مزارع الجراح.. قصائد غلبت عليها العاطفة الوطنية والإنسانية

مزارع الجراح.. قصائد غلبت عليها العاطفة الوطنية والإنسانية

شاعرات وشعراء

الخميس، ١٢ فبراير ٢٠١٥

الشاعر ناصر الخوري في مجموعته الشعرية “مزارع الجراح” غلبت على قصائده العاطفة الانسانية والوطنية فصاغها مجسدا كثير مما حوله من قضايا وتغيرات وهموم بأسلوب شعري تمكن من الوقوف عند عناصر الشعر الحقيقي.

اهتم الشاعر الخوري بالنغمة الموسيقية وأتت نصوصه عبر بحور مختلفة أدى خلالها انتماء واضحا لتراث الخليل الشعري حيث ظهرت خبرته واضحة وتعامله مع الموسيقا كان وافيا لرصد العاطفة والإحساس جاء في قصيدة “لولا الجميلات:

قال لي الشعر وقد لف الدجى .. خيمي والشيب في رأسي اكفهر
يا رفيق الدرب مهلا لا تخف .. إن ربيع العمر ولى واندثر

كما يعمد الشاعر إلى صياغة النسيج البنيوي للقصيدة بشكل فني راق حاول فيه أن يركز على دور الإشارات وحروف العطف والألفاظ وانسجامها بشكل لائق بالمعاني التي انتقاها كما ورد في قصيدته “إليك أبا الشهيد”:

ياابن الجنوب وهذا العمر أشهده..بأنك الوعد في الجلى وفي الطلب

بأي قافية اشدة وفاءك يا .. حبا يعرش في قلبي وفي كتبي

أيامك الغر ما حطت قوافلها .. يوما ولا كل فيها العزم من تعب

وتغلب على المجموعة المواضيع الوطنية التي ترصد ذكريات الأبطال والشهداء والوقوف في وجه الاستعمار والبطولات التي سطرها أجدادنا حيث اختار لمواضيعه حروفا جعل فيها الروي متلائما بشكل جدي مع القوة المجلجلة للألفاظ والتي تؤدي معنا تاريخيا عريقا كقوله في “ذكرى عيد الجلاء”

تيهي افتخارا وضمي الصبح والغسقا..ياجلق الشام سبحان الذي خلقا

في ميسلون كتبنا للعلا أثرا .. أضفى على المجد من لألائه ألقا

مآثر خطها الفادون في شمم .. فجرا يداعب منها العقل والحلقا.

وفي أسلوب أخر رصد الخوري نزعات انسانية فلسفية عبر تفعيلات استعارها من بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي ليدخل دائرة الحداثة في نص سماه “خاطرة اسمها الحياة” محاولا أن يختلف تماما عن المواضيع التي تناولها في قصيدة الشطرين فكتب:

لم يكن رضيعا .. جاء فاغرا فمه لحلمة .. لغيث .. لبسمة .. لنسمة .. لنجمة .. تتوسدها النار .. عبر سياط الغربة .. فيحنو النصل على جرح الوليد.

وفي حب دمشق لجأ الخوري إلى التشبيه فشبه دمشق بأجمل النساء وأطيب الورود وأعطر الكائنات ليأتي بقصيدة مليئة بالحب والترقب واللهفة والانتظار فظهرت نزعته الذاتية الدالة على إدمان كبير لحب دمشق فجاء في قصيدته “أحبك يا دمشق”:

لأنك الحلوة بين الجميلات .. ولأن حبك أطيب من أطياب الزمان ولأنك طاهرة كالشمس .. أحبك يا دمشق

يذكر أن مجموعة مزارع الجراح من منشورات الهيئة العامة للكتاب وجاءت في مئة صفحة من القطع المتوسط.