هذا النوع من الشعر كان منبته في منطقة القلمون ومن ثم انتشر بمنطقة وادي بردى وقرى جبل الشيخ المولعة بهذا الفن حيث يحظى شاعر الزجل لديهم بمكانة رفيعة.
وبين حيدر أن ظهور الزجل في الريف يعود إلى ارتباطه بالحياة الريفية ومعيشة الفلاحين اليومية حيث كانوا يغنون الأشعار لتخفيف عناء العمل في الحقول ولاستنهاض الهمم وليظهروا مقدرتهم في نظم الشعر أمام أبناء قريتهم لافتا إلى أن بدايته كانت منذ نعومة اظفاره عندما كان في العاشرة من عمره وألقى أولى أشعاره أمام شعراء قريته حينه في جبل الشيخ.
واستعرض حيدر ألوان الزجل التي تضم العتابا والميجانا وأبو الزلف والشروقي والروزانا والندب والمعنى مشيرا إلى أن أوزان هذه الألوان تختلف كليا عن أوزان الشعر الفصيح المقفى موضحا أن روح شعر الزجل ذات طابع اجتماعي وتركز على نقد ظواهر الحياة اليومية لأبناء الريف لكنه أكد أن الزجل ازدهر أكثر في لبنان وانتشر بشكل أوسع مما هو عليه في سورية بسبب الاهتمام المتزايد به كفن وتغلغله في أكثر من مجال بما فيه السياسي.
واعتبر حيدر أن إقبال الناس على شعر الزجل الى كون استيعاب اللهجة المحكية أسهل من القصيدة باللغة الفصحى التي تحتوي على كم كبير من الألفاظ والكلمات الصعبة داعيا إلى زيادة الاهتمام بالزجل كأحد مكونات التراث السوري الشعبي والذي يستمد وجوده من صلب الهوية السورية التاريخية التي كرسها الامتزاج بين عدة ثقافات على أرض سورية التي وصفها بقصيدة يا شام وهذه أبيات منها..
ياشام مهما الشعر فيك هام 0000 وجن بسماك وجوك السامي
بيضل وصفك عالفكر أحلام 0000 ويوم المنى تحقيق أحلامي
للشعر انت الفكر والالهام 0000 وللحب قلب من الوفا دامي
وأي حكي بيرقى الك ما دام 0000 من قاسيونك للسما قامي
ضلوا بمدحك يغلطوا أعوام 000 وجدي حكيها كتير قدامي
يقلي على خد الزمان الشام 0000 شامي جميلة والحلا شامي
ويوم اللي فيي كبرت الأيام 000 وعشت بربوعك كل أيامي
طلع الحكي معكوس بالأرقام 000 طلعت الشام الكون عاحلو
وطلع الزمن عاخدها شام
وللشاعر حيدر ديوان في الشعر الزجلي بعنوان شموع وآخر بيادر الفكر معتبرا من خلاله كما بيادر القمح نتاج القوت اليومي وهذا الديوان قوت للروح والفكر.
وحيدر كتب في كل مناحي الحياة فقال بالغزل…
بتذكري أنت وأنا مابين 0000أرض وسما وأحلام وردية
كيف التقينا بعدها روحين 0000بنهدة وطن عشفاف غنية
غلط وسألتك حضرتك من وين 0000 روحك بغصة ردت عليي
من بلاد حتى تخلص من الدين0000 كان الوفا دمعات عينيي
وفي التمسك بالأصالة والنظر إلى القادم بعيون التفاؤل رغم تتالي السنين على عمر الشاعر قال:
يابني كبار السن للشجرة جذور00وما بيقدر يعيش الشجر من دونها
وانتو الشباب غصونها بكل العصور00وشو قيمة الشجرة بدون غصونها.