بعد النتـائج المخيبة لمنتخبنا الكروي الأنثوي ..خياطة: لا بد من وضع الجميع أمام مسؤولياتهم

بعد النتـائج المخيبة لمنتخبنا الكروي الأنثوي ..خياطة: لا بد من وضع الجميع أمام مسؤولياتهم

الأخبار الرياضيــة

الجمعة، ٢٨ أبريل ٢٠١٧

هيفاء الابراهيم
عاد المنتخب الوطني لكرة القدم من فييتنام.. لاكما نشتهي بل بخفي حنين عودة من دون وهج ولا قــلائد ولا ألقاب رغم كتلة الحماس الكبيرة التي رافقت لاعباته عند الذهاب والمعنويات العالية التي تسلحن بها من قمة هرم القيادة الرياضية ومسؤوليها.. كل ذلك كان وبالخط العريض.. ولم يبق إلا مصباح علاء الدين لكي يرافق المنتخب لنرى إنجازاً أو حتى بارقة أمل.. طبعاً الخسارة ليست عيباً وليست نهاية العالم وقد تكون الدافع للانطلاق مجدداً وبقوة وتهيئ لنجاح لاحق، ولكن من المهم البحث في أسبابها والتفتيش عن مبرراتها إن وجدت لنقتنع بها قبل غيرنا.. ولنستطيع أن نلتمس العذر للمنتخب وإلا فهناك مابين السطور.
بداية الصحوة
تحدث الدكتور ماهر خياطة- نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام وعضو المكتب التنفيذي قائلاً: إن سياسة الضغط والإحراج وتحميل الأخطاء بنسبتها المئوية العالية لجهة معينة من دون دراسة الظاهرة وتحليلها بشكل منطقي وواقعي لتحديد الأسباب الحقيقية لهذا الفشل أو ذاك وإظهار مواطن الخلل ودوافعه سيأخذنا هذا الأمر إلى الجانب الضبابي منها، وقد يطغى على هذا العمل الكثير من الانفعالات المرتجلة الحقيقية منها أو التي تندرج تحت مظلة التمثيل والتشهير والتجريح لغايات شتى. لذلك يجب التروي قليلاً والتوجه إلى المفاصل الأساسية لهذه الرياضة وهي لعبة القدم الأنثوية ووضع الجميع بشكل شفاف أمام مسؤولياتهم لنتبين الأسباب الجوهرية التي أدت إلى هذه النتيجة. ومن حيث المبدأ نحن نعد أن مشاركة منتخبنا الأنثوي لكرة القدم في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس آسيا في فييتنام فرصة جيدة ومناسبة يجب ألا نضيعها على لاعباتنا كحق لهم وواجب علينا أن نعمل على تواصلهن واحتكاكهن لزيادة خبراتهن مع الفرق العالمية بعد طول انتظار، وبالوقت نفسه تأتي المشاركة كضرورة لإظهار صورة وطننا الحبيب سورية أنه بخير وحاضر في المحافل الدولية ودليل صحة وعافية له.
وكنا نأمل من طاقم الفريق، المدربين والإداريين، واللاعبات أن تتوج جهودهم ويعودوا بالنتائج الإيجابية التي تثلج الصدور، ولكن حصل ماحصل وهنا لا أريد أن أوحي بكلامي أن الخسارة بين المنتخبات شيء معيب أو مخجل، فمن الطبيعي أن يكون هناك رابح وهناك خاسر، وكثيراً ماوصف المحللون الرياضيون أن بعض الخسارات لبعض الفرق تأتي بطعم الفوز لكثرة مابذل فيها هذا الفريق من جهود وخبرات وتحد تعكس قوة تدريبية ومستوى فنياً عالياً، وبحالتنا مع منتخبنا لم نرَ ذلك، وحتى نكون منصفين وننظر بعين المراقب والمشاهد والمتابع، فقد كانت نتائجنا سلبية وغير مرضية والجهود التي بذلت خجولة وفاترة. وأضاف خياطة: إن المكتب التنفيذي للاتحاد يقتصر عمله على الجاني التنظيمي وكل مايتعلق فيه من أمور ولا يتدخل بشكل مباشر بالجانب الفني والإداري لأي اتحاد لعبة، وإنما هو مكمل لعمله وخططه بالإطار التنظيمي لذلك،
ونتمنى أن يكون الأمر بداية الصحوة وأن تكون هذه الخسارة لمنتخبنا الأنثوي بكرة القدم دافعاً ومحفزاً قوياً للتخطيط المستقبلي والتدريب والإعداد الجيد والرعاية والمتابعة والمراقبة والتقييم الشفاف مستقبلاً ليكون الاستعداد والتأهيل للمشاركة في الفعاليات الرياضية القادمة وفي جميع الألعاب خاضعاً لدراسة حقيقية ولتقييم فعال لإمكانات وقدرات اللاعبين ومستواهم الفني حتى تكون رهاناتنا على فوزهم في محلها ومبنية على أسس وواقع حقيقي.
