جوانب متعددة من شخصية الشاعر سميح القاسم بندوة أدبية بثقافي جرمانا

جوانب متعددة من شخصية الشاعر سميح القاسم بندوة أدبية بثقافي جرمانا

شاعرات وشعراء

الثلاثاء، ٤ نوفمبر ٢٠١٤

استعرضت الندوة الأدبية التي أقامها ثقافي جرمانا بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب العرب بريف دمشق جوانب متعددة من شخصية الشاعر الراحل سميح القاسم الأدبية التي شارك فيها كل من الشعراء الدكتور نزار بريك هنيدي والدكتور عاطف بطرس والدكتور راتب سكر وسليمان السلمان.

وألقى الشاعر السلمان قصيدة بعنوان سلكت الغياب بين فيها مدى حبه للشاعر سميح القاسم وكيف عاش هذا الشاعر مسيرة حياته منتمياً إلى وطنه ومرتبطا بأصالته وأن فلسطين كانت هدفه الكبير وأمل تحريرها يجب أن يتحقق .. فقال .. بقلبي أحمل غيماً تهدل في عاصفات المطر .. وأقسم أني لقيت عيون البشر ..تظلل عينيك في خضرة البحر .. في حمرة البرتقال .. وفي وشوشات الغصون .. بحضن الشجر.

وبين الدكتور  بطرس في نصه الأدبي الذي ألقاه في رثاء سميح القاسم أنه كان مبدعاً في قصائده ومقاوماً في الفكر وفي السياسة وفي الثقافة موحداً بين القول والفعل .

وتابع.. إن سميح القاسم عمل على تأصيل هوية عربية فلسطينية إنسانية وكانت المباشرة الفنية في شعره تحريضاً تعبوياً ومواجهة صريحة مباشرة مع العنصرية والصهيونية فسجل اسمه بحروف من صبر وجلد في تاريخ المقاومة وتقريب الشعر من الناس وصياغة الشعار السياسي شعراً ملازما لشعريته كشاعر وطني .

في حين رأى الدكتور  سكر أن سميح القاسم اطلع على الثقافات العربية والعالمية وكون نسيجاً شعرياً متبايناً مما جعله في مقدمة الشعراء العرب وفي طليعة شعراء القضية الفلسطينية فكان جريئاً في سلوكه وفي معماره الفني ورمزاً من رموز الثقافة العربية .
واوضح سكر أن الأسباب التي عاشها القاسم في فلسطين وخارج فلسطين دفعته إلى تعميق بداياته الأولى بالمشهد الفلسطيني كما أنه اشتغل على بناء اللغة لتكون قصيدته نصاً فنياً حقيقياً إضافة إلى القضية المعاصرة قضية النضال الفلسطيني التي كانت من أولويات شعره وان سميح القاسم بحسب ما اشار اليه سكر كتب مجموعة من قصائد الرثاء تميزت بإحساسها الإنساني العالي وانتمائها الوطني فأكثر ما تميز به رثائه قصيدته التي كتبها في رثاء الشاعر محمود درويش كما تألق في رثاء أبيه .

أما الدكتور هنيدي فرأى أن ما قدمه سميح القاسم على صعيد تحديث البنية الفنية الجمالية لقصيدته لم يلق ما يستحق من دراسة بدءا من اشتغاله على البنية الإيقاعية ومحاولاته التي سماها الكولاج والتي يجمع فيها بين الشعر التقليدي ذي الشطرين وبين شعر التفعيلة والمقاطع السردية واشتغاله على البنية الدرامية والملحمية للقصيدة اضافة الى استخدامه للرمز والاسطورة وتوظيف التراث العربي والإنساني وصولاً إلى شكل جديد في الكتابة الشعرية هو الذي أطلق عليه تسمية /السربية /.

وأوضح هنيدي أن السربية نص شعري طويل يتألف من مجموعة من الوحدات الشعرية المنفصلة التي يضمها النص مشيرا الى ان السربية تضم تفاصيل الحياة اليومية والأحداث السياسية الراهنة والأهازيج والأمثال الشعبية والحالات الوجدانية والعاطفية والتداعيات والأخيلة والهذيانات والهتافات إضافة إلى بنى أخرى تساهم في تشكيل الوحدات العشرية دفعة واحدة وعلى نسق واحد تماماً مثل الطيور التي يتشكل منها السرب.

يعد سميح القاسم واحداً من أبرز شعراء فلسطين من مواليد مدينة الزرقاء الأردنية عام 1939 وتعلم في مدارس الرامة والناصرة وعلم في إحدى المدارس ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ويتفرغ لعمله الأدبي سجنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي القاسم أكثر من مرة كما وضع رهن الإقامة الجبرية بسبب أشعاره ومواقفه السياسية.

وتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين وما ان بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي كما كتب عدداً من الروايات ومن مؤلفاته /مواكب الشمس/ أغاني الدروب /دمي على كتفي/ دخان البراكين/ /أحبك كما يشتهي الموت/ وغيرها الكثير اضافة الى عدد من المسرحيات منها /قرقاش /و/المغتصبة/.

محمد الخضر – شذى حمود