مولر بين مطرقة أنشيلوتي وسندان المونديال

مولر بين مطرقة أنشيلوتي وسندان المونديال

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ٢٠ يوليو ٢٠١٧

وصول الكولومبي خاميس رودريغيز إلى بايرن ميونيخ وضع الضغوط على توماس مولر، وخصوصاً مع تراجع مستواه أخيراً، وعدم اقتناع كارلو أنشيلوتي به، ما يفتح الباب حول كلام عن رحيله إذا ما أراد مركزاً أساسياً في المنتخب خلال المونديال المقبل
هادي أحمد

في تصريحاته الأخيرة بعد مجيء الكولومبي خاميس رودريغيز من ريال مدريد الإسباني إلى بايرن ميونيخ على سبيل الإعارة، رأى مدرب الفريق البافاري، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، أن التعاقد مع رودريغيز لم يكن ليأخذ مكان أي لاعب، ولكن لجعل الفريق أقوى وأفضل في الموسم الجديد.

قد يكون أنشيلوتي سلمياً ودبلوماسياً في تصريحاته لوسائل الإعلام، لكن أرض الواقع تشي بغير ذلك. فمع قدوم الوافد الجديد، كثرت التحاليل والتصريحات من قلب النادي وخارجه عن مستقبل توماس مولر، آخر البافاريين الأصليين في النادي، لأنه بعد رحيل فيليب لام وهولغر بادشتوبر وباستيان شفاينشتايغر، بات مولر رمزاً لهوية بايرن بكل امتياز.
ماتياس سامر، المدير الرياضي السابق لبايرن، هو صاحب المقولة الأخيرة، وقد كان اكثر صراحةً عندما قال إنه بالنسبة له مولر "أفضل" من رودريغيز، واصفاً إياه بأنه روح بايرن ومستقبله، وعلى مسؤولي الاخير، وأبرزهم الرئيس أولي هونيس والرئيس التنفيذي كارل - هاينتس رومينيغيه، أن يقولوا هذا لأنشيلوتي.
يريد سامر من هذه الرسالة أن تصل الى إدارة بايرن، وبدورهم أن يوصلوها الى أنشيلوتي، لأن الأخير هو عراب مجيء رودريغيز. طبعاً، إدارة النادي كانت الأكثر دعماً للمدرب الذي نال ثقتها سريعاً.
دائماً ما يحصل هذا في سوق الانتقالات، ويتسبّب قدوم لاعبين في رحيل آخرين عن النادي أو على الأقل إجلاسهم على مقاعد البدلاء.
كانت هناك احتفالات بقدوم رودريغيز الى ألمانيا، في المقابل كان هناك أيضاً تشكيك في قدرته على العودة الى مستواه المعهود بعدما لزم معظم الموسم الماضي مقاعد الاحتياط.

مع مجيء خاميس كثرت التحاليل والتوقعات عن مستقبل مولر

بين هذه وتلك، سيدخل خاميس دوامة الصراع على المركز الأساسي، إلا إذا رحل مولر. وبدعم أنشيلوتي له، يمكن القول إن الأمور تتجه نحو اعتماده لاعباً أساسياً، خصوصاً إذا ما ركزنا على الفترة التي كان فيها المدرب واللاعب معاً في ريال مدريد، حيث قدّم الكولومبي موسماً ممتازاً.
لا يمكن المرور فوق هذا الاعتبار بأن المدرب واللاعب عملا معاً بشكل رائع سابقاً، وتراجع مستواه قد ينتهي حالياً، إذ عاد الى كنف مدربه السابق، بعدما كانت تجربته مع 3 مدربين في ريال الفرنسي زين الدين زيدان ورافايل بينيتيز وأنشيلوتي، ولم ينجح إلا مع الأخير.
في مباراة بايرن ضمن "كأس تيليكوم"، وبينما كان يشد اللاعب الجديد الأنظار، استفاق مولر من كبوته وشدَّ اليه المتابعين ووسائل الإعلام، ليتشاطر مع رودريغيز عناوين الصحف.
ظهر مولر بمستواه الذي كان ينتظره الجميع منه، وقدم مباراة ممتازة، ليسهم في فوز بايرن على فيردر بريمن 2-0، حيث سجل هدفاً وصنع آخر بطريقة فنية.
لم تخلُ تصريحات مولر بعد المباراة من الحديث عن خاميس، إذ قال: "من الواضح للجميع أن خاميس يبحث عن اللعب الجماعي، لديه قدم يسرى رائعة وعين على زملائه داخل الملعب، كما يجيد التصويب جيداً". مرةً أخرى، تصبّ المجاملات أمام وسائل الإعلام، ومستقبل الألماني غير معلوم على الإطلاق إذا ما كان سيقرر البقاء أو الرحيل.
لكن في المباراة الأخيرة للفريق ضد أرسنال أمس، عاد أنشيلوتي وحجَّمه مرة أخرى، حين استبدله في استراحة الشوطين، بينما أبقى رودريغيز حتى الدقيقة 65. أنشيلوتي، ومن الموسم الماضي، لا يريد مولر أساسياً، ولا شك في أنه ما زال عند قراره.
ويمكن العودة الى المواسم الماضية للحكم على الأخير. في موسم 2015-2016، سجل مولر 32 هدفاً في البطولات المختلفة، أما في الموسم الماضي فتراجع عدد الأهداف الى 9، وزاد تراجع أدائه. واليوم بات قريباً جداً من الخروج من الباب الضيق.
وبحسب صحيفة "بيلد"، هناك أربعة أندية مهتمة بالتعاقد مع مولر: يوفنتوس، أرسنال، تشلسي، وليفربول. وإذا ما أراد العودة إلى مستواه، فعليه أن يرتكز على فريق جديد، ليضمن مكاناً أساسياً، وذلك لاعتبارات عدة، أهمها أن أيام المونديال صارت قريبة؛ فالصراع على المركز الأساسي لن يكون ضمن الفريق وحسب، بل ضمن تشكيلة المدرب يواكيم لوف الذي اكتشف لاعبين شباناً جدداً يلعبون بنفس المركز، أهمهم تيمو فيرنر ولارس شتيندل.