مشاركة بظروف استثنائية
فادي دباس رئيس لجنة المنتخبات الوطنية قال: بالنسبة للظروف التي أحاطت عملية الإعداد لفريق القدم الأنثوي وساهمت في إظهار هذه الصورة الضعيفة له من خلال النتائج التي حصل عليها من خلال لقاءاته مع الفرق المشاركة في هذه التصفيات، فأريد أن أوضح شيئاً وليس تهرباً من أي مسؤولية في هذا الموضوع، حيث إننا عملنا ضمن شروط وظروف صعبة وتحت ضغوط واقعية وخارجة عن إرادتنا أثناء الإعداد والتحضير لهذه البطولة، وسأذكر بعضاً من هذه الصعوبات التي كان أولها موضوع إعادة تجميع لاعبات فريق كرة القدم خلال مدة قصيرة جداً ووضع البرامج التدريبية لهن وتأهليهن ورفع مستواهن إلى الحد الذي نستطيع أن نراهن عليه للمنافسة مع الفرق الأنثوية الأخرى، وهذا الأمر يحتاج الكثير من الجهد والمتابعة وتذليل الصعوبات الأخرى التي تعترض عملية التدريب والاستعداد هذه، وهنا لابد من الإشارة إلى المناخ الرياضي العام والظروف المحيطة وتأثيرها في هذه العملية التي كانت تزيد علينا العبء وترفع من حالة توترنا وقلقنا.. ناهيك بسبب رئيس آخر وهو غياب اللاعبات القديمات الأساسيات للمنتخب وتفرقهن داخل سورية وخارجها لأسباب شتى ولاسيما أن فعاليات هذه الرياضة ونشاطاتها غابت عن الساحة الرياضية المحلية والخارجية ولمدة ست سنوات تقريباً وانعدمت فيها المشاركات في الدورات والبطولات ولاسيما الخارجية ماصعّب علينا وعلى اللاعبات وعلى الطاقم التدريبي والإداري إعادة الإقلاع والنهوض بهذه الرياضة خلال فترة قصيرة، ومع ذلك كان الجو العام مملوءاً بالحماس والتفاؤل لدى الجميع والأمل حاضراً عندهم وقرار المشاركة في البطولة الذي أعاد هذه اللعبة إلى دائرة الضوء والاهتمام المحلي والدولي ولم يحرم اللاعبات من حقهن في اكتساب الخبرات من خلال اللقاءات مع الفرق الدولية المشاركة في هذه البطولة، وأيضاً يبقي هذا القرار اتحاد كرة القدم والقدم الأنثوية بشكل خاص تحت نظر ورعاية الاتحاد الدولي والاتحاد الآسيوي وماتعنيه هذه الرعاية من تقديم المساعدات المادية الكبيرة التي تساعد في تطور الرياضة النسوية ومنها كرة القدم في بلدنا الحبيب، وأضاف الدباس: إن خسارة منتخبنا الأنثوي لكرة القدم في هذه البطولة وابتعاده عن المراكز والنتائج الإيجابية فيها ليست نهاية العالم، وقد تكون سبباً ودافعاً للنهوض من جديد وحافزاً قوياً للانطلاق من خلال وضع الخطط والمناهج العلمية التدريبية المدروسة لهذه الرياضة للوصول إلى المستقبل والطموح المطلوب، ونحن الآن بصدد ذلك، فحالياً هناك دراسة لتشكيل لجنة خاصة بالكرة الأنثوية وسيكون من أولى واجباتها الاهتمام بالفئات