اسطورة الحضري..!

اسطورة الحضري..!

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ٢ فبراير ٢٠١٧

أعظم ما في الرياضة التصاعد والتوازي بين الأداء والخبرة، والمهارة والقدرة، مع تقدم العمر وخرق جدار الزمن.
إنها النجومية، ولكن هل كل نجوم رياضتنا يدركون معاني النجومية الحقيقية، بل هل لدينا نجوم حقيقيون، وكي لا نظلم رياضيينا لنسأل: كم نجماً حقيقياً في رياضتنا؟
ما يدفعني لهذا الكلام هو نجم الكرة المصرية والعربية والإفريقية عصام الحضري، فلن نتحدث عن حزمة الانتصارات والإنجازات التي حققها خلال ربع قرن، والألقاب الفردية التي حصدها على المستوى الإقليمي والقاري، ولنبدأ الكلام من آخر ما وصل إليه، فابن الأربعة والأربعين عاماً يتم انتقاؤه من بين أفضل خمسة لاعبين في الدور الأول بكأس الأمم الإفريقية التي تقام حالياً في الغابون.! هذا الإنجاز يحققه حارس مرمى منتخب مصر بالتزامن مع إنجاز شخصي آخر يتمثل بإكماله المباراة رقم (150) له مع منتخب بلاده.!
تخيلوا لو أن أي رجل من مجتمعنا عمره (44) عاماً وارتمى أرضاً من ارتفاع (شبرين) عن الأرض، ترى ماذا سيحدث له.! وما عدد الكسور والرضوض التي سيخلفها ذلك السقوط؟! فما بالك من رجل بهذا العمر قادر على الطيران بجرأة فوق رؤوس اللاعبين والسقوط أرضاً من ارتفاع يزيد على المتر على جنبيه وبمنتهى المرونة والليونة والنهوض بأقصى سرعة، وبهمة متجددة وقوى متعددة، ولو أن أي رجل بهذا العمر نزل إلى حوض الماء المثلج (كما يفعل الحضري يومياً) فكم دقيقة يمكنه الصمود فيه، بل ماذا سيصيبه لمجرد الخوض فيه.؟! هو ظاهرة مدهشة في الملاعب العربية لكنها لم تأت من فراغ، فالتميز عندما يكون ضمن حدود النادي يبقى في مساحة معينة، لكن عندما يحتل مكانه في المنتخب الوطني ولا يخرج منه، ويمثل وطنه في أكبر المحافل الرياضية العالمية، وأميز حراس العالم يشيد بأدائه وحالته فلا شك أنه نجم استثنائي، ولا بد أن ما وصل إليه حصيلة جد واجتهاد، وتدريب وتضحية، وصبر وحرمان، فحافظ على لياقته ورشاقته متحدياً الزمن وقوانينه، ليغدو لاعباً محترفاً بكل ما تعنيه الكلمة، ويكفي معرفة بأنه يتمرن بحدود (7) ساعات يومياً للحفاظ على اسمه ومكانته وصورته ونجوميته، وثقوا تماماً بأنه لو كان من أصحاب السهر والتدخين بمختلف أنواعه والإفراط بما يبدد الطاقات لما وصل إلى ما وصل إليه، فهل يكون نموذجاً لمن لم يدرك معاني النجومية الحقيقية في رياضتنا؟!

مالك حمود