العمرية كلها لهذه الرياضة وتدريبها ومتابعتها ورعايتها وتأمين مستلزمات تطورها من كل الجوانب لتكوين وخلق الكوادر المؤهلة والمستعدة والجاهزة دائماً لأي استحقاق رياضي داخلياً كان أم خارجياً، وسنشهد خلال الشهرين القادمين انطلاقة الفعاليات للكرة الأنثوية وهي (كأس الجمهورية ثم دوري عام، ومسابقات كروية متعددة) وستتم قبلها دعوة جميع الأندية التي تملك لاعبات كرة قدم إضافة إلى الأندية الستة التي تمتلك المواهب وهي (جبلة وتشرين والمحافظة وأشرفية صحنايا وجرمانا والعربي للمشاركة في هذه الفعاليات والمساهمة في تعزيز هذه الرياضة وتطورها، وكذلك ستتم دعوة مديرية التربية للمساهمة والمشاركة أيضاً من خلال الرياضة المدرسية التي لها دور فعال في اكتشاف المواهب والمساهمة في رفد الأندية والمنتخبات بالكوادر والخامات المميزة من اللاعبات.
استعداد غير كاف.. ولكنها تجربة مفيدة
موفق فتح الله إداري المنتخبات الوطنية قال: انتظار النتائج الإيجابية من أي فريق رياضي خلال أي بطولة يعتمد على قوة وكمال تأهيله ومستواه الفني العالي، والعكس صحيح، فما دمنا نوفق بالاستعداد والتدريب الكافي لمنتخب كرة القدم الأنثوي لأسباب كثيرة ومتشعبة فمن الطبيعي أن تكون النتائج سلبية ومتوقعة، وأنا أرى- وهذا رأيي الشخصي- لو أننا تمهلنا قليلاً وعالجنا الصعوبات التي واجهتنا في التدريب وأجرينا الإعداد الصحيح للاعبات، ولو أدى ذلك إلى الاعتذار عن المشاركة لكان أفضل من هذه النتيجة.. ولكن ومع ذلك نستطيع أن نستفيد من هذه التجربة ونضع نصب أعيننا أن البدايات الصحيحة لاشك ستعطي نتائج صحيحة، ونستطيع ذلك لأننا نملك الخامات وبمقدورنا تطويرها والعمل عليها وأيضا توفر الطواقم الفنية من إداريين وفنيين ولاسيما أن الظروف العامة تتحسن باستمرار.
امتحان لقدراتنا
كابتن الفريق منار منذر قالت:
كانت الاستفادة كبيرة جداً لنا كلاعبات من خلال المشاركة في هذه البطولة الآسيوية بغض النظر عن النتائج، لأنها وضعتنا وجهاً لوجه مع بطلات دوليات ليكون ذلك امتحاناً حقيقياً لقدراتنا وخبراتنا بشكل مباشر، وأستطيع القول: إنه لو تسنى لنا نحن لاعبات المنتخب إجراء التدريب الكافي وإقامة العديد من اللقاءات الودية والتجريبية قبل هذه البطولة لكانت ثقتنا أكبر وتحدينا بشكل أفضل، ولكن في النتيجة تعد الخبرة والاحتكاك هما الأساس وهما اللذان سيتوجان أي عمل تدريبي لأي فريق ويصنعان منه انجازاً، وأتمنى أن نستفيد من الملاحظات التي ظهرت، وكذلك نقاط الضعف التي كانت سبباً في ابتعادنا عن الفوز والنتائج الإيجابية وأن نحاول معالجتها بالشكل الذي يدفعنا قدماً نحو الأمام والتطور.